










تغطية - نانسي اللقيس - لبنان
رعى رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام أمس في السرايا الحكومية حفل افتتاح مكتب جمعية قطر الخيرية في لبنان، وذلك بحضور الرئيس تمام سلام ونائب رئيس الحكومة طارق متري والوزراء غسان سلامة وجو صدي وحنين السيد وكمال شحادة ورَكان ناصر الدين.
كما حضر الحفل النواب أيوب حميد وبلال الحشيمي وعدنان طرابلسي وغازي زعيتر ونبيل بدر وهادي أبو الحسن وميشال معوض وبولا يعقوبيان وإيهاب مطر وآلان عون وغادة أيوب، إلى جانب الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية والنائب السابق بهية الحريري وعدد من السفراء وكبار الموظفين ونواب سابقين وممثلين عن قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي وأمن الدولة، وقد استُهل الحفل بالنشيدين الوطنيين اللبناني والقطري.
كلمة السفير القطري
ألقى السفير القطري في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني كلمة استهلها بالسلام على الحضور وتوجيه التحية إلى دولة الدكتور نواف سلام رئيس الحكومة اللبنانية وأصحاب المعالي والسعادة والحضور الكريم، معبراً عن سعادته بافتتاح مكتب قطر الخيرية في لبنان وموجهاً الشكر للحكومة اللبنانية على التسهيلات والدعم الكبير الذي قدمته لنشاط الجمعية منذ البداية.
وأكد أن دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى كانت وما زالت سباقة في الوقوف إلى جانب الأشقاء في لبنان، مشيراً إلى أن هذا الحفل يعكس روح العطاء والتضامن التي تميز العلاقات الأخوية بين البلدين، ويعبر عن الهدف الإنساني لقطر الخيرية التي تعمل من أجل تحسين ظروف اللبنانيين واللاجئين دعماً لمساعي الحكومة اللبنانية في ظل الأزمة الراهن.
كما أثنى على جهود الجمعية متمنياً لها المزيد من النجاح والتوسع ومؤكداً التطلع إلى تعزيز التعاون والشراكة بين قطر ولبنان ورؤية المزيد من المشاريع التي تصب في مصلحة البلد.
عرض وثائقي
تخلل الحفل عرض وثائقي تناول أبرز أعمال جمعية قطر الخيرية في مختلف أنحاء العالم.
كلمة رئيس مجلس إدارة قطر الخيرية
ألقى رئيس مجلس إدارة قطر الخيرية الشيخ حمد بن ناصر آل ثاني كلمة أكد فيها أن هذا اليوم المضيء بالأمل يجسد مناسبة مميزة للاحتفاء بافتتاح مكتب قطر الخيرية في لبنان، البلد الذي يحمل في قلبه نبضاً إنسانياً عريقاً وتاريخاً من العطاء والصمود أمام التحديات. ووجه في مستهل كلمته الشكر والامتنان إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر على دعمه المتواصل للعمل الإنساني، مشيداً بالأثر الكبير لهذا الدعم في ترسيخ قيم العطاء وتعزيز جهود الإغاثة والتنمية حول العالم.
كما أعرب عن تقديره لفخامة الرئيس اللبناني جوزيف عون على دعمه الكريم وتعاونه البنّاء في تسهيل العمل الإنساني بما يعكس حرصه على تمكين المبادرات الخيرية وتوسيع أثرها، ولم ينس أن يوجه الشكر أيضاً إلى دولة الرئيس الدكتور نواف سلام على رعايته لهذا الحفل وتوجيهاته الكريمة التي أسهمت في تيسير تدشين مكتب قطر الخيرية في لبنان.
وأوضح أن افتتاح المكتب الجديد لا يمثل مجرد توسع جغرافي أو مؤسسي في عمل الجمعية، بل هو امتداد حيّ لرسالتها الإنسانية في الوصول إلى الإنسان حيثما كان وتقديم الإغاثة والعون وتحقيق التنمية المستدامة، وهو أيضاً علامة فارقة على عمق التضامن العربي وتجسيد للعلاقات الأخوية التي تربط لبنان وقطر.
وأشار إلى أن قطر الخيرية حرصت على أن تكون قريبة من المجتمعات التي تستهدفها عبر شبكة من المكاتب الميدانية التي تغطي 34 دولة حول العالم، إلى جانب شراكات مع منظمات أممية ودولية ومؤسسات خيرية محلية تمتد إلى أكثر من 70 دولة، مؤكداً أن مكتب لبنان يعزز هذا الحضور ويمنح قدرة أكبر على الاستجابة والتخطيط المشترك والتأثير الإيجابي.
ولفت إلى أن تدخلات قطر الخيرية في لبنان بدأت منذ التسعينات بالتعاون مع منظمات محلية مؤهلة واستمرت دون انقطاع مستهدفة الفئات الأكثر هشاشة من اللبنانيين واللاجئين، حيث بلغ عدد المستفيدين من مشاريعها السابقة أكثر من 483 ألف مستفيد شملت قطاعات التعليم والصحة والإغاثة والسكن والتمكين الاقتصادي وغيرها.
وأضاف أن المكتب الجديد يشكل نقطة انطلاق لخطة طموحة تتماشى مع أولويات التنمية الوطنية في لبنان بالتنسيق مع الجهات الحكومية المختصة، وتشمل أكثر من 70 مشروعاً إنسانياً وتنموياً تستهدف ما يزيد عن 396 ألف مستفيد من اللبنانيين واللاجئين السوريين والفلسطينيين، مؤكداً أن العمل الإنساني بالنسبة لقطر الخيرية ليس مجرد استجابة لحاجة بل هو تعبير عن قيم ورسالة وسعي دائم لتمكين الإنسان من الحياة الكريمة، وأن الجمعية من خلال مكتبها الجديد تؤكد التزامها بأن تكون حيث الحاجة وتعمل بالشراكة وتبني بالأمل وتمضي نحو مستقبل أكثر عدلاً وإنسانية.
كلمة الرئيس
ألقى الرئيس تمام سلام كلمة أعرب فيها عن اعتزازه بالمشاركة في افتتاح مكتب قطر الخيرية في بيروت الذي يعرفه اللبنانيون عنواناً للعطاء وحضوراً فاعلاً حيثما وجدت الحاجة إلى المساعدة والتنمية، مشيداً بالمؤسسة التي أثبتت عبر السنوات أن رسالتها تتجاوز الحدود خدمة للإنسان وكرامته. واستهل كلمته بالإشارة إلى الاعتداء الإسرائيلي الغادر الذي استهدف دولة قطر الشقيقة مؤخراً.
وأكد أن لبنان الذي كان ولا يزال ضحية الاعتداءات الإسرائيلية يجدد إدانته بأشد العبارات لهذا العدوان الذي يمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة قطر وخرقاً فاضحاً للقوانين والأعراف الدولية، ومشدداً على أن ما حصل لا يستهدف قطر وحدها بل يمس كل الدول العربية والإسلامية ويشكل تهديداً مباشراً للأمن والاستقرار في المنطقة.
وأشار الرئيس سلام إلى أن وقوف لبنان إلى جانب قطر في هذه المناسبة ليس مجرد موقف تضامني بل تأكيد على وحدة المصير ورفض منطق الاستقواء، مثمناً المخرجات التي صدرت عن القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة والتي اعتبرها محطة أساسية لتوحيد الصف العربي والإسلامي ودعامة لمواجهة سياسات العدوان والاحتلال والتهجير التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، ومحاولة لإعادة الاعتبار لنهج السلام العادل والشامل المبني على مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.
ونوه بأن لبنان ملتزم بخيار السلم والشرعية الدولية ويسعى إلى حشد الدعم العربي والإسلامي والدولي للضغط على إسرائيل من أجل إنهاء احتلالها وضمان عودة الأسرى ووقف اعتداءاتها المتكررة على أرض لبنان وسيادته، معتبراً أن افتتاح مكتب قطر الخيرية في بيروت يحمل دلالات عميقة ويعكس عمق العلاقة بين البلدين وحرص قطر قيادة وحكومة وشعباً على الوقوف إلى جانب لبنان في أزماته.
وأضاف أن اللبنانيين لا ينسون المبادرات القطرية التي انطلقت خلال العدوان الإسرائيلي الأخير عبر جسر جوي وبحري محمل بالمساعدات، وكذلك الحملة الشعبية التي أطلقتها قطر الخيرية من الدوحة دعماً للبنان، كما لا ينسون وقوف الجمعية إلى جانبهم في احتضان النازحين السوريين بما وفرته من دعم وإغاثة، معرباً عن الأمل في أن يتطور التعاون اليوم إلى شراكة استراتيجية لدعم خطة العودة الكريمة والآمنة بالتنسيق مع لبنان وسوريا والمنظمات الدولية المعنية حفاظاً على حقوق النازحين ومصلحة البلدين والشعبين.
وشدد الرئيس سلام على أن افتتاح المكتب الجديد يمثل التزاماً مستداماً بدعم لبنان ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون المؤسسي المباشر مع الدولة اللبنانية ليكون شراكة حقيقية وبنّاءة تترجم إلى مشاريع تنموية وصحية وتعليمية وإغاثية، مؤكداً حرص الحكومة على أن يكون هذا التعاون منظماً عبر الوزارات المعنية في إطار النهج القائم على الشفافية والمحاسبة والشراكة بين الدولة ومؤسسات المجتمع المدني، وموجهاً الشكر لدولة قطر الشقيقة على وقوفها الدائم إلى جانب لبنان ولجمعية قطر الخيرية على رسالتها الإنسانية التي تجسد قيم التضامن والعطاء.
تكريم الرئيس
وفي ختام الحفل سلم الشيخ حمد بن ناصر آل ثاني درعاً تكريمياً للرئيس سلام عربون تقدير ومحبة.

