اللواء ركن م -حسين محمد معلوي

٠٣:٢٨ م-١٧ يونيو-٢٠٢٣

الكاتب : اللواء ركن م -حسين محمد معلوي
التاريخ: ٠٣:٢٨ م-١٧ يونيو-٢٠٢٣       27665

زيارة سمو ولي العهد لفرنسا

إن المتابع لخطوات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يدرك مدى التقدم الذي حققه سموه في المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها من المجالات المختلفه التي لا يتسع المجال لذكرها  ، ولكنني في هذا المقال سوف أسلط الضوء بشكل عام  على المجالين السياسي والإقتصادي اللذان هما موضع اهتمام ومتابعه من سمو ولي العهد لأهميتهما اضافة الى متابعته لأنشطة المجالات الأخرى التي ضمن رؤية (٢٠٣٠ ) . 
لقد لاحظ المحللون والمراقبون بأنه في المجال السياسي والإقتصادي اعاد سمو ولي العهد بمؤآزرة ودعم خادم الحرمين الشريفين الى المملكة العربية السعوديه هيبتها وقوة تأثيرها السياسي وثقلها الإقتصادي إضافة  الى فرض استقلالية قراراتها السياسية والإقتصاديه ورفضها للتبعية بكل اشكالها وصنوفها حيث لاحظ المتابعون والمحللون بأن السعوديه قد استفادت من تجاربها مع الآخرين ذوي  النفاق السياسي المتماهي مع من حاول ويحاول العبث في الكيانات العربيه عامه والخليجية خاصه والذي ظهر في المواقف السلبيه للدول الكبرى بشأن القضايا العربيه في فلسطين وسوريا ولبنان ودول الخليج العربي اضافة الى مواقف هذه الدول الكبرى وتماهيها  بشأن تصرفات ايران وتركيا واسرائيل في المنطقه وما يحدث في اليمن والسودان وليبيا وغيرها من البلدان العربيه . لقد اختطت القيادة السعوديه لسياساتها الاستراتيجيه في المجالات السياسية والإقتصاديه والعسكريه مبدأ التوازن البناء والإيجابي في علاقاتها مع مختلف الدول فهي لم تضع بيضها في سلة واحده بل طورت علاقاتها مع الشرق والغرب بندية وعلى قدم المساواة وبشكل احادي ومتوازن وفقاً لمصالح الشعب السعودي الوطنية والمشروعه ، ولهذا السبب فإن الاستراتيجيه الجديده للسعوديه في تعاملها مع الآخرين تعتمد على المصالح المتبادله وليس على العطايا والهبات لعناصر او كيانات تعض الأيادي التي امتدت اليها لإطعامها ، أو دول كبرى أو صغرى كانت تعتبر أن السعوديه تحقق مصالح تلك الدول فقط دون مقابل ، وعندما أوقف سمو ولي العهد تلك التعاملات صُدِمَتْ تلك الكيانات الدوليه
وأدركت أن الأمير محمد بن سلمان يعني ما يقول عندما صرح اكثر من مره بأن المصلحة الوطنيه فوق كل الإعتبارات .. ولهذا فإن زيارته لفرنسا تقع ضمن هذه الإستراتيجيه في مجال السياسة والإقتصاد ، ففرنسا دولة صديقة للسعوديه وللعرب بشكل عام وخاصة منذُ أيام رئيسها السابق " جاك شيراك" وهناك مصالح كثيرة مشتركه بينها وبين العرب والسعوديه ، وزيارة الأمير محمد بن سلمان لها لتطوير وتقوية العلاقات التاريخيه بين البلدين إضافة الى ان من اهدافها الكثيره جلب الإستثمارات الفرنسيه للسعوديه باعتبارها بيئة آمنه للإستثمارات بكل انواعها ، وقد أتت هذه الزياره بعد اطلاق سمو ولي العهد السعودي لبرنامج المناطق الاقتصادية الأربع الواقعة في الرياض وجازان ورأس الخير ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية والتي ستسمح السعودية للمستثمرين الأجانب بالحصول على فرص ذهبيه للإستثمار ، وهذه الخطوه تشجع فرنسا وغيرها للإستثمار النوعي الآمن في السعوديه ، بل إن هذه واحدة من خطوات متعدده لتدعيم وضع  الإقتصاد السعودي كواحد من اهم اقتصادات الصف الأول العالميه . لقد جاءت هذه المشاريع الاقتصاديه الكبرى بعد انطلاق ولي العهد لاصلاح المسارات والعلاقات السياسيه بين الدول العربيه والتي يتم استهدافها كما اتضح في خطط الشرق الأوسط الجديد ، وقد برز ذلك التوجه في مؤتمر القمه العربيه الأخيره  ( 2023 ) التي عقدت في مدينة جده بالسعوديه والتي كان هدفها الرئيسي لملمة الأوضاع العربيه وتوحيد المواقف لمواجهة الأخطار المحدقة بالعرب للهروب من مصير أمراء الأندلس المتناحرين اثناء حكم العرب للأندلس في زمن مضى ، إن اصرار سمو ولي العهد السعودي على تنقية الأجواء السياسيه في العالم العربي يهدف الى تحقيق حلمه في جعل العالم العربي اوروبا الجديده بعد أن شاخت اوروبا الحاليه وأصابتها أمراض الشيخوخه والانكفاء الحضاري حتى صارت تعرف باسم القارة العجوز ..

اللواء الركن م / حسين محمد معلوي ( بريطانيا ).