

منى يوسف حمدان الغامدي
بقلم - منى يوسف حمدان الغامدي
عالم الفن والذوق الرفيع والأزياء والتراث له أناس اصطفاهم الله عز وجل بموهبة من عنده يختارهم لحسهم المرهف وتذوقهم لمعاني الجمال في كل ما يحيط بهم، الكلمة شعرا ونثرا واللوحة والألوان والنسيج والخيوط والزخارف والتطريز كل هذا يجتمع في خيال الفنان المبدع فتتجلى موهبته التي منحت له من رب عظيم جميل يحب الجمال، فتظهر لنا بصمة هؤلاء الفنانين والمبدعين ونعيش معهم أجمل اللحظات في صحبتهم لأن أرواحهم شفافة تليق بعالمهم المبدع.
منذ طفولتي المبكرة أهتم كثيرا بعالم الأزياء والجمال والديكورات وتنسيق الألوان وتستهويني متابعة كل جديد في هذا العالم ويأسرني الحنين للماضي الجميل وعبق التاريخ في الأزياء والديكورات.
وفي ليلة استثنائية من حياتي التقيت بمصممة مبدعة من نساء المدينة الفضليات وأسرتني روحها وذوقها وأدبها الجم الذي يعبر عن أهل المدينة الكرام والذين منَ الله عليهم بجوار سيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم وحلت عليهم بركة الجوار وبركة المكان الذي اصطفاه الله لمثوى سيد المرسلين. ممتنة لربي جل في علاه أن جعل في طريقي أناس من أهل المدينة صحبتهم كنز لا يقدر بثمن مصممة الأزياء المبدعة ( ليلى ديولي) عرفتها في مناسبة سعيدة وليلة لن أنساها اطلاقا عبر صديقة مشتركة هي مشاعل السحيمي الأخت التي أكرمني الله بصحبتها وبكلماتها وخلقها الرفيع حين أهدت لي عبارة رسمت لي طريقا مضيئا في حياتي ( شمس ينبع المشرقة ) لتكون هي السبب في معرفتي بمصممة الأزياء المتألقة ليلى، وكان لقاء الأرواح متجلياً في تلك الليلة.
لم أعرف حين صحبتها تلك الليلة من هي هذه الإنسانة ولكن بعد حديث قصير عرفت شيئا من شخصيتها وشغفها بعالم الديكورات والأزياء وأنها مصممة يشاد بها في مجتمع المدينة ولها بصمتها المميزة والفريدة من نوعها.
وفي ليلة من ليالي شعبان وقبل قدوم الشهر الكريم وبعد أن شاركت في كأس السعودية بتصميمين مميزين وتألقت بإبداع تصاميمها للأزياء التراثية وسألتها عن فكرة تصاميمها فبهرتني بما قالته عن التصميم الأول والذي كان الجزء السفلي منه بقماش يستخدم لعمل ( الجابون) وهو يمثل ثقافة غربية والجزء العلوي جمعت فيه مايمثل ثقافتنا السعودية من مختلف مناطق المملكة من الشمال والجنوب ونجد والشرقية والغربية في توليفة إبداعية لتقول عبر هذا التصميم هذا أننا هنا في السعودية من قلب العاصمة الرياض نطل بإرثنا المتنوع على العالم وننفتح على عالم الموضة والأزياء في أوروبا والغرب. وتلك نظرة استشرافية مستقبلية تليق بمصممة عالمية وليست محلية فقط بطريقة تفكيرها وتصميمها هذا الذي أبهر كل الحاضرين بجماله وتميز فكرته وتفرده ، كما شاركت بتصميم آخر يمثل المنطقة الشمالية وبحليها وفضيات تحكي عبق التاريخ الجميل الذي نعتز به.
وأرادت المصممة (ليلى ديولي )أن تحتفي مع أهلها وكل من يعشق التراث في احتفالية يوم التأسيس بالمدينة لتجمعهم في سهرة مدينيه عامرة بالحب الكبير لكل الحاضرات وبروح تتسم بالإبداع وتتألق في سماء الوطن وعرض لأزياء تراثية فريدة تمثل كل منطقة من مناطق المملكة. سعدت بصحبتها مرة أخرى ورأيت بعيني كيف تكون القيادة النسائية الناجحة بحب؛ وشاركتها في هذا الاحتفاء لأقول لها ولكل النساء الوطن يفخر بكن وبدوركن في تعزيز الهوية الوطنية والافتخار بأمجادنا وتراثنا وحضارتنا وحاضرنا الذي تضع فيه المرأة السعودية بصمتها المتميزة.
دمتِ ( ليلى ديولي) متألقة مبدعة في سماء تصميم الأزياء حتى يصل اسم ( دار ليلى) للعالمية ونحن معك ونفخر بك لأنك تستحقين أن يكون اسمك مشرقاً مضيئاً في سماء الوطن.

