جمعان الكرت

١٤ ديسمبر-٢٠٢٤

الكاتب : جمعان الكرت
التاريخ: ١٤ ديسمبر-٢٠٢٤       234685

بقلم - جمعان الكرت 

ارتباط تاريخي موغل في القدم يعود إلى قرابة ألفي عام.. ‏‎زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزدي وغامد هو عمرو بن عبدالله بن كعب بن عبدالله بن مالك بن نصر بن الأزد. 

زهران عم نبيل لابن أخيه غامد هكذا النسابة اتفقوا على هذا النسب الأصيل سمي بزهران لأنه بهي الطلعة صاحب هيبة ووقار، وغامد الذي غمد السيف حين اشتعلت فتنة بين القبائل الأخرى فأسماه القيل الحضور بغامد لحكمته وبعد نظره، وأنشد قائلا :تغمّدت أمراً كان بين عشيرتي * فسمّاني القيل الحضوري غامدا. 

مواقف وأصالة وعلاقة بينهما ضاربة في عمق التاريخ امتدت عبر قرون طويلة حتى عهدنا الحاضر سكنوا أرضًا واحدة في السراة وتهامة تفرعت منها قبائل أصغر كل قبيلة تحتفظ بمجدها وتعود القبيلتان إلى ( أزد شنوءة) وكنت قد سمعت مقطعا من الشاعر البروفيسور عبد الواحد الزهراني 

يقول : وانحن علاقتنا بغامد ماهيب أية علاقة كل القبايل عندنا أحلاف وإما انتم بني عم واللي يسوي تفرقة بين غامد الزهارين يشبّها ويروح لو يحترق ذُلا وذلا في ذمتى لو كان ترجع لتحليل الديَّني

في سلسلة جيناتنا ما يحصل منهجينات

متعلقًا باسم القبايل وهو ماله قبيلة 

والشاعر عبدالواحد عَلم ورمز يشار إليه بالبنان صاحب حكمة وخلق كريم وثقافة واسعة. 

وللشاعر المجيد خالد غنيم أيضا قصيدة رائعةً( وانا من زهران وانا غامدي) 

واسمنا غامد زهران، نشبه الروح والجسد 

 وكثيرون من أبناء القبلتين يرفضون العنصرية بل يمقتونها لأنها من عمل الشيطان تؤجّج النفوس الضعيفة ليروا بنظّارة قاتمة سوداء وعدسة ضبابية عندها تلتهب ألسنتهم وأقلامهم بما يضرم الشرر ويشعل النفوس. 

وديننا الإسلامي نبه إلى خطورة العنصرية والكبرياء ووصف الذات بالعلو والآخر بالانخفاض، الناس سواسية لا فرق بينهم، وهنا برزت بعض النفوس المريضة التي تؤجج وتنتقص، وهذا دليل على نقص في العقول ووضاعة في الطباع وجهل مقيت. 

 ويؤصل الشاعر سعيد بن زربان الغامدي هذه العلاقة بقصيدته الرائعة تحت عنوان( غامد وزهران) 

‏ماقـيل غامــد يومـــا في مناسبـــــةٍ

‏إلا وجــــاء قرينا ذكــــر زهـــــــران

‏اسمان قد عطفا بالواو وامتزجــــــا

‏فليس يذكر هذا دونمــــا الثاني 

 وما أروع الشاعر د. عبدالرحمن العشماوي :

‏‎لو خيروني في مصاحبة الـورى

‏‎ ما اخترت إلا صحبـة الزهرانـي

 

وللشاعر عبدالله سليم الزهراني قصيدة متميزة

ياسلامي لغامد غامد المجد والجار العزيز

غامد المال والهيبة وجيراننا وأشراكنا

يعلم الله يازهران في حب غامد ما نبور 

يثبت العلم والتاريخ هذا النسب والجد واحد 

وللشاعر الأستاذ فهد عيدان مشاركة تدل على نبله وشيمته العالية

عسى من يفرق بين غامد وزهران 

بطعنة وطاعون وميته مصيبة

وهناك الكثير من الشعراء كان لهم اللسان الفصيح والبيان البليغ في تعميق الود والمحبة والتقارب 

وللحق أي قدح أو مسبة لأي منهما هي مسبة لهما والحمد لله هما تاجان في النسب والأصالة، وقامتان عاليتان في الشيم والنبل والأخلاق،

 زهران العناصي تلك القبيلة التي كتبت اسمها بحروف من نور في سجل التاريخ ولا أحد يستطيع أن يغيبه أبدًا  

وغامد الهيلا تلك القبيلة التي رفعت شأنها عاليًا قديما وحديثا، أبناء عمومة أصهار وأصدقاء وإخوة لا يمكن أن يفسد الود الترابط أو يقلل من قيمتهما، فالقبيلتان كجبلي شدا شموخًا وارتفاعا ومهابة، ولو جئنا إلى المراكز العليا في الدولة لوجدنا الزهراني والغامدي في مواقع الشرف، وأن شاهدنا القيادات العسكرية لوجدنا هم في الطليعة وكذلك في النبوغ في الاختراع والمواقف الرائعة، والأحداث والأسماء لا يمكن حصرها في هذه المقالة وبالعودة إلى سجلات المخترعين والمبدعين نرى ما يسر الخاطر ويرضى النفس،

 ما أجمل أن نعزز هذا الجانب في نفوس الأبناء ونكشف من يحاول إحداث شيئ في النفوس وهم فئة جاهلة مع الأسف يضخمون سفاسف الأمور، ويلتقطون سقط المتاع مما تعافه النفس وتأباه الشيم، مثل هؤلاء يحتاجون إلى تشذيب وتهذيب وتوعية وتثقيف،

فزهران الأصالة وغامد الشموخ لا يؤثر فيهما تلك الفقاعات الصابونية الصغيرة

قبيلتان عريقتان عرفت بصدق الولاء للقيادة الرشيدة التي نلتف حولها بكل وفاء. سائلين الله أن يحفظ وطننا الغالي وأن يديم علينا الأمن والأمان والاستقرار في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك المفدى سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه

، وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء المحبوب الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وفقه الله وسدد خطاه الذي قفز بالوطن إلى المراتب العليا فأصبحت المملكة العربية السعودية ذات شأن عالمي ودور طليعي على المستوى الدولي في جميع الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ..

حفظ الله وطننا وأدام مجده وعزه