النهار

٠٣:٠٧ م-١٧ فبراير-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٣:٠٧ م-١٧ فبراير-٢٠٢٥       14575

[إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ ... ] الآيات سورة آل عمران.

المصداقية أمان الأمم، والأعمال الصادقة أمان المجتمعات، والتخلق بالصدق محل إيمان وتقدير وإحترام الآخرين بعقليتك الراجحة ونِيَتُكَ النقية الصافية وقلبك الإنساني الجميل في مقابلة الآخر، ويظهر ذلك في تحركاتك وتأثير كلماتك ووفاءك بوعودك، وسلامة أداءك في الحياة.

منذ وطأت قَدَما نبي الله إبراهيم عليه السلام مكة وأرض العرب ذات مصداقية تهافتت عليها القبائل والمجتمعات عبر آلاف السنين شاهدة على مولد أمة عربية صادقة عدنانية خرجت من تمازج وتناسب تلك القبائل الوافدة إلى مكة.
القبائل العدنانية العربية استطاعت أن تحمل لواء الصدق في التعاملات وكسبت المصداقية مع الدول العظمى عبر التاريخ كما نالت التقدير والإحترام منهم، وليس هذا فقط بل بعد رسالة الإسلام الرسالة المحمدية على صاحبها الصلاة والسلام التي كرم الله بها أهل أرض العرب، خرج الإنسان العربي بمصداقيته إلى أقطاب الأرض ناشرا رسالة التوحيد التي عملت على إعمار الأرض وجمعت الحضارات بثقافتها وعلومها وربطت بينها ليخرج لنا خلال المئتين السنة عالما بلغ من العلم والحضارة ما نراه اليوم من تقدم في شتى مجالات العلوم الفكرية صناعيا وكذلك الثقافية الإنسانية الحديثة، ولن يحدث هذا لولا مصداقية السلوك العربي في أن يكون سببا في تلاقح الأمم السابقة خلال الألف سنة الماضية التي جمعت أمم شرق الأرض بغربها.

من القبائل العربية العدنانية التي أخرج الله منها أسرة مكنها الله لِتُكَوِّن دولة حديثة تحمل جينيا المصداقية في حكامها، كما نراه اليوم هي أسرة آل سعود، منذ ثلاثة قرون وبحكمة الله عَرَّضَ هذه الأسرة لظروف سياسية لأجل صقلها وتقويتها وتأمين خبرتها في مواجهة كل مصاعب الحكم مع الأحداث العالمية المحيطة بها، وإرشاد والهام قاداتها عبر ذلك التاريخ إلى أن تصل اليوم بمكانتها بين شعوب وقبائل أرض الجزيرة العربية بإستطاعتها توحيد المملكة العربية السعودية، وأستطاعت أن تكون ماهي عليه اليوم كدولة راسخة ومؤثرة ذات قيمة ومكانة عالمية يشار لها بالبنان، نتيجة دورها الإقليمي والعالمي الصادق الفعل والكلمة سياسيا وإقتصاديا.

نحن اليوم  المملكة العربية السعودية  موطن الأمن والإيمان لكل ما يخدم العالم في استقراره وتحقيق السلام الدولي، والدليل على ذلك مانشهده من تحركات دولية في مجال إنهاء النازعات الدولية الكبرى بدءا من التحرك تجاه إنهاء تطاحن الدول الكبرى في سوريا وقد تم ذلك، وكذلك حرب أوكرانيا، وإن شاءالله يتم وضع حدا لذلك بعد أن أكدت تصريحات زعيمي الدولتين العظمتين روسيا وأمريكا وما صدر منهما من ثقة وإيمان وحكمة تتصف بها  المملكة العربية السعودية  ممثلة في جهود قيادتها السياسية الحكيمة لتحقيق السلام العالمي، ليكون على أرضها الحدث العالمي الكبير الذي سيشهده العالم على أرض السعودية في لقاء القمة بين قائدي الدولتين العظمتين الرئيس الأمريكي ترامب والرئيس الروسي بوتين برعاية سعودية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز يحفظهما الله.

حقيقة ما نعيشه اليوم نحن شعب  المملكة العربية السعودية  وبتوفيق الله وعلمه بأن جعل هذه الأسرة المتجذرة فيها المصداقية العربية العدنانية هو السبب بأن يكون العالم على موعد مع سلام عالمي يقضي على كل النزاعات الإقليمية والدولية والذي سيتحقق مع الوقت بعون الله من خلال هذه المصداقية ستأتي نهاية حتمية للمشاغبات الإيرانية في المنطقة في بعض الدول العربية، وترويض التعنتات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة والوصول إلى حل الدولتين وأن يكون للشعب الفلسطيني الشقيق دولة مستقلة وعاصمتها القدس كما أقرتها قرارات الأمم المتحدة والمبادرات العربية حيال ذلك، حيث يتضح ذلك في الجهود الدبلوماسية السعودية ومواقفها العادلة الصادقة، ويشهد على ذلك التأييد الدولي وتناوله للمواقف السعودية تجاه كل قضية محيطه ومؤثرة على الاستقرار العالمي.