فاطمة الأحمد
بقلم- فاطمه الاحمد
في دنيا البشر، تتشابك الأفعال بالنوايا كما تتشابك خيوط النسيج، فلا يُرى جمال القماش إلا إذا كانت الخيوط متينة ونقية، هكذا هي الحياة، لا قيمة للعمل إذا لم تسبقه نية صادقة، ولا بركة في الرزق إذا لم يتشح بثوب النية الطيبة.
كم من عملٍ بسيطٍ رفع صاحبه إلى أعلى مراتب القبول، وكم من رزقٍ قليلٍ بارك الله فيه فأغنى صاحبه عن الدنيا وما فيها، النية هي المفتاح، هي السر الذي لا يراه أحد إلا الله، لكنها تصنع الفرق بين العبث والعبادة، بين الزيف والصدق، بين الرزق الذي يُثقل القلب، والرِّزق الذي يُثري الروح.
تأملْ في حياتك، ستجد أن ما أُعطيت ليس دائماً بجهدك وحده، بل بنيةٍ سابقةٍ صادقةٍ نُثرت في أرض الحياة، فسقتها الأقدار حتى أثمرت، ربما دعوة خفية من قلبك، أو سريرة طاهرة لم تُلوثها الدنيا، جعلت أبواب الرزق تُفتح لك من حيث لا تدري.
فالنية ليست مجرد رغبةٍ عابرة، بل هي طاقة تُرسلها إلى السماء، فتعود إليك محملةً بما يتجاوز أمانيّك، اجعل نيتك في كل عمل خالصةً لله، وفي كل سعيٍ مغمورةً بالخير للناس، وستُدهش من جمال الأرزاق التي ستُهدى لك، ليس فقط مالاً أو طعاماً، بل أرزاقاً معنويةً تُغني الروح، كالراحة، والحب، والسكينة.
تذكّر دائمًا: "إنما الأعمال بالنيات، والأرزاق بالنيات"، فكن طيب النية، يُحيطك الله بكرمه.