

محمد بن عبدالرحمن الكناني
تيار الوهم... المخدرات
بقلم : محمد عبدالرحمن الكناني
موضوع المخدرات يشغل العالم وتعمل العديد من الدول للحد من خطرها على أبناءها ، ويشمل ذلك البحث العلمي في عصرنا الحديث... الذي جعلني أكتب في هذا الموضوع الذي يشغل بال الكثير واهتمامهم المتزايد في الآونة الأخيرة من جانب وسائل الإعلام والباحثين ومراكز الدراسات والمستشفيات "المختصة بمحاربة المخدرات" ومن ذلك دراسة... أضرار المخدرات وأسبابها الأساسية وأعراضها النفسية والقطاعات الحكومية المختصة التي تسعى في محاربة مروجيها داخليا والقادمين من الخارج.
إن هذا الموضوع في نظري يفوق ما كتبه الكثير من أهل الأقلام وجهات الاختصاص والباحثين،عن هذه السموم وفندوا بعض الأسباب التي يمكن بسببها الدخول في هاوية المخدرات.
وعلى ضوء ذلك نحن أمام أشخاص يريدون تدمير شباب في مقتبل العمر ويجعلونهم يهرولون خلف ظلام دامس لا يدرون ما تخبيه لهم الأيام بسبب تلك السموم... التي غرروا وانجرفوا ورائها، كذلك لا ننسى إننا نعيش في ظروف العولمة وعالم الفضائيات والتقنيات التي هي من الأسباب في انجراف الكثير من الشباب خلف هذه الظروف الوهمية التي تأثر بها البعض بما يلفظه إلينا العالم الخارجي.
والسؤال الأهم الذي يحير كثيرا من الناس ويظل قائما وهو كيف نستطيع أن نتخلص من هذه السموم التي دمرت أبناء العديد من الأسر وسببت لهم التفكك... وبالذات فئة الشباب؟
إن هدف دراسة مثل هذه الموضوعات يعد في غاية الأهمية لأنه يتطرق لمستقبل أبناء الوطن الغالي والبلاد الإسلامية بصفة عامة ،إنها المشكلة الأساسية لكثير من الأمم فعلينا البحث معهم عن إيجاد الحلول المناسبة لمثل هذه الآفة التي تستهدف أبناءنا وفلذات الأكباد، فالبعض يتعامل مع مثل هذه المشكلات دون أية مبالاة ودون التحقق في الأسباب الأساسية بشأن هذه السموم التي يمكن أن تدخل بسببها كثيرا من الأسر في دوامة... المخدرات... ولا يستطيعون الخروج منها بأي وسيلة من الوسائل... لماذا؟
لأنهم يجهلون الكثير من حلول أساسيات تلك... السموم... لأنهم إذا علموا بالأسباب والحلول... والمحافظة على الأبناء... والتربية الأساسية في المنزل للطفل من صغره... وما هو دور كل من البيت... والمدرسة... بخصوص تلك... المخدرات التي تريد تدمير شباب هذا الوطن ،علينا جميعا أن نقول لاولائك الشباب بالنسبة... للمخدرات... هي السموم المدمرة هي السبب الأساسي الذي جعلني أكتب بخصوصه... من أجل مستقبل شبابنا الذين هم الشغل الشاغل والمحير الذي يشغل بال كثير من الأمم في إيجاد ما هو مناسبا لهم من أجل مستقبل أفضل لبناء الأوطان التي تحتاج لهم... وهناك من يحيك لهم الخطط من أجل إيقاعهم في وهم بداية الضياع ،تدميرا لأنفسهم وأسرهم دون الاكتراث لعواقبه وما يؤول إليه من أخطار.
فكيف نستطيع بدورنا أن نتخلص من هذه السموم التي نسمع عنها كل يوم وهي تفتك بذلك الشاب أو تلك الفتاة والتي دمرت حياة كثير من الأسر وحطمت قلوبهم وهم يسمعون ويرون أبناءهم وفلذات أكبادهم يموتون بسبب ماذا؟؟!! إنه بسبب تلك المخدرات...
وإن هناك أسبابا أساسية لها الدور الكبير في المساهمة في مكافحة تلك السموم مثل المدرسة والتي تقوم بالنصح والإرشاد للطلاب وتوعيتهم بأضرار تلك السموم وأنواعها والتحذير منها في جميع مراحل الدراسة، ويجب عليهم التركيز بسن المراهقة وهو السن الأكثر الذي يحتاج للمتابعة والمعالجة والحرص الشديد عليهم لأنهم في مرحلة عمرية مراهقه وليس سن تركيز في أمور كثيرة في حياتهم، فسن المراهقة يحتاج إلى نصح وإرشاد وتوعية بأضرار وأسباب هاوية المخدرات ولا ننسى فتيات هذا المجتمع وأمهات المستقبل اللاتي لهن الدور الأكبر في تربية الأجيال القادمة وتعليمهم كيفية مواجهة هذه الآفات السامة وكيفية تحصين أنفسهم.
والبيت الذي هو المرتع الأساسي للأطفال والشباب والذين يحتاجون النصح من الأب والأم وتعليمهم منذ الصغر بما يضرهم وما ينفعهم وتوعيتهم من أضرار تلك السموم وأخطارها.
فعلينا جميعا التكاتف والنصح لمن نعرف ومن لا نعرف لأنه حين يقول كل شخص ليس لي صالح بذلك وتهرب من المسئولية يخل بكل شيء كنا نسعى لتحقيقه من أجل هذه الوطن العظيم وصار دمارا يحرق الأخضر واليابس وكل من حوله، فالنصح والإرشاد بوعي ودراية من الجميع بالأسباب التي يمكن دخول أي شخص بسببها في هاوية المخدرات وأضراره والوقاية منه... لهو العلاج الأساسي لمستقبل شباب أفضل وزاهر بالمعرفة، ولا يخفى ما يقوم به الإعلام بخصوص ذلك من النصح والإرشاد وما سوف تسببه تلك السموم القاتلة.
وإن من أسباب تعاطي كثير من الشباب لهذه المخدرات والإدمان عليها يرجع إلى عدم اهتمام الأسرة بأبنائهم من الأساس وعدم الرقابة المستمرة عليهم ومعرفة سلوكياتهم وأصدقائهم لأن الرفقاء هم جزء لا يتجزأ من أسباب تعاطي كثير من الشباب للمخدرات، إنهم رفاق السوء الذين يجالسونهم ويساهمون بدرجة أكبر في تدمير الشباب الذين هم عماد هذا الوطن التي حباها الله بالإسلام ودين الحق وقيادة رشيدة تعمل جاهدة في تمكين جميع السبل والوسائل في محاربة مروجي تلك السموم من كل مكان على حدود بلادنا وداخلها.
نسأل الله لهم التوفيق والسداد فيما يقومون به...

