

جمعان الكرت
بقلم - جمعان الكرت
اخذت زيارة معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ وصحبه الكرام بعدا اجتماعيا مميزًا أكثر من الجانب الرسمي، إذ أعطى معاليه صورة رائعة وصادقة لما يكون عليه كبار مسؤولي الدولة حيث التقى بالأهالي في مجالسهم واستمع إليهم، وتحدث بفقه العلماء وأسلوب الأدباء وود الأصدقاء، وعطف الأباء وإخلاص الأصدقاء.
وقد حظيت الاستماع إليه مباشرة في مجلس الشيخ محمد بن مقبل الغامدي إذا أشار معاليه في حديث أبوي حليم إلى النهج الصحيح الذي اتخذته الدولة من عهد المؤسسين الأوائل حتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله- حيث اتخذت الوسطية والاعتدال وهذا النهج الديني الذي اتخذته الدولة اتباعا واتفاقًا مع القرآن الكريم وانسجامًا مع السنة النبوية الشريفة، ونبه معاليه في سياق حديثه إلى ما ينجم عن الشطط والغلو في القول والعمل من نتائج وخيمة وضارة على المجتمع.
وحقيقة أن لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدور الكبير في الحفاظ على الخطاب الدعوي من المغالين والمفرطين في القول المؤثر في عقول البسطاء من الناس، لذا تعتبر في ظني الخطوة الأهم في إيصال الرسالة النبوية الصحيحة خصوصا وأن البعض من الدعاة يتعمد في تسخير بعض الآيات ولوي عنق معانيها بهدف تأجيج عواطف الناس والتشويش على عقولهم إلى ما يود أن يوصل إليه بأهداف معينة ليست من أجل الدين القويم والنهج الصحيح بل من أجل أيدولوجيات تخدم توجهات في الخارج، نقول بأن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد نجحت بأمتياز في الحفاظ على الخطاب الديني والمنبر الدعوي وهذا الذي ينبغي أن يكون إذا أن المغالين ليس لهم مكان على المنابر أو مواقع الدعوة الأخرى التي تواجه الناس وتؤثر في عواطفهم،
وكان حديث معالي الوزير حديثا وديا صادقا شفافًا مؤكدا أن الدولة انتهجت التوحيد الصحيح، والتعريف بدين الله ومحاسنه وفضائله محلياً ودولياً تحقيقاً لرسالة المملكة رائدة العالم الإسلامي.
وهي الدولة التي تنعم بالأمن والاستقرار والرخاء بل تعتبر الدولة الأنموذج في هذا الجانب بفضل من الله عز وجل ورؤية واعية وحكيمة من قادة وطننا الغالي الذين أخلصوا حفاظًا على شعبهم وتنمية وتطويرًا لبلادهم وحرصًا على كل شأن يرفع مكانة الدولة في كل مناحي الحياة، فأصبحت المملكة العربية السعودية ذات مكانة عالية وغالية، ذات هيبة على مستوى جميع العالم، وتحقق بفضل الله هذا التنامي الحضاري وهذا الرخاء والازدهار في كل بقاع الوطن مما يستوجب الحمد والشكر لله عز وجل أولا الذي أعطى والشكر للقيادة الرشيد التي سخرت جهودها وإمكانياتها لأن يكون للدولة كعب عالٍ ومكانة مرموقة تبهج الصديق وتغيظ العدو.
هذا التميز الفريد لوطننا الغالي ليس غريبًا؛ فقد انطلقت من أرضها الرسالة المحمدية، وشعت الدعوة الإسلامية؛ لتملأ آفاق الدنيا. يعزز ذلك وجود أطهر وأقدس البقاع (مكة المكرمة)، بها بيت الله الحرام والكعبة المشرفة، وكذا مدينة الرسول -صلى الله عليه وسلم-. كذلك هناك خصائص ومزايا أخرى، كموقعها الجغرافي الرابط بين قارات العالم القديم (آسيا وأوروبا وإفريقيا)، تحفها أهم الممرات المائية، كما تشرف على مسطحات مائية واسعة في البحر الأحمر والخليج العربي؛ ما يسهل الاتصال والتواصل بالتجارة العالمية من خلال موانئها، يزيد على ذلك مساحتها الجغرافية الواسعة بما يعادل مساحة سبع دول أوروبية؛ فتشكلت التضاريس والمناخات المتنوعة من جبال وصحارى وسواحل.. كل ذلك يزيد من مكانتها السياحية بما منحه رب العباد لهذه الأرض من ثروات وكنوز نفط ومعادن وطاقة شمسية.. نقول إن كل تلك المعطيات جعلت وطننا الغالي مكان فخر واعتزاز وهمة واقتدار؛ إذ أثمرت الرؤية المباركة من لدن سمو الأمير الشهم محمد بن سلمان حفظه الله برامج متنوعة، تلامس فائدتها كل أطياف المجتمع من جودة حياة، وتنمية قدرات بشرية، وشراكات استراتيجية، وبرامج إسكان، واستثمارات، وريادة، وتحول وطني، وتطوير القطاع المالي والصناعات.. كل تلك المنجزات تسير في منظومة مخطط لها بعناية فائقة، ودراسة عميقة، تدفعها همم الرجال بعزيمة كالجبال، وهمة تصل عنان السماء، يقف خلفها الأمير الذي أبهر العالم، وجعل المحللين السياسيين وغيرهم يتحدثون عن عبقريته الفذة ورؤيته العميقة.. شكرًا للأمير محمد بن سلمان الذي رفع كعب الوطن عاليًا في كل المجالات، وعلى جميع الأصعدة والدعاء أن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وأن يلبسه ثوب الصحة والعافية.

