

عبدالله الكناني
بقلم :عبدالله بن حسن الكناني
مع حلول شهر رمضان المبارك، هذا الشهر العظيم الذي تهفو له النفوس وتشتاق له القلوب، نستشعر جميعًا تلك الأجواء الإيمانية المفعمة بالروحانية والصفاء، حيث تُشرق شمس هذا الشهر الكريم لتُعلن لنا بداية موسم من الخير والبركات، وها نحن اليوم، الخميس الأول من رمضان لعام 1444هـ، الموافق 23 مارس 2023م، نستقبل هذا الضيف العزيز بفرح غامر، ونبتهل إلى الله أن يعيننا فيه على الصيام والقيام، وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يعيده على أمتنا الإسلامية بالخير والبركة والنصر والتمكين.
وفي هذا الأفق المضيء بنور رمضان وروحانيته، تزامنًا مع نسماته الطاهرة، تحتفل صحيفة النهار السعودية الإلكترونية بدخولها عامها الهجري الثالث، مستشعرةً حجم المسؤولية الإعلامية التي تحملها على عاتقها، ومواصلةً رحلة العطاء التي بدأتها بكل شغف وإيمان برسالتها الإعلامية الوطنية. فمنذ أن انطلقت الصحيفة قبل ثلاثة أعوام، وهي تعمل على تقديم محتوى إعلامي وطني يعكس صورة المجتمع السعودي بكل تفاصيله، ويرصد مسيرة التنمية المتسارعة التي تشهدها بلادنا الغالية تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - حيث تقف المملكة اليوم في مقدمة الدول بفضل ما تحقق من إنجازات نوعية، محليًا ودوليًا، في ظل رؤية 2030 التي أبهرت العالم بحجمها وطموحاتها وآفاقها الرحبة.
لقد كانت رحلة تأسيس صحيفة النهار السعودية مليئة بالتحديات، شأنها شأن أي مشروع إعلامي وطني يحمل في داخله الطموح الكبير ويطمح إلى التميز، حيث استغرق الإعداد والترخيص والتجهيز التقني وقتًا وجهدًا كبيرًا، في ظل بيئة تنظيمية دقيقة وآليات إدارية تتطلب الكثير من الصبر والعزم، لكننا اليوم - بحمد الله - نقف على أرض صلبة، بعد أن نجحت الصحيفة في فرض حضورها على خارطة الإعلام الرقمي، كمنصة سعودية حديثة تواكب التطور الإعلامي العالمي، وتخاطب جمهورها بلغة العصر، وتستثمر في كل ما يتيحه الإعلام الرقمي من إمكانات هائلة في تقديم محتوى ثري، جذاب، وسريع الوصول.
ومع تطور التقنيات الإعلامية واتساع دائرة التأثير الرقمي، أصبح من الضروري أن يُواكب الإعلام السعودي هذه النقلة الكبيرة، وهو ما حرصت عليه صحيفة النهار السعودية منذ يومها الأول، حيث ربطت بين هويتها المحلية كصحيفة تُعبر عن المواطن السعودي، وبين أدواتها العصرية التي تستثمر التقنيات الحديثة في تقديم محتوى متجدد، سهل الوصول، يضع القارئ في قلب الحدث، ويقدم له الصورة الكاملة برؤية مهنية وشفافية مسؤولة. فالإعلام اليوم ليس مجرد ناقل للأخبار، بل هو صانع وعي، ومُوجه للرأي العام، ومساهم رئيسي في بناء الإنسان وتنمية المجتمع، وهو ما تؤمن به الصحيفة وتحرص عليه في كل خطوة من خطواتها.
لقد أصبح الإعلام الرقمي اليوم نافذة واسعة على العالم، بل نافذة صغيرة بين يدي كل فرد يحمل هاتفًا ذكيًا، وهذا التحول الكبير في أنماط الاستهلاك الإعلامي فرض تحديات جديدة على المؤسسات الإعلامية التقليدية والجديدة على حد سواء، حيث أصبح السباق اليوم ليس فقط في نقل الخبر، بل في كيفية تقديمه، وطريقة معالجته، وقدرة الوسيلة الإعلامية على جذب القارئ أو المشاهد في ظل الزخم الهائل من المحتوى المتوفر عبر الإنترنت. وفي هذا السياق، تسعى صحيفة النهار السعودية إلى تقديم تجربة إعلامية مختلفة، تجمع بين المعلومة الدقيقة والتحليل العميق والتقديم الجذاب، مع الحفاظ على القيم المهنية الأصيلة التي تجعل الإعلام أداة بناء وليس معول هدم.
وإيمانًا من الصحيفة بأن الإعلام الوطني هو شريك أساسي في التنمية، فإنها تضع على رأس أولوياتها تسليط الضوء على المنجزات الوطنية التي تتحقق في مختلف المجالات، سواءً على مستوى المشاريع الكبرى، أو على مستوى المبادرات المجتمعية، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن الإعلام مسؤول عن توثيق هذه الإنجازات، وتعريف المجتمع بها، وتعزيز روح الفخر الوطني في نفوس المواطنين والمقيمين على أرض هذا الوطن الغالي. فالمملكة اليوم ليست مجرد دولة تسير نحو التنمية، بل هي نموذج عالمي يُحتذى في التخطيط الاستراتيجي، وإدارة الموارد، وصناعة المستقبل، وهذه الصورة المشرقة هي ما تسعى الصحيفة إلى إبرازها للعالم أجمع.
ومع دخولها العام الهجري الثالث، تُجدد صحيفة النهار السعودية عهدها لقرائها بأن تظل منصة إعلامية موثوقة، تحمل همومهم وتناقش قضاياهم وتُعبر عن تطلعاتهم، وتُقدم لهم محتوىً يليق بوعيهم وتطلعاتهم، محتوى يحترم العقول، ويُقدم المعلومة الصادقة، والتحليل الرصين، والترفيه الهادف، ضمن قالب عصري يتناسب مع روح العصر ومتطلبات القارئ الرقمي. وبإذن الله، ستظل الصحيفة قريبة من الناس، تواكب تطلعاتهم، وتشاركهم أفراحهم، وتكون صوتهم الصادق الذي ينقل الصورة كما هي، بلا تضخيم ولا تهوين.
وفي ختام هذه الإطلالة الرمضانية، ونحن نستقبل هذا الشهر الكريم، لا يسعنا إلا أن نُجدد العهد لله ثم للوطن وقيادته وشعبه، بأن نبقى على العهد أوفياء لهذه الأرض الطاهرة، مساندين لكل جهد وطني مخلص، داعمين لكل مشروع يخدم هذا الوطن العظيم، مشاركين في كل منجز يُضيف لبنة جديدة في صرح هذه الدولة المباركة. فهذا رمضان هو فرصة للعمل والإبداع، وهو موسمٌ للإنجاز والإصرار، ومعكم - أيها القراء الأعزاء - سنمضي قدمًا بإذن الله نحو آفاق جديدة من النجاح.
دام عزك يا أغلى وطن.. وكل رمضان وأنتم بخير.

