النهار

١١:٤٤ م-٠٣ ابريل-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ١١:٤٤ م-٠٣ ابريل-٢٠٢٥       13640

بقلم: جيلان النهاري 

عادة كل عام يأتي  عيد الفطر  السعيد على الأمة الإسلامية كفرحة تبهج قلوب المسلمين في أقطار العالم بإنقضاء شهر رمضان المبارك بعد جهاد مع النفس لإرتقاءها إلى سمو التسامح وتنقية الأخلاق في تَحَلِّيها بأدبيات تعاليم ديننا الإسلامي، وبأعمال التقرب إلى الله وشحن الأنفس بروحانية العبادة من الصيام والقيام والصدقات.

في المملكة العربية السعودية بلاد الروحانية الإسلامية، بلاد فيها أطهر بقاع الأرض قاطبة بيت الله الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي العيد فيها بفرحة غير كل الأفراح التي يشعر بها مسلمين الأرض عامة، فرحة إنقضاء شهر كان فيه جميع أهل السعودية بجميع فئاتهم العمرية والعملية من رأس الهرم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظهما الله ووزراء الحكومة بجميع أفرادها، وباقي الشعب كل في مجاله، جميعهم على مدار الساعة خلال شهر رمضان المبارك مشمرين سواعدهم عاملين في قواعد القيادة والتوجيه وميادين وساحات العبادات بكل طاقاتهم وإمكانياتهم العظيمة من النِعَم ماليا وإنسانيا والتي سخرها الله لهم وبثها في نفوسهم الشاملة لمكارم الأخلاق والتي يَختَّصُون بها وأهمها خاصية الإيثار على أنفسهم من خيرات الدنيا والآخرة لإخوانهم القاصدين للحرمين الشريفين، إيثار فيه جواهر الأعمال الخيرة يترجمه كرم الضيافة وسماحة تقديم الخدمات للمسلمين والمسلمات القادمين من كل أقطار الدنيا للتعبد ونيل الأجر، وما يقومون به هو لأجل راحة إخوتهم من تنظيمات التنقل والإسكان ووجبات الإطعام، ويتركز ذلك العمل طيلة شهر رمضان المبارك.

كامل شعب المملكة العربية السعودية عيدهم ليس كمثله عيد وهم يرون الملايين من المسلمين بأعراقهم وأجناسهم وجنسياتهم ومذاهبهم وطوائفهم يتعبدون الله على هذه الأرض الطاهرة بحقيقة العبادة الصحيحة السمحة النقية كما جاء بها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وكما حملها عنه صحابته الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وكل من تبعهم بإحسان من السلف الصالح المحافظ على قرآن الله وسنة نبيه، وذلك نشهده في نظرات المسلمين الطائفين والعاكفين والركع السجود وهم يؤدون شعائر الله دون تحريف أو بدعة على ساحات وبين جنبات بيت الله الحرام بمكة المكرمة ومسجد رسول الله في المدينة المنورة، وأيضا عند زيارتهم المساجد التاريخية التي وطأتها الأقدام الشريفة للنبي عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام رضوان الله عنهم.

عيد المملكة العربية السعودية ليس كمثله عيد حيث يخرج أهلها من الشهر الكريم بفرحة الرضا والإمتنان إلى الله جل جلاله بأن خصهم بشرف عبادته في حفاظهم على طهارة بيته الحرام لكل متعبد طائف وعاكف وراكع وساجد فيه، كما أمر الله بذلك سيدنا النبي إبراهيم وإبنه إسماعيل عليهما السلام، وفي حاضر يختلف عن كل زمن عاصره المسلمون منذ رفعهما عليهما السلام القواعد إلى يومنا هذا، ففي حاضرنا المعاصر أصبح بيت الله الحرام يسع الملايين من القاصدين له على مدار الساعة، ويزداد عددهم في شهر رمضان المبارك بضخامة الحشود من العباد، فتشاهد هناك في الحرمين الشريفين اليسر والسهولة ممكنة لهم نتيجة العمل الجبار الذي يقوم به شعب المملكة العربية السعودية وبتوحيه قيادتهم الحكيمة المؤيدة والمسددة بتوفيق الله، وجميعهم لا يئِنون من تعب ولا يكِلُّون من نصب ولا يمِلَّون من زيادة جهد يقومون به يوميا خلال الشهر الكريم.

فعيدنا ليس كمثله عيد فنحن نخرج من شهر رمضان منتشرين منتشين تكسونا أروع أنواع الحلل في ظاهرنا وباطننا، حيث تغمرنا أفراح عديدة وليست فقط فرحة الصيام والقيام والصدقات كباقي مسلمين الأرض، بل هناك فرحة حسن العمل المضاعف والإيثار في خدمة ضيوف الرحمن، من تحقيق أمنهم وسلامة صحتهم ونظافة المشاعر المقدسة التي يؤمونها يوميا خلال الشهر الكريم، حتى خروجهم من المملكة العربية السعودية وعودتهم إلى ديارهم وبلدانهم آمنين.

كل عام وإمامنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده ووزراء حكومتنا الرشيدة وكل عامل ومواطن والشعب السعودي الوفي الكريم، وشعوب الأمة العربية والإسلامية بخير وسعادة وأمان، وعيد سعيد.