

في الفترة من 23 إلى 25 يونيو/حزيران 2025، ستستضيف مدينة سمرقند منتدى الأمم المتحدة للخدمة العامة (UNPSF 2025)، وسيكون الموضوع الرئيسي لهذا الحدث الدولي المرموق "خمس سنوات حتى عام 2030: تسريع تقديم الخدمات العامة من أجل مستقبل مستدام"، يُنظم المنتدى بالتعاون المشترك بين إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة (UN DESA) وحكومة جمهورية أوزبكستان، وتتيح استضافة المنتدى لأوزبكستان فرصة فريدة لعرض وتقييم إصلاحاتها في مجال الخدمة العامة على الساحة العالمية.
يُعدّ منتدى الأمم المتحدة للخدمة العامة منصة دولية رئيسية تجمع الدول والمنظمات الدولية والمجتمع المدني لتعزيز فعالية تقديم الخدمات العامة، وتشجيع الإبتكار، والنهوض بأهداف التنمية المستدامة.
أدت الإصلاحات الجذرية التي أُطلقت في أوزبكستان عام ٢٠١٧ إلى تحولات جذرية في نظام الخدمة المدنية في البلاد، بمبادرة من الرئيس شوكت ميرضيائيف، أُعيدَ تصور مفهوم الإدارة العامة جذريًا، واسترشادًا بمبدأ "الشعب لا يخدم الحكومة، بل الحكومة تخدم الشعب"، أُنشئ مكتب الاستقبال الرئاسي الافتراضي ومكاتب الاستقبال الشعبي.
واستُحدث هيكل جديد يُعرف باسم "المحلة السبع". وفي ٣ أكتوبر ٢٠١٩، أُسِّست وكالة تطوير الخدمة العامة التابعة لرئيس جمهورية أوزبكستان، وفي ٨ أغسطس ٢٠٢٢، اعتُمد قانون "الخدمة المدنية"، وسُنَّ ما يقرب من ١٦٠ قانونًا تنظيميًا بشأن سياسة الموارد البشرية، وطُبِّق نظام تقييم قائم على الأداء، وأصبح التنافس المفتوح على الوظائف الشاغرة في الخدمة المدنية أمرًا شائعًا، كما أُنشئت شبكة كفاءات لشغل مناصب القيادة العليا، ونتيجةً لذلك، أصبحت العلاقات بين الدولة والمجتمع أكثر ديمقراطية واستجابة، يستحق نهج أوزبكستان في الخدمة العامة التقدير. فقد تبنت البلاد فكرة بناء دولة اجتماعية، ووضعت كرامة الإنسان في صميم أجندتها التنموية، وأعطت الأولوية لتنمية رأس المال البشري، ومن آليات تنفيذ هذه الرؤية نموذج "المحلة السبع" الفريد، يضمن هذا الهيكل أن يكون موظفو الخدمة المدنية أقرب إلى الشعب، وأن يحلوا القضايا محليًا، وأن يقدموا خدمات ومساعدات اجتماعية مباشرة، ويعمل حاليًا ما يقرب من 50 ألف موظف حكومي ضمن إطار "المحلة السبع"، بمن فيهم رؤساء الأحياء، ونواب رؤساء البلديات، والناشطات النسويات، وقادة الشباب، والأخصائيون الاجتماعيون، وموظفو الضرائب، ومفتشو الوقاية.
يمثل هذا أحد الإنجازات البارزة لقيادة الرئيس ميرضيائيف، ونتيجة لإصلاحات الحوكمة، نُقلت أنشطة جميع المؤسسات الحكومية إلى مستوى المجتمع المحلي (المحلة)، وبدورها، ارتقت المحلة إلى قمة هرم الحوكمة، لتصبح حلقة وصل رئيسية في تنفيذ السياسات العامة ومحركًا للإصلاح.
في البداية، دُرست مشاكل المجتمعات المحلية ميدانيًا. بمجرد تحديد المشكلات النظامية، اعتمدت الوزارات المعنية حلولاً مُحددة، وتدريجياً، تحولت المحلة من مجرد مكان لتحديد المشكلات إلى مساحة تُتخذ فيها القرارات وتُحل المشكلات ميدانياً، وأصبحت المحلة بمثابة "جسر دعم" بين السلطات العامة والمجتمع في تحسين رفاهية الناس، وبفضل إطلاق مبادرة "الميزانية المفتوحة"، تلعب المحلات الآن دوراً محورياً في الإدارة العامة والحوكمة المحلية.
تقود المحلة، كنموذج مُدمج للحكم الذاتي المحلي، فريق إداري يُعرف باسم "السبعة"، وقد تطور هذا الهيكل المؤسسي المُحسّن ليصبح مدرسة عملية لرعاية جيل جديد من القادة، ويتزايد ترقي المهنيين الذين عملوا في المحلة - المنغمسين في تحديات المجتمع والمُكرسين لحل مشاكل الحياة الواقعية - إلى مناصب حكومية عليا ومسؤولة، في الواقع، رسم الرئيس مساراً مهنياً للعاملين في المحلة: خدمة الشعب بالتزام، واغتنام فرصة الارتقاء إلى مناصب قيادية وطنية.
ما هي فوائد هذا الهيكل الفريد؟
أولاً، يُتيح هذا الهيكل نهجًا تعاونيًا شاملًا لحل القضايا المحلية في جميع القطاعات. يُساهم كل عضو من أعضاء "الدول السبع" كلٌّ حسب مجال خبرته، مما يضمن نتائج فعّالة، والأهم من ذلك، أنه يُنشئ حوارًا مباشرًا بين المواطنين وممثلي الحكومة.
نرى أن استضافة أوزبكستان للمنتدى ومشاركتها فيه تُمثّل فرصةً حيويةً لمشاركة هذه التجربة الوطنية الفريدة، وتسريع تحديث الخدمات العامة والتحول الرقمي، وتعميق التعاون الدولي. نفخر بدعم هذا الحدث، ونتطلع إلى الترحيب بالمشاركين في مدينة سمرقند التاريخية والنابضة بالحياة!

