فاطمة الأحمد

٢٥ يناير-٢٠٢٥

الكاتب : فاطمة الأحمد
التاريخ: ٢٥ يناير-٢٠٢٥       18260

الكاتبة-فاطمه الأحمد

قهوتي، يا صديقة الصباحات الهادئة، يا رفيقة اللحظات المتأملة...  

كم حملتك بين يدي، وكم جلست أمامك أبحث في أعماقك عن دفء يلامس قلبي، وعن مرارة تذكرني بحلاوة الحياة.  

قهوتي ليست مجرد مشروب أسكب فيه الماء الساخن، وأنتظر أن تتشبع ذراتك برائحة تملأ المكان.  

إنها حديثٌ صامت... حوارٌ عميق بيني وبين نفسي، وكأنك مرآة تعكس ما بداخلي.  

ولكن...  

اليوم، اختلفت الحكاية.  

أمسكت بفنجاني، ونظرت إليه طويلًا… شعرت أن هناك شيئًا مفقودًا.  

مرارتك ليست كما كانت، دفؤك لم يعانقني كما اعتدت.  

أهذا أنا من تغيرت؟ أم أن فيك شيئًا أجهله؟  

قهوتي، كم مرة كنتِ شاهدة على أحلامي الكبيرة، وأحاديثي الصغيرة مع نفسي؟  

كم مرة كنتِ رفيقة الوِحدة، وصديقة الصخب؟  

ولكن...  

اليوم، وأنا أرتشفك، أدركت أن المشكلة ليست فيكِ.  

بل في قلبي المثقل بالحنين، وفي روحي التي تبحث عن شيء لا تعرف له مقر.

قهوتي، ستبقين كما أنتِ، مرارة جميلة، ودفء لا يعوض.  

ولكنني، أنا التي أحتاج أن أجد نفسي بين طيات دخانك، وأن أعود إلى تلك اللحظة التي كنتُ أراكِ فيها ملاذًا، لا مجرد عادة.  

قهوتي… ولكن…  

ربما أحتاج إلى رشفة من الحياة، أكثر من رشفة منكِ.