منى يوسف حمدان الغامدي

٠٥:٠٨ م-٠٣ مايو-٢٠٢٥

الكاتب : منى يوسف حمدان الغامدي
التاريخ: ٠٥:٠٨ م-٠٣ مايو-٢٠٢٥       23100

 بقلم: منى يوسف الغامدي

من مدينة حائل شمال المملكة أقدم المدن في الجزيرة العربية والتي يمتد تاريخها لآلاف السنين ارتبط اسمها بمعالم تاريخية أثرية يتردد في كل محفل ثقافي (جبال آجا وسلمى) وعرف عن أهلها صفة الكرم ودماثة الخلق وحسن الاستقبال للضيوف وإكرامهم، حائل المركز المهم للقبائل العربية وخاصة (قبيلة شمر) تضم مدينة تاريخية (فيد) تعد أحد أهم المعالم التي تضرب في عمق التاريخ اسمها ورسمها.

للمرة الثانية أزور هذه المنطقة الغالية من ربوع وطني كانت الأولى ضمن فريق العمل في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني حيث أقيمت فعالية ثقافية كبرى جمعت رموزا وطنية ثقافية وفكرية وضعت بصمتها في عالم الثقافة والفكر السعودي. واليوم في ضيافة النادي الأدبي بحائل لا صوت يعلو فوق صوت منجزات وطن وحديث يدار بكل فخر واعتزاز عن منجزات رؤية 2030 وعراب الرؤية سيدي ولي العهد الأمير  محمد بن سلمان  الذي حققنا معه منجزات تاريخية في كل المجالات وعنوان الأمسية (  محمد بن سلمان  وصناعة المستقبل الثقافي ) وقراءة لبعض صفحات كتاب يحمل اسم ولي العهد، والحديث عن وزارة الثقافة والركائز الاستراتيجية التي تتبنى عددا من المبادرات النوعية والمشروعات العملاقة منها مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية ومشروعات الابتعاث الثقافي والأسابيع الثقافية لنشر الثقافة السعودية بمختلف مجالاتها في كل أنحاء العالم وإقامة معارض الكتاب في أكثر من مدينة ومنها مدينة حائل لتعزيز دور هذه المنطقة في رعاية ودعم المبدعين واستقطاب دور النشر والكتاب المحليين والدوليين لمزيد من الحراك الأدبي والفني في هذه المدينة المهمة التي تحتل مكانة كبيرة في تحقيق رؤية وطن من خلال تعزيز النهضة الثقافية والاقتصادية والفنون واستضافة الفعاليات المتنوعة مثل: مهرجان الصحراء الذي يعكس روح الضيافة والكرم في منطقة حائل ويشكل منصة للاحتفاء بالهوية الثقافية 

كما تعمل وزارة الثقافة على المشاركة في أكبر المهرجانات السينمائية العالمية وإقامة مهرجانات محلية على مستوى عالمي، تعزيزا للرؤية الملهمة باتت المملكة اليوم منصة كبرى للإبداعات الثقافية والفنية بكل المجالات من خلال تنفيذ المبادرات التحولية وتمكين وتشجيع القطاع الثقافي السعودي بما يعكس حقيقة ماضينا العريق ويساهم في سعينا نحو بناء مستقبل يعتز بالتراث، ويفتح للعالم منافذ جديدة ومختلفة للإبداع والتعبير الثقافي. وكما قال وزير الثقافة في تصريحه بعد صدور التقرير السنوي لمنجزات الرؤية: (الوزارة ستعمد إلى التشارك مع المبدع السعودي الذي يعد رأسمال الثقافة، وسنذهب بعيدا لخلق بيئة تدعم الإبداع، وتساهم في نموه، وستفتح نوافذ جديدة للطاقة الإبداعية عند السعوديين، وستظل الثقافة السعودية نخلة سامقة في عالمنا) 

ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير  محمد بن سلمان  يضع ثقته في شعبه صاحب الهمة العالية والطموح الكبير يقول ونحن له منصتون ومعاهدون على تحقيق ما يصبو إليه معنا في ظل رؤية لا تعرف المستحيل: (المرحلة المقبلة مضاعفة الجهود وتسريع التنفيذ) رؤية 2030 تجعل المملكة منصة كبرى للإبداع الفني والثقافي والحضاري لنكون نحن الملهمون لكل شعوب الأرض.

باختصار حائل اليوم ليست فقط مدينة تاريخية عريقة غنية بالتراث بل تلعب دورا مهما في التنمية الاقتصادية للمملكة وتشهد مشاريع تنموية لمستقبل أجمل ولتعزيز البنية التحتية وتطوير الاقتصاد الوطني في مشاريع عملاقة تتمثل في تطوير المدينة القديمة وتعزيز السياحة الثقافية؛ وفي مشروع حائل الكبرى وتطوير المناطق الحضرية وتحسين الخدمات العامة؛ ومشاريع الطاقة المتجددة واستثمار الطاقة الشمسية والرياح لتعزيز الاستدامة البيئية ومشروع انشاء المناطق الاقتصادية لجذب الاستثمارات وتوفير فرص عمل جديدة للشباب.هذه رؤية 2030 تضع بصمتها في كل مدينة من مدن المملكة ليكون هناك تناغم حضاري وتقدم في كل مكان لنرسم أجمل لوحة وطنية بكل ألوان الطيف وفي كل مدينة لنا مع النجاح السعودي قصص تروى وحاضر يطرز بماء الذهب ونستشرف المستقبل الأجمل مع قيادة رشيدة تؤمن بقدراتها وبإمكانات شعبها الطموح للمعالي والارتقاء في سلم المجد الإنساني.