

بقلم - عبد السلام القراي
سياسة المحاور شر لابد منه والشاطر من القادة السياسيين في دول العالم الثالث من يستخدم الدهاء والذكاء والمكر السياسي، لتحقيق مصالح شعبه.
وفي السودان الوطن المنكوب بالازمات بسبب السياسات الخرقاء لقادته من كل الأحزاب يمينا ويسارا في دفاتر المحاور
يحفظ التاريخ أن السودان انتقل بين المعسكرين شرقا وغربا.
فمثلا في ثورة مايو ٦٩ وطدت الشيوعية العلاقة بين قادة اليسار مع دولة روسيا، لكن المحصلة وبعد ١٦ عاما لم يتقدم ويتطور السودان في أهم المجالات سيارة "الفولجا" هل تذكرونها.
ثم جاءت فترة حكومة السيدين "العلمانية"، والتي كانت تُكرِس للديمقراطية على حد تعبير قيادتها، وأيضا النتيجة أن الديمقراطية تحولت إلى "فوضى خلاّقة"، فكان الانهيار في كل مفاصل الدولة لدرجة أن المتمردين من جنوب السودان كادوا أن يصلوا للمدن الشمالية ومن الطبيعي أن تسقط حكومة السيدين.
ولأن أحزاب اليمين كانت تترصد وتتحين الفرص للاستيلاء على السلطة فكان الانقلاب الكيزاني في يونيو عام ٨٩ لتجئ توجهاته أي النظام الكيزاني ضد الدولتين العظميين أمريكا وروسيا.
وذلك من خلال الشعارات القوية لقادة "الكيزان" أمريكا دنا عذابها، والقائمة تطول من الشعارات الاسلامية التي لم تنزل لأرض الواقع "كذبة كبيرة".
بل على العكس عندما ضيّقت أمريكا الخناق على الحكومة الكيزانية البائدة تراجع قادة الكيزان وبدأوا في مفاوضات سرية مع أمريكا وقبل أن تأتي هذه المفاوضات أُكلها سقطت حكومة الكيزان.
في فترة حكومة قحت فرح منسوبوها برفع العقوبات الاقتصادية عن السودان مع أن قادة الكيزان هم من بدأوا التفاوض مع أمريكا.
واليوم في ظل الحكومة الهجين ( عسكر وحركات مسلحة) استمرت المناورات والمشاورات سياسيا حيث استخدم قادة الجيش عدة أساليب الهدف منها تحقيق مصالح الشعب السوداني وحتى هذه اللحظة ما زالت المناورات مستمرة شرقا وغربا فأمريكا تقترب وتبتعد حسب مصالحها وقادة الدب الروسي يسعون بكل قوة لإيجاد موضع قدم في السودان.
بالمقابل تسعى أمريكا لقطع الطريق على الاطماع الروسية وها هي تثبت جدية من خلال مهاتفة وزير الخارجية الأمريكي بلنكن مع السيد البرهان.
والكرة الآن في ملعب قادة الجيش فهل ينجحون في قلب الطاولة على الامريكان وإنهاء ( اللؤلؤة الامريكية فيما يتعلق بسياستها تجاه السودان وذلك من خلال الارتماء في حضن الدب الروسي.
نحن كشعب مغلوب على أمره لم نحس بجدية القادة الروس في زحلقة الامريكان من السودان.
البعض يقول إنها لعبة الكبار بحثا عن المصالح والتي تفوح منها رائحة "القذارة"
بعض المتشائمين يرون أن السياسة الدولية لعبة قذرة فهل نسلم من هذه القذارة الأمريكية وأيضا الروسية.
نعم لكن بطريقة واحدة هي تفعيل كل آليات منظومة "الإرادة السياسية"والآن الشعب السوداني الممانع يقف بقوة مع قواته المسلحة فالمطلوب أن يتصرف قادة الجيش وهم يضعون في حساباتهم المصالح العليا للشعب السوداني
ما بين أمريكا دنا عذابها، شعار كيزاني وبين نرفع راية هم خلوها فوق السارية متكية شعار يساري ما بين الشعارين الأجوفين ضاعت "معالم السودان"، ودمتم سالمين بصحة وعافية.. يا حليل السودان ليس له وجعاء.

