

بقلم - سعيد بن عبدالله الزهراني
احسنت وزارة التعليم عندما قامت قبل الاجازة الأخيرة ,بالزام المدارس بأن تكون اختبارات الفترة في الأسبوع الذي سبق الإجازة ,مما أدى الى القضاء لأول مرة على "الأسبوع الميت" الذي كان يتكرر قبل وبعد الاجازات والاختبارات ..
الظاهرة المستمرة حاليا هي استمرار غياب الطلاب في كل يوم "خميس" في العديد من المدارس,مما سيؤثر على مستويات الطلاب ,وتراجع نواتج التعلم لديهم ,وبالتالي سيكون الضرر على الطالب-الأسرة -المجتمع-سوق العمل -الإنتاجية ,إضافة الى تعويد الطلاب على عدم احترام الأنظمة والتعليمات ,وعدم الاستفادة من الإمكانيات المتاحة لهم بالشكل المطلوب ..
ان ظاهرة الغياب في المدارس لايقتصر أثرها على الطلاب المتغيبين فقط,بل يتعداه إلى الطلاب المنتظمين باعتبار ان غياب الآخرين يؤدي الى توقف المعلمين عن أداء الدروس بحجة انتظار الغائبين ,فهم من يقود المشهد داخل المدارس ولابد من انتظارهم كونهم الأقوى في ظل ضعف إدارات بعض المدارس وإدارات التعليم..
ظاهرة الغياب استفحلت لأسباب ابرزها الضعف الإداري في المدارس من خلال قيامها بمنح الجميع الطالب الغائب-المنضبط درجات المواظبة الكاملة بالتساوي ,وكأن العدالة حق مكتسب للجميع ,كما ان مؤشر الغياب المعمول به في المدارس والذي يرفع يوميا الى إدارات التعليم لا يعكس الواقع ,حيث تقوم المدارس با اصدار مؤشر مخالف للواقع ,فالغياب يتحول الى حضور تجنبا للمساءلة او اتخاذ إجراءات من قبل إدارات التعليم..
ظاهرة الغياب وصلت الى مجلس الشورى وتمت مناقشتها من اجل الحد من هذه الظاهرة ولذلك اعتقد انه يجب الإسراع في تطبيق نظام " البصمة" او "الهويات الرقمية" لجميع الطلاب والطالبات والكوادر التعليمية والإدارية في المدارس ,لرصد عمليات الحضور والغياب تقنيا ,ورصد الدرجات عبر نظام نور دون أي تدخل بشري, مما سيرفع من مستوى الانضباط وتعويد الطلاب على الانضباط وتعزيز قيمته في حياتهم الدراسية والمجتمعية والعملية. كما ان تعزيز الانضباط سيكون له عائد إيجابي على الطلاب واسرهم والقضاء على عمليات أيذاء الأطفال التي تتركز في عدم اهتمام بعض الإباء والأمهات بمستقبل الأبناء والبنات في ظل بعض الخلافات بين الوالدين..
إن الانضباط قيمة يجب استشعارها من قبل الطلاب في سبيل جيل قادم يهتم بالوقت باعتباره طريق النجاح في شتى أمور الحياة..