منى يوسف حمدان الغامدي

٠٦:٥٦ م-٠٩ ابريل-٢٠٢٥

الكاتب : منى يوسف حمدان الغامدي
التاريخ: ٠٦:٥٦ م-٠٩ ابريل-٢٠٢٥       32835

بقلم - منى يوسف الغامدي
في ليالي العيد وضمن فعاليات موسم جدة 2025وبحضور سمو الأمير تركي الفيصل وعدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء إخوان وأبناء وأحفاد صاحب السمو الملكي الأمير  خالد الفيصل  مستشار خادم الحرمين الشريفين تم تدشين معرض (في محبة  خالد الفيصل  )من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة.
وكانت هناك ليلة غنائية استثنائية في مسرح عبادي الجوهر أرينا تصدرت كل الأغاني المشهد الإعلامي وفي كل المنصات التفاعلية والتي تم الشدو بها وترنم المغنون بقصائد المبدع المتألق -دايم السيف -في ليلة فنية مشهودة جعلت الحاضرين والمتابعين عبر الشاشات يعيشون اللحظات الأجمل في حياتهم ومع ذكرياتهم التي ارتبطت بقصائد خالدة حفرت في ذاكرة الزمن الجميل ومازلنا نحيا بها ومعها وتسيطر حتى على ذائقة الجيل الجديد من الشباب والفتيات لتثبت الكلمة القوية الرائعة بأنها صالحة لكل زمان ولكل جيل فهي تبقى ولا تموت.
تألق فنان العرب ومعه عدد من نجوم الفن العربي والسعودي ، لكن محمد عبده كان مختلفا كعادته متجليا في تلك الليلة بطريقة مبهرة حتى وصل التألق به ليكون هو قائد الأوركسترا الموسيقية ليجعل القائد -وليد الفايد- ينتظر نظرة من عينيه ليكمل دوره في قيادة الفرقة هذا التفاهم بين الفنان القدير ورفيق دربه وليد يجعلك تقف احتراما لكليهما ومعنى أن تجد من يفهمك بلغة العيون ولغة الجسد حينما تسيطر المشاعر ويسود التفاهم الاحترافي في مجال لا يمكن أن تخطيء فيه أمام الجمهور بل الصفوة من متذوقي الفن ومع ليلة نقدم فيها للعالم قمة الإبداع السعودي المتجلي في قصائد ليست ككل القصائد ، إنها كلمات الأمير الشاعر الفنان الذي تعد مفرداته مدرسة مستقلة بذاتها ، إن تحدث شعراً أبهر وأطرب ؛وإن تحدث نثراً جعلك تلتزم الصمت في حضرته؛ وتتعلم أبجديات اللغة من جديد .
الكلمة معه وبين يديه مطواعة يبهرك بحضوره الأخاذ ولغته القوية المختصرة وولعه باللغة العربية وتميزه في شعره النبطي حتى أصبح سهل الحفظ لكل الناطقين بالعربية حتى من هم خارج أسوار الجزيرة العربية وحدود المنطقة .
نعم  خالد الفيصل  تاريخ وحاضر للثقافة العربية ومدرسة في الأمارة والقيادة والإدارة والطموح والتميز ؛وفنان مرهف الإحساس بريشته وكلماته يلامس شغاف القلب ، كنت ومازلت أتوقف عند قصيدته (مجموعة إنسان) وأحاول أن أبحر في الحالة الشعورية التي انتابته حين كتابة هذه الكلمات فأزداد اعجابا بشخصيته وتميزه وتألقه ، ثم تأخذني كلمات (من بادي الوقت وهذا طبع الأيام) فأحلق بها ومعها بعيدا.
حتى إذا وصلت إلى كلمات (مين يقول الزين ما يكمل حلاه كل شي في حبيبي اكتمل)، حتى نردد معه كل شيء معك اكتمل سيدي فارس الكلمة فالله هو الذي أعطاك ومنّ عليك بهذا القبول والحب والتميز والعطاء الفريد  .
(دايم السيف) لقب ارتبط بسمو الأمير خالد فهو الدائم الحضور والخالد الذكر والسيف البتار وصاحب البصمة في كل موقع قيادي تبوأه وخدم فيه دينه ووطنه؛  كما أنه على المستوى الشخصي بالنسبة لي لم يكن عاديا ذلك اليوم الذي تمنيت لو أكرمني الله بالسلام عليه في رحاب الجامعة الإسلامية ولكن يكفيني فخرا واعتزازا ما حييت أنني أضع في سيرتي الذاتية بأن سمو الأمير  خالد الفيصل  قال لي أمام العالم وبحضور أكثر من ثلاثة الاف شخص من مختلف الجنسيات وبنقل تلفزيوني فضائي لأكثر من خمسة عشر قناة لمحاضرة (منهج الاعتدال السعودي )بأنني صاحبة الأدب الرفيع والإلقاء المميز وأنه لا يريد أن يتحدث بعد كلماتي في تلك الليلة حتى غمرتني فرحة لم أعرف مثيلا لها في حياتي  وبعدها كان لاسمي الحضور الأكبر في كل المواقع بسبب هذه الإشادة. لذلك سطرت في كتابي الأول صناعة المرأة القيادية برؤية مستقبلية) ضمن فصل سميته (رجال عظماء في حياتي ) ليكون اسم صاحب السمو الملكي الأمير  خالد الفيصل  متصدرا في صفحاته التي تزينت بهذا الاسم ورسمه ، وعندما أصبح وزيرا للتعليم أرسلت له كتيبا صممته وجمعت فيه ملخصا للمحاضرة القيمة وإذ به وبكرمه المعهود يتفضل علي بخطاب شكر أزين به مكتبي ومكتبتي واحتفظ به للتاريخ أمام أولادي وأحفادي وفي مسيرتي المهنية والوطنية .
هذا الرجل العظيم يستحق الاحتفاء والاحتفال بمنجزاته وبفكره القيادي والفكري وإرثه الثقافي وله نقف احتراماً وتقديراً ومحبةً كبيرة حفرت له في القلوب.