جيلان النهاري

٠١:٣١ م-٠٩ ديسمبر-٢٠٢٤

الكاتب : جيلان النهاري
التاريخ: ٠١:٣١ م-٠٩ ديسمبر-٢٠٢٤       18645

بقلم - جيلان النهاري 

في هانوفر المانيا في السبعينيات من القرن الماضي كنت في إحدى حدائقها أستمتع بأجواء ربيعها، وإذا بنا نسمع صوت إصطدام مزعج أربك كل من في الحديقة والا هو مركبة ترتطم بعمود إضاءة على أحد الأرصفة حيث كسرت وأطاحت المركبة عمود الإضاءة، فوقفت أراقب الحادثة، ما لفت انتباهي في لحظتها وفي خلال دقيقتين أنني وجدت رجلا قام بوضع جهاز تنبيه على مركبته وأخرج شنطة مجهزة بعدة إسعاف متكاملة وباشر الحادث وقام بإسعاف صاحب المركبة وأخذه مباشرة إلى أقرب مستشفى دون أن ينتظر الإسعاف وفي خلال دقائق تواجدت الجهات الأمنية وخدمات الطرق وبلمح البصر، وبوقت وجيز جدا وبالتوالي تم إخلاء الموقع من العربة المتحطمة، وعمود الإضاءة المخلوع وزرع عمود بديل وإصلاح الرصيف، مما أثار الإعجاب في داخلي إلى هذه المهنية السريعة في التعامل مع هذا الحادث الذي كان أمامي، وذهبت بمخيلتي بعيدا أتساءل متى تعيش بلادي هذا التقدم في الخدمات الإسعافية المشابهة والتي ربطتها بإسعاف كل من المصاب والمركبة المتحطمة وعمود الإضاءة المخلوع والرصيف المتكسر؟.

كانت تلك قصة رواها لي أحد الأصدقاء عند زيارته على السرير الأبيض، حين تجاذبنا الحديث عن التقدم الطبي والعلاجي في الوطن، وكيف أن هناك برامج كبيرة وعريضة من ضمن مشروع التحول الوطني ورؤية السعودية 2030، والتي نرى بوادرها تظهر في تواصل كل القطاعات الأمنية والصحية والبلدية في التكامل فيما بينهم وتحقيق أعلى مستويات الخدمات التي ترعى سلامة وأمن وأمان المواطن والمقيم في هذا البلد الطموح المملكة العربية السعودية، وعلينا أن نتخيل مدى مساعدة التقدم التقني في كل ذلك والتي تسعى حكومتنا في تأمين كل ما يلزم من أدوات بشرية وعلمية ومالية لتقديم ما ينفع الوطن في هذا المجال الإسعافي كما تخيله صديقي، للمصاب الإنسان، والخدمات البلدية في الطرق المصابة أعمدتها و أرصفتها.

من خلال الأنظمة المشددة على كل قطاعات الخدمات والمنصوص عليها هو تطبيق أعلى معايير الجودة، وإخضاع المقصر لأشد أنواع العقوبات من غرامات، وإشراك المواطن في التبليغ عن أي خلل أو تقصير يلمسه ويراه من هذه القطاعات، ويكون ذلك عبر التطبيقات التي نعاصرها مع هذا التقدم التقني الكبير، والتي قامت بإنشائها القطاعات الحكومية لتبقي أداءها تحت الرقابة والتقييم المستمر، والتي تؤدي إلى سرعة التجاوب والإنجاز السريع في إنهاء اي ملاحظات حتى وإن كانت عارضة لا علاقة لها بالتقصير.

الأنسنة في كل ربوع الوطن طموح يسري العمل عليه بكل جدية، ويتدرج ذلك حسب الخطط والمراحل المعدة لها، ونرى ذلك ظاهرا من خلال تجولاتنا في مدن بلادنا حيث نرى الأعمال متوازية ومتسارعة في تطوير كل نواحي الحياة فيها، من خدمات يرتقي بها الإنسان.

في مجالات التعليم والعمل والسكن والطرق والحدائق ووسائل الترفيه والتسوق والرياضة والأهم الصحة لا يمكن أن تدخل مدينة أو قرية إلا وتجد هناك مشاريعا قائمة على قدم وساق، وإن لم تجد الخدمة المرجوة أو هناك تقصير أو نقص في تكامل الخدمة فما عليك إلا أن تصور وترسل إلى التطبيق الخاص بالجهة المعنية مع التعليق وشرح يوضح الخلل أو القصور، وستجد التجاوب والتحرك السريع في معالجة ذلك.