

منى يوسف حمدان الغامدي
مؤشرات السعادة والطاقة الإيجابية في الحياة
بقلم / منى يوسف الغامدي
Myghamdi2030@gmail.cim
بدايات اليوم وإشراقة الشمس كل صباح وأنت تنعم بصحة وعافية وتقبل على الحياة من جديد وتستنشق الهواء العليل وتعيش بأمن واستقرار وسلام يغمرك داخليا وخارجيا لابد أن تستشعر السعادة الحقيقية ، فالعافية في الأبدان والأمن في الأوطان والرزق المتجدد وإن كان عملا بسيطا لكنك قادر على الإنجاز والعطاء والاستمرار في مواجهة تحديات الحياة حتما وصدقا ستغمرك السعادة.
أتذكر جيدا بدايات عملي في قرية من قرى المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم وكنت حينها أعمل بعقد بند 105 ، الطريق مزدوج باتجاه منطقة القصيم ، يوميا أخرج من بيت والدي – حفظه الله- ومشاعر مختلطة تنتابني ما بين الخوف والقلق وعدم الرضا أحيانا عن العمل الذي لم يكن هو غايتي ومرادي ، ومع الأيام اعتدت الطريق وأحببت الصحبة وواجهت الحياة بابتسامة الرضا التي تعطيني شخصيا الأمل في أن الغد حتما ولا بد أجمل وأن أقدار الله كلها خير نحن نجهله ولكن الله وحده هو من يختار لنا الأفضل. بعد سنوات طويلة من العطاء ولله الحمد أيقنت أن الرضا سعادة وأن الحب سعادة وأن الصحبة الطيبة سعادة وأن إدراك رسالتك ومهمتك في الحياة سعادة .
نحن اليوم نتحدث عن رؤية وطن ومعايير جودة الحياة السعودية ومؤشرات السعادة ، قبل أيام التقيت بجيل المستقبل من شابات الوطن في مدرسة تضم بنات منسوبي تحلية المياه في ينبع ومع كافة منسوبات المدرسة تحدثنا عن مؤشرات السعادة في السعودية وكيف نعيش الواقع الأجمل وكيف ننطلق نحو العالم المتقدم ونساهم في رفع مؤشرات السعادة ، التخطيط الجيد للتوازن في الحياة وتحديد الأهداف المستقبلية بذكاء وواقعية وهمة عالية والاستثمار في العقل البشري ومواكبة مستجدات الحياة اليومية والبحث عن الشغف الحقيقي الذي نعيشه حتى يكون انجازنا متميزا ومختلفا ويشار له بالبنان. تحدثت عن استثمار سنوات الشباب وهي الأرض الخصبة التي نزرع فيها لنحصد غدا في المستقبل. الاستثمار في الأوقات هو غنيمة لمن يبحث له عن مكان ومكانة تليق بطموحاته. الطموحات وصناعة الاسم المتميز يحتاج خططا مستقبلية فائقة الجودة. ان تعلمنا في أروقة مدارسنا ومنذ طفولتنا معايير الجودة والإتقان في كل ما نقوم به في حياتنا ستكون لنا الصدارة في كل شؤون الحياة. نيل المعالي ليس بالتمني إطلاقا هو جهد ومثابرة والبحث مليا في أغوار النفس البشرية القادرة على صناعة المنجزات النوعية أمر أدركه المتميزون في عطاءاتهم، النجاح لايأتي على طبق من ذهب لمن يطيلون السهر بدون هدف. ختمت حديثي مع أمل المستقبل عن (نظرية الايكغياي )اليابانية التي تنطلق من العمل بشغف واكتشاف الدور الحقيقي لكل انسان على وجه الأرض والاقبال على ما نقدمه بكل حب وشغف بعيدا عن المردود والمقابل المادي فقط كيف ننطلق للحياة والعمل ونستغرق في كل ما نقوم به بدون تذمر ولا النظر للوقت وكيف ينساب ونحن مستمتعون بما نقوم به . إنه الحب صانع المعجزات ومحقق المنجزات .
الايمان العميق بأن سعي الإنسان في الأرض سيصل حتما إلى أهدافه ومبتغاه هو عقيدة راسخة بأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى . السعادة تكمن في قلوب نابضة بالحياة متجددة بالعطاء وتبحث دوما عن المتميزين في تفاؤلهم وحبهم لوطنهم ليكونوا لهم أصدقاء يتشاركون الأحلام والتطلعات ويرسمون المستقبل الأجمل الذي يليق بوطن يعانق السحاب وهمم لا تعرف الا أعالي الجبال . دمتم سعداء محلقين في الآفاق بابتسامة تعلو محياكم وتبث الأمل في نفوسكم ولمن يحيطون بكم ويحظون بصحبتكم .

