اللواء ركن م -حسين محمد معلوي
العالم المُخْتَطَفْ
ظهرت على لوحة خارطة الطريق للصراعات العالميه عناوين جديدة تسعى لفرض مسارات مختلفه لحياة البشر على كوكب الأرض ، ويقول الرافضون لهذه العناوين والتوجهات بأن نتائجها في حالة نجاحها ستكون وخيمه وذات آثار شيطانيه وكارثيه على الحضارات العالميه وبني البشر ، أما اتباع الرؤيه الجديده فهم يتواجدون في المنطقة الرماديه واجندتهم سريه لا يحاولون الظهور ولا يعلقون ولا يجادلون ويعملون بالخفاء وهذه هي طبيعة منظماتهم السريه ، بينما يقول المحللون والباحثون بأن هذه العناوين قديمة وأن لها من يرفضها وهناك من يؤيدها … أما اطراف الصراع فهم فريق المؤمنين بالدفاع عن القيم والمبادئ والتراث الحضاري والديانات على اختلاف انواعها واتباعها ، بينما الفريق الآخر المتبنون والداعمون للأفكار الشيطانيه بكل انتماآتهم وافكارهم ويستخدمون تكتيكات العمل في الظلام . الفريق الأول وهو فريق الدفاع عن المبادئ والقيم فهم يؤمنون بالمسارات الحضاريه المختلفه وأن التقاء الحضارات وتعاونها واحترام خصوصياتها فيه خير وأمن ونتائج ايجابيه تعود بالنفع على البشريه ويعتمد هذا الفريق على الحقائق العلميه والابتكارات والاختراعات الإنسانيه وثقافات الشعوب التي سجلها التاريخ كأساس للتقدم والرقي وأنها هي التي تَوَصَّلَ اليها علماء البشر قديمهم وحديثهم في مختلف المجالات وفي كل القارات ، بينما الفريق الثاني ويسميهم الرافضون لأفكارهم اتباع الشيطان فشعاراتهم تدعو الى تخريب الايمان بالله ونسف كل المعتقدات لدى بني البشر ونشر الإلحاد وقلب موازين الفطرة الإنسانيه لتحقيق اهدافهم الإستيلائيه الشيطانيه ، ولعلنا هنا نشير الى اهداف كل فريق باختصار كما أوردها الباحثون . ان فريق اتباع الديانات والقيم والمبادئ والثقافات والتقاليد الحضاريه والفطرة الإنسانيه السليمه يهدفون الى عدم المساس بأي منها لأنها منجزات حضاريه وبناء متكامل أوجدته وشيدته واستقته مكونات المجتمعات البشريه على هذه الأرض من اديانها وتجاربها واعرافها وثقافاتها وكفاحها من اجل البقاء والذي سجله تاريخها عبر القرون وصاغته كدستور حياه بما يعود بالنفع على الإنسان كل بحسب بيئته وتراثه الحضاري . ومن المهم الإشارة الى أن فريق المحافظة على المبادئ والقيم يجنح الى التعايش والسلام بدلاً من الاختلاف والصدام والحروب والصراعات السياسية والإقتصادية والعسكرية والحضارية والعقائديه ويسعى اصحاب هذا الإتجاه الى إيجاد نظام عالمي جديد عادل ومتوازن ليس فيه هيمنة ولا نفوذ ولا عبودية و لا استعباد لدول أو شعوب ، بينما اتباع التغييرات الشيطانيه يقومون بتنفيذ خططهم السرية والتي لم يعلن او يظهر من عناوينها الا القليل ومن اهدافهم ضرورة فرض ثقافة عالميه واحده ونظام عالمي مسيطر عليه من فئة معلومه ( الماسونيون وصهاينة اليهود والمسيحيون المتصهينون الجدد وعبدة الشيطان وغيرهم ) ومن اهدافهم كذلك ايجاد عملة عالمية واحده وحكومة عالمية واحده والتخلص من الحكومات الوطنيه ومن اقوام وشعوب بشريه فائضة غير منتجة لإنهم في نظرهم شعوب تعيش لتأكل وتنام ولا تأكل لتعيش وتنتج .. و وضع اصحاب هذا الإتجاه خططاً للقضاء على البشر من ذوي البشرة السمراء والداكنة والصفراء ولن يبقى وفقاً لخططهم بعد التخلص من تلك الشعوب الا الإنسان الأبيض في اطار ما يسمونه بالمليار الذهبي وقد اثبت عدد كبير من العلماء والسياسيون والباحثون وجود هذه الخطط التي بدأ تنفيذها منذُ فتره، وقد لاحظ المتابعون والمراقبون أن الفريق الأول وهو فريق الموروثات الحضارية والدينيه في موقف دفاعي وقياداته خاضعة لتسلط فريق التغيير الشيطاني المسيطر على المال والإعلام والسياسه ، وبالتالي فهذا الفريق مشلول وجامد وصفوف اتباعه بدأت تنهار يوماً بعد يوم ولم يبقى بجانب هذا الفريق الا مقاومة الشعوب ذات الدين الاسلامي وخاصة الشعب السعودي وقيادته إضافة الى حكومات وشعوب عربية واسلامية وأمم أخرى مختلفة الأديان والثقافات ،، اما الفريق الثاني فإنهم يسعون ليلاً ونهاراً لتنفيذ خططهم المرسومه على شكل مراحل لتحقيق أهدافهم التي ابتدأت منذُ عقود وربما قرون من الزمن في غفلة من الآخرين واستطاعوا تدمير امم وحضارات وتبديل اديان .
- لقد ابتدأ اتباع الشيطان بتطبيق المرحلة الأولى لمشروعهم وهي خطط العولمه التي قسمها توماس فرايدمان إلى ثلاثة أقسام على مراحل زمنيه فقال ..
- العولمة الأولى (1492-1800)، والعولمة الثانية (1800-2000)، والعولمة الثالثة (2000- الوقت الحاضر) ، وأوضح بأن العولمة الأولى هي عولمة الدول ، أما العولمة الثانية فتشمل عولمة سيطرة الشركات العابره للقارات ، بينما تشمل العولمة الثالثة عولمة الأفراد والمجتمعات .
إن من المفيد في هذا المقال إيضاح ان العولمة تتخذ عدّة أشكال وأنواع لا يتسع المقال لذكرها ، فمنها العولمة السياسية التي تقوم على التدخل في سيادة الدول الضعيفة من قِبل الدول الأكثر منها قوة ، حيث تتدخل في شؤونها السياسية للسيطره على مواردها الطبيعية بحجج كثيرة منها نشر الديمقراطية أو حقوق الإنسان أو تحقيق العدالة والمساواه واذا جوبهت بالرفض من اي دوله فتلجأ القوى الشيطانيه الى اشعال الحروب لإخضاع الدول وادارتها دون حلها لفرض عدم الاستقرار وايجاد مبررات للتدخل لتحقيق اهدافها والشواهد على ذلك كثيره ومنها ما حدث في افغانستان ودول امريكا اللاتينيه والعراق وسوريا والصومال وليبيا والسودان ودول افريقية اخرى وغيرها .
- و من اشكال العولمة وأهمها ، العولمة الاقتصادية التي تقوم على عدّة ركائز أساسية منها تحرير رأس المال والتجارة الدولية، وإزالة القيود والحواجز الجمركية أو الحدودية أو الحواجز المعنوية والقانونيه مثل القوانين الوطنيه لتسهيل عملية تبادل السلع والبضائع دون قيود ، مما أدى إلى ظهور ما يُسمي بالشركات المتعددة الجنسيات العابرة للقارات الأمر الذي سيؤدي الى سقوط دور الدولة الوطنيه في حال نجاحه وستكون النتيجه وضع العالم مجرد سوق اقتصادي محتكر لفئة معينه ، الغني فيه يزداد غنى والفقير فيه يزداد فقراً ، وثروات الشعوب ستنهب وتسرق ولعل من اهم امثلة الإنصهار بين العولمة السياسية والاقتصادية هي ظاهرة وباء فيروس كورونا ( كوفيد١٩ ) . و من المهم الإشارة الى أن هذا الفيروس مخطط له من نفس محور الشيطان بدليل أن كثير من العلماء قد اتهموا الدوائر الشيطانيه بإطلاق فيروس كورونا وغيره ليهلك ملايين البشر و ليطيح باقتصاد الدول .أما العولمة الثقافية في خطط فريق الشيطان فتعني ضرورة التأثير ثم التخلص من القيم والمفاهيم الحضارية والأخلاقية والفطريه وسلوكيات المجتمعات والدول ، وذلك لفرض نموذجهم الثقافي الذي يطبقه معسكر (ما ) أو دولة( ما ) على باقي دول وشعوب العالم، وأدوات تنفيذه خلال العقود الماضيه كان الغزو الفكري والثقافي والإعلامي ، وقد تحقق نتيجة لذلك الغزو بشكل اتوماتيكي ما سمي بالعولمة القِيَمِيَّة اي التي تغيِّر وتبدل مبادئ وقيم اي مجتمع أو اي شعب وأي حضارة . ولأن نهوض اي أمة يعتمد على ثقافة وأفكار وقيم شعبها ، فإن هناك بعض الدول المصنفه من اتباع الشيطان تسعى في غزوها الثقافي إلى تفكيك هذا القوة " قوة المبادئ والقيم " وذلك من خلال نقل قيمها إلى دول أخرى وفقاً لخطط مدروسه باستخدام و تجنيد وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة على اختلاف انواعها . و من وسائل تحقيق العولمة القيمية محاربه منبع القيم و خاتم الاديان دين الاسلام و تقديم الحماية لمن يحارب ويسب الأنبياء والرسل وخاصة النبي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ويحرق الكتاب السماوي ( القرآن الكريم ) ، ولاكتمال تحقيق أهدافهم واصل فريق الشياطين الحديث عن مناهج الدين والتعليم والمرأة وحقوقها والأسره كمدخل لضرب قيم ومبادئ هذه العناوين في كل البلدان فضربت الأسرة بدعم " تنظيم النسويات " وتمرد المرأه على اسرتها ورفضها لقوامة الرجل وواجباتها تجاه بيتها واطفالها مع الاصرار على مساواتها به رغم ان الله خلقهما مختلفين . إن هدف تيار الشيطان هو تفكيك المجتمعات تحت مسمى حرية وحقوق المرأه ليتم سحبها الى عالم التيه والضياع . لقد اطلق هذا الفريق الحرية الإباحيه للذكر والأنثى فأوجد حرية المثليين بين كل الفئآت الإجتماعيه وحرية تغيير الجنس والغى الفطرة البشريه وهنا نشير الى معاهدة " سيداو " التي اقرت حماية علاقة "المثليين جنسياً " و''الصديق الحميم اي ال Boyfriend ''. وقد اعترضت السعوديه وبعض الدول على فقراتها المشينه التي لا تتفق مع دين الاسلام ولا مع فطرة الإنسان بينما وقعتها وللأسف كثير من الدول دون تحفظات .لقد انتقلت فرق اتباع الشيطان الى فرض حقوق للمثليين وحاصروا دولاً وشركات وبنوك ومؤسسات ومشاهير في الاقتصاد والسياسة والإعلام ، وهددوا هؤلاء بالويل والثبور اذا لم يعترفون بحقوق المثليين وتحويل الجنس البشري من ذكر أو انثى الى عكس ذلك ومشروعية الإجهاض وقتل الجنين الذي دخلت فيه الروح ويطالب فريق الشياطين بتقديم الحماية لهؤلاء وأن يرفع شعارهم دون اي تردد او خجل أو حياء على انشطة المعارضين المختلفه ويتذكر الجميع ما قامت به وزيرة الداخلية الألمانية "نانسي فيزر " عند حضورها لمباراة منتخب بلادها ومنتخب اليابان في كاس العالم في قطر ورفعها لشعار المثليين رغم منع الحكومة القطريه والإتحاد الدولي لكرة القدم لذلك . وفي سياق خطط فريق الشياطين رفعوا شعار حقوق الطفل وأن له حقوق مهضومه مما استوجب حمايته وشرعوا قوانين لأخذه من بين احضان والديه لأي سبب يزعمونه بحجة حمايته وتربيته في دور رعايتهم أو ملاجئ الأطفال الخاضعة لهم لتشكيله و تجنيده بما يتناسب مع خططهم . و قد قرأ أو سمع ورأى كثيرون في مقاطع مسجله كيف تم أخذ بعض ابناء لاجئين الى اوروبا قسراً من اهاليهم و خاصة المسلمين والاحتفاظ بهم . وما زال اتباع الشيطان في غيهم يعمهون وهنا نستذكر إصرار ابليس امام الله سبحانه وتعالى عندما قال بأنه سوف يغوي عباد الله فذكر الله في القرآن الكريم الحوار الذي دار قائلاً ﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٢)إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (٨٣)قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (٨٤)لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ سورة ص . وقوله تعالى لكبير الشياطين إبليس ﴿قَالَ رَبِّ فَأَنظِرۡنِیۤ إِلَىٰ یَوۡمِ یُبۡعَثُونَ (٣٦) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلۡمُنظَرِینَ (٣٧) إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡوَقۡتِ ٱلۡمَعۡلُومِ (٣٨) قَالَ رَبِّ بِمَاۤ أَغۡوَیۡتَنِی لَأُزَیِّنَنَّ لَهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَأُغۡوِیَنَّهُمۡ أَجۡمَعِینَ (٣٩) إِلَّا عِبَادَكَ مِنۡهُمُ ٱلۡمُخۡلَصِینَ (٤٠) قَالَ هَـٰذَا صِرَ ٰطٌ عَلَیَّ مُسۡتَقِیمٌ (٤١) سورة الحجر . حتماً اذا نجح فريق الشيطان في تنفيذ مخططاته فعندها نؤكد بأن العالم قد تم اختطافه وأن الساعة قد قّرُبَ قيامها .
اللواء الركن متقاعد
حسين محمد معلوي
بريطانيا