

النهار
بقلم: سعيد بن عبدالله الزهراني
الإدارة القانونية في أي جهة حكومية من أهم الجهات التي وضعت لتحقيق العدالة ومراقبة تطبيق الأنظمة والتعليمات واللوائح بالشكل المطلوب، وعدم الخروج عن هذا المسار العدلي في الوظيفة العامة الذي يأتي حرصا من القيادة الرشيدة على ضبط الأداء في جميع الأمور التي تخص القطاع حتى لا يكون هناك أي انحراف عن أهداف الجهة، فولاة الأمر حفظهم الله حريصين كل الحرص على كل مامن شأنه تحقيق العدالة في مختلف مجالات الحياة ومنها الوظيفة العامة.
إن تعمد أي إدارة قانونية الانحراف عن المسار لتحقيق رغبات المسؤول في الجهة، وتجاوز الأنظمة والتعليمات واللوائح وتفسيرها بالشكل الذي يعجب المسؤول -فساد- من نوع مختلف. فهذا الفساد يؤدي الى ضياع الحقوق والتجاوز على الأنظمة، والتسبب في كثرة النزاعات بين الموظفين او الجهات الأخرى، وإضعاف الإنتاجية، وهدر المال العام, وفقدان الثقة في هذه الإدارة او تلك، وطغيان المجاملات على القانون.
العمل في الإدارات القانونية حساس ومهم جدا ولذلك لابد من إخضاع من يعمل في هذه الإدارات الى الحصول على الرخصة المهنية "المحاماة", وشمولهم بأداء "يمين القسم" قبل مباشرة الوظيفة لأهميتها، فالتلاعب في الأنظمة والتعليمات واللوائح -تعتبر خيانة للأمانة وللوطن ويجب محاسبة من يقوم بالمخالفة او التفسير الخاطئ, وان لا تنتهي المحاسبة بالتقادم مهما كانت المبررات حتى نقضي على أي فساد ينفذ من خلال التلاعب بالأنظمة والتعليمات. كما انه من الأهمية بمكان مركزة الإدارات القانونية في الوزارات فقط وإلغائها في الفروع، باعتبار أن بعضها تتعرض إلى ضغوط كبيرة من المسؤول الأول في الجهاز للانحراف بالنظام عن مساره وتلبية الرغبات الشخصية للإضرار بموظفين نزيهين ومخلصين وإبعادهم عن طريق الفاسدين، ويضطر المسؤول القانوني الحريص على" الكرسي" إلى الرضوخ لتوجيهات الأعلى منه لتحقيق أهدافهم الخبيثة من خلال تكييف الأنظمة والتعليمات بما يتوافق مع المصالح الشخصية فقط دون أدنى اعتبار لمخافة الله أولا أو لصيانة الأمانة الملقاة على عاتقه.
إن المتتبع للقضايا في ديوان المظالم يدرك ان هناك خلل في العديد من الإدارات القانونية؛ يحتاج معه التدخل لحماية الحقوق العامة والحفاظ على المال العام وتعزيز النزاهة في هذه الوظيفة، باعتبار خروجها عن واجبها الوظيفي قد يؤدي الى تأثيرات متنوعة على سير العمل في تلك الجهة، وقد يؤدي الى إقصاء المخلصين وابعادهم عن ممارسة خدمتهم لوطنهم لصالح شلة الفساد!
فاصلة ..التلاعب بالأنظمة فساد خطير وخيانة عظمى؟

