الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٥:١٩ م-٠٣ يناير-٢٠٢٥       27995

النهار-جيرات خونزاروف 


لقد حققت جمهورية  أوزبكستان  نجاحاً كبيراً على الساحة الدولية، حيث عززت مشاركتها الفعالة في  الأمم المتحدة  ووكالاتها المتخصصة.

وفي عام 2024، حققت البلاد عدداً من الإنجازات الرئيسية التي تؤكد التزامها بالمبادئ والمعايير العالمية في مجالات حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والعمل والتعاون العالمي.

كان أحد أهم الإنجازات انتخاب ممثل لأوزبكستان في لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة للفترة 2025-2028، وهو ما كان دليلاً مهمًا على تعزيز مكانة البلاد في نظام آليات حقوق الإنسان الدولية.

تراقب لجنة حقوق الإنسان، باعتبارها هيئة معاهدة موثوقة، تنفيذ الدول الأطراف لالتزاماتها بموجب العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي انضمت إليه  أوزبكستان  في عام 1995.

لا تؤكد هذه الخطوة على أهمية تقدم البلاد في ضمان وحماية حقوق الإنسان فحسب، بل إنها تُظهر أيضًا استعدادها للمشاركة بنشاط في تشكيل وتحسين المعايير العالمية في هذا المجال، تفتح مشاركة ممثل  أوزبكستان  في عمل مجلس حقوق الإنسان فرصًا واسعة لتبادل أفضل الممارسات وتعزيز التعاون الدولي والمساهمة في تطوير نهج عادلة وفعالة لحماية حقوق الإنسان والحريات على المستوى العالمي.

ولا يقل أهمية عن ذلك انتخاب  أوزبكستان  كعضو بديل في مجلس إدارة منظمة العمل الدولية للفترة 2024-2027، ويؤكد هذا الانتخاب التزام البلاد بتطوير علاقات العمل التي تلبي المعايير الدولية، وخلال الانتخابات التي جرت في جنيف، حصلت  أوزبكستان  على 194 صوتًا، وهو ما تجاوز بشكل كبير الحد الأدنى المطلوب، مما يدل على مدى تقدير الشركاء الدوليين لجهود  أوزبكستان  الرامية إلى خلق ظروف عمل عادلة، وتتيح العضوية في مجلس الإدارة فرصًا لأوزبكستان للمشاركة بنشاط في تطوير المبادرات العالمية لتعزيز مبادئ العمل اللائق وممارسات العمل المستدامة، فضلاً عن تبادل أفضل الممارسات مع البلدان الأخرى.

بالإضافة إلى ذلك، فإن انتخاب جمهورية  أوزبكستان  لعضوية المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة للفترة 2024-2027 يشكل مرحلة مهمة في تعزيز الدور الدولي للبلاد وتأكيد الاعتراف بجهودها على الساحة العالمية.

ومن الجدير بالذكر أن البلاد حصلت على 185 صوتًا لدعم ترشيحها، وهو ما يتجاوز بشكل كبير الحد الأدنى المطلوب، وهذه الحقيقة هي إشارة واضحة إلى الثقة العالية للمجتمع الدولي في الإصلاحات التي تنفذها  أوزبكستان  في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية والاستقرار والاستدامة.

إن الانتخاب لعضوية المجلس الاقتصادي والاجتماعي يمنح  أوزبكستان  فرصة فريدة ليس فقط لتمثيل مصالحها، ولكن أيضًا للمشاركة بنشاط في تشكيل السياسة الدولية الرامية إلى حل التحديات العالمية العاجلة.

تتيح العضوية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي لأوزبكستان لعب دور رئيسي في تطوير الاستراتيجيات الرامية إلى تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، والتي تغطي الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وعلى وجه الخصوص، ستتاح للبلاد الفرصة للمشاركة في المناقشات واتخاذ القرارات بشأن تطوير مناهج مبتكرة لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، وضمان العدالة الاجتماعية وحماية البيئة.

كما تخلق المشاركة منصة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في معالجة القضايا ذات الأهمية العالمية، مثل التغلب على الفقر، والحد من التفاوت، ومكافحة تغير المناخ.

في عام 2024، لعبت  أوزبكستان  دورًا رئيسيًا في المبادرة واعتماد العديد من قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة المهمة، والتي لا يعكس كل منها الاتجاه الاستراتيجي للسياسة الخارجية للبلاد فحسب، بل له أيضًا تأثير كبير على التعاون الإقليمي والدولي. كانت إحدى هذه المبادرات القرار الخاص بمكافحة الاتجار بالمخدرات، والذي تم اعتماده في 4 يونيو 2024.

تؤكد هذه الوثيقة على الحاجة إلى جهود منسقة من قبل دول آسيا الوسطى لمكافحة انتشار المخدرات بشكل فعال، وهو ما يرتبط ارتباطًا مباشرًا بضمان الأمن والتنمية المستدامة للمنطقة.

يستند القرار إلى الأحكام المفاهيمية للاستراتيجية الوطنية لأوزبكستان لمكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات وإساءة استخدامها للفترة 2024-2028، والتي تؤكد على نهج  أوزبكستان  النظامي وطويل الأمد لحل هذه المشكلة، وفي هذا السياق، يؤكد القرار أيضًا على أهمية الجهود المشتركة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مما يعزز مكانة  أوزبكستان  كمشارك نشط في الآليات الدولية لمكافحة التهديدات العالمية.

ومن المبادرات المهمة الأخرى اعتماد قرار في 13 أغسطس 2024 يهدف إلى الإدارة المستدامة للغابات. ويركز القرار على الحاجة إلى استعادة الأراضي المتدهورة من خلال زراعة الأشجار على نطاق واسع، وتطوير استراتيجيات طويلة الأجل لرعاية المساحات الخضراء، وتعزيز التعاون الدولي في مجال البيئة.

وقد حظي القرار بدعم 102 دولة عضو في الأمم المتحدة، مما يؤكد على أهميته لحل المشاكل البيئية العالمية، بما في ذلك مكافحة التصحر وتغير المناخ، وفي هذا السياق، تعمل  أوزبكستان  كمبادر للممارسات البيئية المستدامة، وتقترح تدابير محددة لاستعادة الموارد الطبيعية وضمان الحفاظ عليها على المدى الطويل.

وتؤكد المبادرة على أهمية اتباع نهج متكامل لحماية البيئة، حيث يصبح التعاون الدولي شرطًا أساسيًا للتنفيذ الناجح للأجندة البيئية.

إن القرار الخاص بإعلان العاشر من يونيو يومًا دوليًا للحوار بين الحضارات، والذي اقترحته  أوزبكستان  بالاشتراك مع جمهورية الصين الشعبية، يلعب دورًا مهمًا في تحفيز الحوار العالمي والتفاهم المتبادل بين الشعوب من مختلف الثقافات والتقاليد.

وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز التسامح والاحترام والسلام في عالم معولم، حيث يمكن أن تصبح التنوع الثقافي والاختلافات بين الحضارات مصدرًا للتوتر والإثراء المتبادل ،وإدراكًا لأهمية تعزيز هذه المبادئ، تدعم  أوزبكستان  بنشاط المبادرات التي تعزز الحوار البنّاء والتعاون بين الدول والمناطق والثقافات.

ويعكس إعلان اليوم الدولي للحوار بين الحضارات أيضًا رغبة  أوزبكستان  في المساهمة في حل المشاكل الملحة للنظام العالمي، مثل نمو التعصب والتطرف والصراعات الناجمة عن الاختلافات الثقافية والدينية،
ويرمز هذا اليوم إلى جهود البلدان في تعزيز قيم التعايش السلمي واحترام حقوق الإنسان والتنمية المستدامة.

إن إنشاء منصة للتواصل والتفاعل المنتظم بين الحضارات من شأنه أن يسهل تبادل الخبرات في مجال التعليم والثقافة والتكامل الاجتماعي، وبالتالي، فإن مبادرة  أوزبكستان  لإنشاء اليوم الدولي للحوار بين الحضارات لا تحمل معنى رمزيًا مهمًا فحسب، بل إنها تحمل أيضًا معنى عمليًا، مما يساعد على تعزيز السلام والاستقرار على الساحة الدولية.

تعكس القرارات التي اتخذتها  أوزبكستان  التركيز الاستراتيجي على معالجة القضايا العالمية والإقليمية الأكثر إلحاحًا، وتعزيز أفكار التنمية المستدامة والتعاون الدولي والأمن العالمي.

إن إنجازات  أوزبكستان  في  الأمم المتحدة  هي نتيجة للإصلاحات المنهجية التي تهدف إلى تحسين نوعية حياة المواطنين وحماية حقوق الإنسان وتعزيز الاستدامة المؤسسية والاقتصادية والحفاظ على البيئة.

إن التنفيذ المستمر لهذه المبادرات لا يساعد فقط في تعزيز مكانة البلاد على الساحة الدولية، بل يساهم أيضًا بشكل كبير في حل المشكلات العالمية، مما يؤكد التزام  أوزبكستان  بمبادئ التفاعل المتعدد الأطراف والتعاون الدولي.