

جيلان النهاري
بقلم: جيلان النهاري
ساعات وتحتفل أمريكا بتنصيب رئيسها المنتخب دونالد ترامب العائد بانتصاراته من معارك واجهها استمرت 4 سنوات ماضية تمثلت في قضايا تحمل طياتها إتهامات الغرض منها إطاحة إرادته من أن يعود للرئاسة بعد أن فقدها في 2020، توجها بعودته رئيسا لأمريكا.
في وقت عاش العالم فيه عهد الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن منذ 20 يناير 2021 إلى 19 يناير 2025 سياسات زعزعت الأمن والسلم العالمي بدءا من الحرب العالمية المصغرة في أوكرانيا كساحة قتال بين القوى الدولية الكبرى روسيا وأوروبا وبدعم أمريكي مركز، أرهقت هذه الحرب الإقتصاد العالمي من ناحية الطاقة والغذاء واستهلاك كبير للآلة العسكرية، والعدد المهول من الضحايا نتيجة هذه الحرب التي نالت الشرق الأوسط سوريا واليمن والسودان كميادين قتال انضمت إلى أوكرانيا، تواجهت فيها الدول الكبرى المتنازعة بالنيابة عبر ميليشيات مدفوعة، وفي الجانب الآخر كانت هناك تحولات وتكتلات دولية وإقليمية عملت على مواجهة تحديات تلك الحروب لإحداث توازن سياسي واقتصادي، ليتمكن العالم من السيطرة عليها، ومنع توسعها من أجل الحفاظ على السلم والأمن الدوليين والخروج بأقل الأضرار المؤثرة على المحيط السياسي والاقتصادي الدولي.
في تلك الأثناء كان للمراقبين والمحللين السياسيين والاقتصاديين ومراكز الأبحاث نظريات ما بين آراء دقيقة وآراء موجهة لأهداف تضليلية لشعوب العالم، وبنفس الوقت كانت هناك دول مستوعبة قياداتها لكل ما يحدث وتعاملت بحكمة وحنكة سياسية في النأي بقواتها وأراضيها من الانجراف إلى فوهة هذه الحرب، حيث أخذت الحياد بجانب مساعيها في تجنيب العالم خطورة هذه الحروب ومنها من تحولها حقيقة إلى حرب عالمية ثالثة.
المملكة العربية السعودية خلال تلك السنوات الأربع الماضية عملت بجدية وبدون كلل أو ملل نحو استقرار سياسي واقتصادي وإنساني عالمي شهد عليها زعماء تلك الدول الكبرى، وكيف استطاعت أن تكون رأي دولي عالمي في اتباع سياساتها المعتدلة، وكيف استطاعت على حفظ التوازن الإقتصادي العالمي، وكيف كانت تعمل في حماية المنطقة العربية من الوقوع في مشاكل تلك الحروب وبكل تأني وحكمة وروية استطاعت من أن تكسب سلامة الأراضي العربية والخروج بها إلى إخماد معظم ماكان يدار على الأرض العربية من نزاعات وحروب من خلال كسب تأييد الدول الكبرى في ضرورة إنهاء تلك الحروب والمضي نحو استقرار المنطقة.
فتحقق ذلك بإنهاء النفوذ الإيراني في كل من سوريا ولبنان، بإيمان من الدول الكبرى بالمجهود السعودي تقاسمت دول المنطقة كل من مصر وقطر وأمريكا الدور في إنهاء حرب الإبادة على غزة، وتبقت بؤرتي اليمن والعراق، مع تواصل الجهود لاستقرار السودان وليبيا.
ترامب ورحلة عمله القادمة لأربع سنوات جديدة، جاءت بوعود منه بالعمل على إنهاء الحروب، وإحلال السلم والأمن العالمي، حيث ظهر ذلك من تصريحاته، والتي نستطيع أن نستشف منها ماقاله عن الدور السعودي في المقابلة التي أجراها العام الماضي، بينما كان ترامب لا يزال خارج أسوار البيت الأبيض مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، حيث قال: "السعوديون أصدقائي وأشخاص رائعون، ولي العهد والملك انسجمت معهما جيدًا، إنهما أشخاص رائعون".
وهنا نتشرف المستقبل مع ترامب والدور السعودي نحو تحقيق أمن وسلام عالمي سياسيا وإقتصاديا تتوافق معه الدول الكبرى.

