

منى يوسف حمدان الغامدي
بقلم: منى يوسف حمدان الغامدي
من مدينة النور والمحبة والسلام ومن جوار سيد الخلق أجمعين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وتحديداً من جوار جبل أحد؛ الجبل الذي يمتلك مشاعر الحب وقال عنه النبي محمد صلى الله عليه وسلم:( جبل يحبنا ونحبه)؛ ومن سماء المدينة التي تزينت باسم المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم في مساء السابع والعشرين من رجب المبارك؛ سيسجل التاريخ بمداد من نور لقيادة المملكة العربية السعودية ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ولسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان القائد الملهم هذا الحدث التاريخي والذي يحمل عنوان( على خطاه- كل خطوة تروي قصة).
وبرعاية كريمة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان أمير منطقة المدينة المنورة الذي دشن هذا المشروع الفريد من نوعه وسوف أتوقف عن خاتمة كلمته حين قال: ( في هذا الدرب تم تحويل الرؤية إلى واقع ملموس، يتماشى مع مكانة المملكة العربية السعودية قلب العالم الإسلامي وراعية مقدساته وهذه فقط هي البداية وستتبعها مشاريع وأعمال مستقبلية تدعم حراك المدينة المنورة في تطوير المواقع التاريخية (المرتبطة بالسيرة النبوية)، وتذكرت مقولة خالدة لسيدي ولي العهد القائد الملهم المظفر( رؤية السعودية 2030) عبارة عن مسيرة، وليست وجهة نهائية، ومنجزات المملكة الحالية ليست سوى طور البداية، وينبغي فعل المزيد).
هذا التناغم في العمل المؤسسي الذي تدار به الدولة اليوم يجعل العالم كله يشهد هذا الحراك على كافة الأصعدة وفي كل المجالات يوثق في سجلات الحضارة الإنسانية التي لم يشهد لها مثيل في العصر الحديث.
حتى صرح به مؤخرا الرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك عن وفد المملكة في المنتدى الاقتصادي العالمي 2025 فقال: ( لم أر في حياتي وزراء أكثر تعاونا من الوزراء السعوديين؛ فهم يحبون بعضهم البعض، وكل واحد منهم يحمل نفس الهدف، ويؤمنون به من أعماق قلوبهم).
في مشروع الدرب هدف سام من أجل احياء ذكرى هذا الحدث العظيم من خلال تمكين المستفيدين من تتبع خطى النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام في رحلته مع التركيز على الجوانب التاريخية والروحية للهجرة .
وبحضور معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه وعدد من أصحاب المعالي والسعادة والمسؤولين من الجهات الحكومية المعنية بهذا المشروع الكبير وهي: هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة، وزارة الحج والعمرة، وزارة السياحة، والهيئة العامة للسياحة، ومركز برنامج جودة الحياة، وبرنامج ضيوف الرحمن، وشركة صلة التي ستساهم في العمل مع الهيئة العامة للترفيه لإنجاح هذه التجربة التي من شأنها أن تكون وجهة مهمة من الوجهات التي ستصبح مقصدا للسياح من داخل المملكة وخارجها.
سمو أمير المنطقة أكد في كلمته بأن هذا المشروع يعد شاهدا حيا على ما توليه القيادة الرشيدة من اهتمام بالمواقع التاريخية في رؤية تكاملية مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 للعناية بالمواقع التاريخية المساهمة في تعريف الأجيال بقيم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومنهجه خلال هجرته الشريفة.
مشروع يمتد على مسافة تتجاوز 470 كما يتيح للزوار فرصة لتتبع خطوات النبي وزيارة المواقع التي ارتبطت بتلك الرحلة العظيمة مستشعرين عبق التاريخ ومجد الرسالة وتقديم تجربة استثنائية لضيوف الرحمن تجمع بين الأثر الإيماني العميق للهجرة كما تعكس جزءا من الثقافة الوطنية الأصيلة التي تميز شعب المملكة.
في المدينة اليوم كباقي مدن المملكة حراك فاعل بفضل الله وبدعم القيادة الرشيدة وهي تحمل رسالة المملكة الإنسانية التي تستند على تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وثقافتنا العربية الأصيلة العريقة.
هذه الرحلة لم تكن مجرد انتقال جغرافي من مكة للمدينة بل كانت حدثا فارقا في تاريخ الإنسانية.
نحن اليوم نعيش عصرا ذهبيا في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وفي ظل رؤية طموحة تولي عناية فائقة بالمدينتين المقدستين وفي هذا العهد نشهد حراكا متميزا في كافة الجوانب وعناية فريدة بالمواقع التاريخية يعزز الارتباط بالسيرة النبوية العطرة ويثري رحلة الحاج والمعتمر خلال زيارته للملكة بما ينسجم مع الشريعة السمحة دون إفراط ولا تفريط.
هذا ديننا الوسطي المعتدل وهذه قيادتنا وهذا نتاج فكر وعمل أبناء وطن اختصهم الله بخدمة الحرمين الشريفين فأبدعوا وتميزوا حتى في اختيار مسمى المشروع ( على خطاه) وأحسن القائمون عليه في اختيار الصوت الشجي في الفيديو التعريفي بالمشروع الدكتور المذيع المتألق دوماً حسين النجار؛ وأنا استمع إليه أعيش لحظات روحانية تعود بي لمدينتي الحبيبة وأنوارها وبركتها التي استحضرها دوما مع كل زيارة لها أردد عن بوابتها، وأرى أنوارا تشع من كل مكان فأقول كما قال أطفال المدينة (يا طيبة هلت أنوارك، شبهنا ليلك بنهارك يارب سلم لي وبارك على كل ساكن بجوارك)، وما أروع تصاميم الإنفوجرافيك التعريفية بالمشروع التي تحدثت بلغة الأرقام لتحكي عن مسار يحاكي درب هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
شكرا لكل من بذل جهدا وأعمل فكرا وأبدع تنفيذا وإخراجا لهذا العمل والمشروع الضخم ليرى النور وليشهد العالم كله على جودة المخرج والمنتج السعودي وبكل لغات الحب نقول للعالم هنا أرض السلام والمحبة والتعايش والاعتدال والقيم الإسلامية الرفيعة التي تعرف جيدا معنى أن تكون سعوديا معتزا بدينك ووطنك وقيادتك الرشيدة.

