

منى يوسف حمدان الغامدي
بقلم: منى يوسف الغامدي
في شهر رمضان المبارك تعلن حالة الطوارئ في كافة المحطات التلفزيونية والإذاعية لتحضير وجبة كاملة الدسم من البرامج والمسابقات والمسلسلات الرمضانية.
ومنذ دخول التلفزيونات للبيوت وهناك شغف كبير من قبل الأسر لمتابعة ما يقدمه الإعلام العربي من برامج ومسلسلات ومسابقات ارتبطت بالشهر الكريم وروحانيته وقدسيته ومكانته عند جميع المسلمين.
وجاء اليوم الذي نترقب فيه ما يبدعه السعوديون من حضور إعلامي قوي في زمن أقل ما يقال عنه اليوم الزمن السعودي والحضور الباهر في كل المجالات.
تأنيت كثيراً حتى لا أستعجل في كتابة نقدٍ أو رأي عما تابعته وشاهدته؛ وسأبدأ بالحديث عن التألق الإعلامي المتميز والفريد لثلاث برامج أبدع فيها شبابنا السعودي في طرحهم وإعدادهم الجيد واختيار الموضوعات التي تليق بذائقة المشاهد السعودي والعربي وتزيد من جرعة المواطنة السعودية والانتماء لهذا الوطن العظيم. وذلك يتجلى في كل من برنامج (مالك بالطويلة) للمتألق مالك الروقي، ( حكاية وعد3) للمتميز عمر الجريسي، و ( سين) للمبدع والمبهر دوماً أحمد الشقيري ، وكان تألق مضاعف من محطة تلفزيون mbc في عرض الحلقات المتوافقة في موضوعاتها متتابعة مثل حلقة المحميات الطبيعية في المملكة العربية السعودية بما تحمله من توثيق المنجزات الرقمية التي حققتها رؤية وطن طموح يحقق مستهدفاته بقيادة استثنائية ترسم خططاً مستقبلية وتحققها بهمم سعودية تعي جيداً إمكانياتها وتحقق كل الأحلام لتكون واقعاً نعيشه.
أما على مستوى الدراما السعودية فالوضع يحتاج إلى وقفة تأمل ونقدٍ بناء يرتقي بمستوى الطرح واختيار الموضوعات التي لا تخدش حياءً ولا تخالف قيماً ولا تشوه تاريخاً ولا تدّعي أحداثاً لم تكن يوما َحقيقة وسائدة في حياتنا ؛وإنما كانت قصصاً عابرة تكاد لا تذكر حتي يسخر لها عمل درامي بأكمله تدور أحداثه حول علاقات حب محرمة وعشق في الشوارع والأسواق وفوق الأسطح وخيانات زوجية مقيتة ومشاهد لا تليق بمجتمعنا السعودي في كل زمان وفي كل مكان.
(شارع الأعشى) الذي حقق نسب مشاهدة عالية من جيل الشباب والفتيات والكبار على حد سواء والذي جعل في بيوتنا حوارات بين الآباء والأمهات وتساؤلات هل كنتم فعلا تعيشون هذه القصص من العشق والغرام ؟ وهل كانت الفتاة تذهب للسوق لتغازل الرجال وتتلقى المغازلة بل يتعدى الأمر إلى عشق الطبيب من أول زيارة ؟ ما هذا العمل الذي يشعرنا بأننا مجتمع نعاني من جوع وفراغ عاطفي مريض !!، هناك رسالة مبطنة بين كل المشاهد تقدم على طبق من ذهب لجيل اليوم بأن العشق مباح في كل مكان وبأي وسيلة كانت لموافقة هوى النفوس حتى لو كان ذلك على حساب القيم والأخلاق والدين الذي تربينا عليه ، ليعلم جيل اليوم بأن العربي قبل الإسلام يحافظ على حرمة جاره وعرضه وشرفه وجاء الإسلام ليؤكد على منظومة القيم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) هكذا قال رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام.
نحن بحاجة لوقفة مع مثل هذه المسلسلات التي تشوه ماضياً جميلاً عشناه ولم نشاهد ولم نسمع عن مثل هذه القصص وإن كانت موجودة فهي حالات قليلة لا تستدعي أن نجمع كل تلك القصص مجتمعة في عمل درامي واحد لنقدمه للعالم بأن هذا مجتمعنا في السبعينات والثمانينات. ناهيك عن اللهجة البدوية غير المتقنة وذلك الحجاب الذي لم أشاهده في حياتي بأن ترتدي المرأة برقعاً يغطي وجهها وتكشف شعرها وملابسها وجسدها وتمشي في الأسواق؟
وإن أردنا الإنصاف للدراما السعودية فهذا عمل درامي يحقق نجاحا باهرا قبل رمضان ( خريف القلب ) كان يحمل رسالة وقصة تلامس المجتمع ولا يوجد أي اسفاف ولا تجني على قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا يستحق هذا العمل التكريم ودوما يبقى الفنان عبدالمحسن النمر علامة فارقة في عالم الدراما السعودية، وها هو إبراهيم الحجاج يتألق في (يوميات رجل عانس )يقدم عملا راقيا ويطرح مشكلة العزوبية والبحث عن عروس وقضية تأخر الزواج في قالب كوميدي مميز ومعالجة درامية تستحق الإشادة والتقدير وأن نقول لكل فريق العمل شكراً لأنكم تقدمون فناً راقياً يليق بكم وبنا كمجتمع سعودي يعزز من الفضيلة ويحافظ على مكارم الأخلاق.

