بقلم - سانيا ساكينوفا 

أستانا -  ألماتي  هي واحدة من أكثر الوجهات الجذابة في كازاخستان، وذلك لسبب وجيه. ستأخذك بضع ساعات فقط بالسيارة من المدينة الأكثر خضرة في البلاد إلى عجائب طبيعية متنوعة، من الأبراج الصخرية في Charyn Canyon إلى بحيرات Kolsai وKindy الساحرة.

تشارين كانيون: وادي القلاع

غالبًا ما تتم مقارنتها بجراند كانيون في الولايات المتحدة، تعتبر تشارين فريدة من نوعها في حد ذاتها. من الصعب الآن أن نتخيل أن هذا المكان كان مغمورًا بالكامل بالمياه. على مدى ملايين السنين، أدت التأثيرات المشتركة للمياه وعمليات التجوية على الصخور الرسوبية إلى تكوينات غريبة مثل الأعمدة والأبراج والمصليات، المعروفة مجتمعة باسم وادي القلاع.

ويمتد هذا الوادي على مسافة 2.7 كيلومتر، وهي مسافة يمكن للسائح استكشافها سيرًا على الأقدام مع الاستمتاع بالمناظر الخلابة. يمتد الوادي بأكمله لمسافة 154 كيلومترًا.

من بين المواقع الرائعة داخل تشارين يوجد مضيق الساحرة الغامض، حيث يقضي السحرة، وفقًا للأساطير، سبوتهم. من المفترض أنهم ألقوا السائحين الباقين من الأعمدة الحجرية إلى الهاوية. لكن هذه مجرد حكايات، ولا يتميز هذا الجزء من الوادي إلا بصخوره السوداء.

هناك مكان آخر مثير للاهتمام، يُعرف باسم قوس الحب، ويرتبط بأسطورة حول صراع الحب والمال. غالبًا ما يعرب الزوار عن أمنياتهم أثناء مرورهم تحتها.

يقترح المرشدون السياحيون أن نهر تشارين، الذي يتدفق في قاع الوادي، هو نقطة نهاية المنتزه. مقابل رسوم رمزية، يمكن للمرء العودة على متن حافلات PAZ السوفيتية، ولكن بعد الساعة 11 صباحًا فقط، يمكن لأولئك الذين يستمتعون بالمشي لمسافات طويلة الاستمرار في استكشاف المكان سيرًا على الأقدام. يُنصح باستخدام أعمدة الرحلات لغير المستعدين، حيث سيتعين على المرء المشي كثيرًا حيث تبلغ مسافة الرحلة ذهابًا وإيابًا ما يقرب من ثلاثة كيلومترات.

بحيرات كولساي: سويسرا الكازاخستانية

من الصعب تصديق أنه في غضون ساعتين أخريين من Charyn Canyon، يتحول المشهد تمامًا عندما تقترب من بحيرات كولساي، والتي يشار إليها غالبًا باسم سويسرا الكازاخستانية. الرحلة مذهلة، حيث تؤدي المناظر الطبيعية المتغيرة إلى ثلاث البحيرات الجبلية الجميلة.

نقطة النهاية هي ببساطة لالتقاط الأنفاس. تشكل بحيرات كولساي، المحاطة بمنحدرات جبلية شديدة الانحدار ومغطاة بالغابات، شلالًا على ارتفاعات مختلفة. المياه، التي يتراوح لونها من الأزرق الداكن إلى الزمرد، تحدها أشجار التنوب تيان شان والمروج الألبية.

يمكن للزوار النزول سيرًا على الأقدام أو بواسطة حافلات PAZ أو على ظهور الخيل. على طول الطريق، هناك محطات استراحة حيث يمكنك تناول الطعام والتقاط أنفاسك. إذا تحليت بالصبر ونجحت في الوصول إلى الأسفل، فيمكنك القيام بنزهة بجوار الماء مباشرةً. على الرغم من أن المساحة محدودة، إلا أن هناك أيضًا شرفات مراقبة متاحة للاستخدام.

بحيرة كيندي: الغابة الغارقة

للوصول إلى بحيرة كيندي، يعود الزوار من بحيرات كولساي عبر قرية ساتي، حيث تنتظرهم حافلات PAZ بالفعل. تعتبر الرحلة إلى هذه البحيرة مغامرة في حد ذاتها، حيث تمثل الطبيعة البكر تحديات، وتتنقل وسائل النقل أحيانًا مباشرة عبر الماء. يُظهر السائقون مهارات رائعة من خلال المناورة على طول المنحدرات الجبلية، مما يضمن الحصول على جزء من الأدرينالين.

إذا كان هذا الجزء غير كاف، فإن المحطة التالية توفر حافلات PAZ أصغر يسهل التنقل فيها على الطريق الضيق والأكثر انحدارًا بشكل ملحوظ إلى كيندي. وبدلاً من ذلك، يمكنك النزول والصعود على ظهور الخيل، وهو أمر يوصى به بشدة. يعد الاستمتاع بالمناظر أثناء ركوب الخيل أسفل المنحدرات الجبلية وعلى طول النهر أحد أكثر التجارب التي لا تنسى.

وهنا يمكن للسياح أن يتوقعوا مشهدًا غامضًا حقًا – الغابة الغارقة. كيندي تترجم إلى البتولا باللغة الكازاخستانية، وتم تسمية البحيرة على اسم بستان البتولا الذي تمر عبره. ومع ذلك، تنمو أشجار التنوب تيان شان على طول ضفتيه. تشكلت مياه البحيرة نتيجة لزلزال هائل وانهيار أرضي لاحق في عام 1911، ويتنوع لون مياه البحيرة من الزمرد إلى الفيروزي حسب الموسم، مما يجعلها منظرًا ساحرًا.

وعلى عكس كولساي، لا توجد أماكن لتناول الطعام بالقرب من بحيرة كايندي، لكن المناظر الطبيعية الخلابة كافية لتجعلك تنسى الطعام لفترة من الوقت.

غالبًا ما يقترح المرشدون السياحيون في  ألماتي  زيارة كل هذه الأماكن في يوم واحد، على الرغم من أنه يمكنك السفر بمفردك، لأن العلامات ستمنعك من الضياع. الدخول إلى المتنزهات الوطنية يتطلب دفع رسوم؛ قد تفتقر بعض المناطق إلى تغطية الشبكة. سواء كنت سائحًا أجنبيًا أو محليًا، فإن التنوع الطبيعي حول  ألماتي  سوف يتركك في حالة من الرهبة، سواء قمت بزيارة هذه المعالم السياحية  في يوم واحد أو على مدى عدة أيام.