

النهار
دور الذكاء الاصطناعي في إدارة الحشود
يعتمد الذكاء الاصطناعي في إدارة الحشود على عدة تقنيات حديثة، تهدف إلى تحسين تدفق الزوار وتقليل المخاطر. ومن أبرز هذه التقنيات:
1. تحليل البيانات الضخمة وتوقع الازدحام
تعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي على جمع وتحليل البيانات من الكاميرات وأجهزة الاستشعار المنتشرة في الحرمين الشريفين. باستخدام تقنيات التعلم الآلي، يمكن توقع مناطق الازدحام المحتملة واتخاذ إجراءات وقائية مثل إعادة توجيه الحشود أو فتح مسارات جديدة لتوزيع الزوار بشكل متوازن.
2. استخدام الكاميرات الذكية والتعرف على الوجوه
تم تزويد الحرمين الشريفين بكاميرات ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لرصد الحشود وتحليل تحركاتها. كما تساعد تقنيات التعرف على الوجوه في تحديد هوية الأفراد، مما يسهم في تعزيز الأمن وضبط الدخول والخروج، خاصة في المناطق الحساسة.
3. الروبوتات المساعدة والذكاء الاصطناعي في الخدمات
يتم استخدام روبوتات ذكية في الحرمين الشريفين للمساعدة في تقديم الإرشادات للزوار، وتوزيع المياه، والإجابة عن استفسارات الحجاج والمعتمرين بعدة لغات، مما يسهل على القادمين من مختلف البلدان التواصل والحصول على المعلومات بسهولة.
4. أنظمة الذكاء الاصطناعي في النقل والمواصلات
تعتمد إدارة الحشود على أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة لتنظيم حركة النقل داخل المشاعر المقدسة، سواء في قطار المشاعر، أو في الحافلات التي تنقل الحجاج بين المواقع المختلفة. تساعد هذه الأنظمة في تحسين كفاءة النقل وتقليل الازدحام والانتظار.
5. استخدام الطائرات المسيرة (الدرونز) لمراقبة الحشود
تستخدم طائرات الدرون المزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لمراقبة تحركات الحشود في الوقت الفعلي، مما يساعد الفرق الأمنية والإدارية في اتخاذ القرارات السريعة والتدخل عند الحاجة للحفاظ على سلامة الزوار.
الفوائد والتحديات
الفوائد
• تحسين تجربة الزوار من خلال تقديم خدمات ذكية وسريعة.
• تقليل حوادث التدافع والازدحام بفضل التوقعات الذكية.
• تعزيز الأمان باستخدام أنظمة المراقبة الذكية والتعرف على الوجوه.
• دعم استدامة الموارد عبر تحسين إدارة الخدمات والتوزيع الذكي للمياه والطاقة.
التحديات
• الحاجة إلى بنية تحتية تقنية متطورة لاستيعاب هذا الكم الهائل من البيانات.
• ضرورة تدريب الكوادر البشرية على استخدام هذه التقنيات بشكل فعال.
• التعامل مع المخاوف المتعلقة بالخصوصية عند استخدام تقنيات التعرف على الوجوه.
الخاتمة
تُعد تقنيات الذكاء الاصطناعي نقلة نوعية في إدارة الحشود في الحرمين الشريفين، حيث تساهم في تعزيز الكفاءة، وتقليل المخاطر، وتحسين تجربة الزوار. ومع استمرار المملكة في تبني أحدث الابتكارات، من المتوقع أن تلعب هذه التقنيات دورًا أكبر في المستقبل، مما يسهم في تحقيق رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.

