

محمد الفايز
بقلم الإعلامي : محمد الفايز
في البحث في مصطلح مرتزقة، وجدت المُرتزِق هو كل شخص يقوم بأي عمل بمقابل مادي، بغض النظر عن نوعية العمل أو الهدف منه، وغالبا يطلق على من يخدم في القوات لبلد أجنبي من أجل المال.
استخدمت بلاد فارس واليونان وروما في الأزمنة القديمة المرتزقة، وشاع استخدامهم خلال الفترة من القرن الثاني عشر حتى القرن السادس عشر الميلاديين، فقد استأجر كثير آنذاك جنودا محترفين مدربين لحماية دولهم.
ومع اختلاف التوجهات والتحولات في الأزمنة، أصبح الآن مما يُجند في وسائل التواصل ليكون مرتزقا وعلى حساب المبادئ والضمير والأوطان، ويسعى لخلق البلبلة ونشر الأكاذيب وتأجيج الشعوب، بالمقارنات والإسقاطات، وقد يصل الحال في بعضهم إلى الإساءة للدول والرموز والتشكيك في القرارات النزاهة.
القوة والذكاء والدبلوماسية في إدارة الثروات وجلب الاستثمار والصناعة والبناء وعقد شركات لها دور الكبير في قوة الدول ومدى نفوذها الحقيقي على أرض الواقع، ولا يخفى علينا أن السياسة مرتبطة بالاقتصاد و تبادل المنافع، وليس كما يصدر لنا من سذج ومن الحاقدين وشراذم الأوطان بالترويج بأن مصالح الدول عبارة عن جزية تدفع.
وقت أثبت الزمن بالحقائق والوقائع مواقف يشهد عليها التاريخ وكانت حديث الساعة ومفصلية برفض تدخل الدول في المنطقة، وبذلك كانت الرسالة واضحة بعدم قبول الإملاءات، بل وصل الأمر منها إلى طرد السفير وإقفال الخط بوجه وزير خارجية وعدم استخدام الأجواء وتهميش من لا يحترم السيادة.
تلك العبارات والأصوات النشاز ظل حقدها متأصل ومرض لا يرجى برؤه ولابد لهم من اللجم لكي يرتفع منسوب اللطم والذي يعتبر عالي الوتيرة.
المضحك أن بعض تلك الأمصار عندما كانت تملك الثروات والمقدرات لم تسمح ولم تعط ولم يشاركها أحد في ذلك.
وقاحة الألفاظ والجهل والانشغال بإنجازات الآخرين دليل ضعف وانهزام وعدم مصداقية، فالدول الواثقة لا تحتاج للنعاق ومرتزق يسئ لها، وفي الختام لعلي أختم بأبيات جميلة وتصف المشهد.
يسبك اللي عاجزٍ عن دروبك..لا فاعلٍ فعلك ولاهو مجنِّبْك
رشيد الزلامي

