

منى يوسف حمدان الغامدي
نساء الوطن في مواجهة آفة المخدرات
بقلم منى يوسف الغامدي
الحرب على المخدرات حملة وطنية بقيادة سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، حملة تضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار الوطن ، ومن يعيثون في الأرض فسادا وفتكا بمقدرات الوطن وشبابه سيجدون من يتصدى لهم بكل حزم وقوة ، لأن الإنسان وخاصة فئة الشباب- هم الثروة الحقيقية التي تسعى كل شعوب الأرض لاستثمار طاقاتهم وعقولهم وقوتهم الفكرية في بناء أوطانهم ودفع عجلة التنمية والمشاركة الفاعلة في صناعة الحضارة الإنسانية .
البيت والأسرة المحضن الحقيقي لكل إنسان، والأم هي الحضن الدافيء الذي يتعرف عليه الطفل في أول علاقاته مع البشر بعد أن يخرج من رحمها، لذلك إعداد الأم الحاضنة المربية أمر عظيم، هي أول من يلاحظ ويراقب التغير الذي يحدث في تصرفات وسلوكيات ومزاج أحد أفراد أسرتها إن استشعرت بقلبها وعقلها وقربها من فلذات أكبادها الخطر المحدق بمملكتها الخاصة ، الأسرة هي نواة المجتمع والعناية بها وبشؤونها أمر جد مهم فالاستقرار والأمان في البيوت والبعد عن العنف والترابط بين أفراد العائلة كفيل بمواجهة أي خطر يستهدف هذا الكيان .
سألت ابني يوما في حوار لن أنساه ماحييت، قلت له : كيف يستطيع مروجو المخدرات التقرب من الشباب وعرض بضاعتهم المدمرة عليهم ، فقال لي: ببساطة هم يبحثون عن من يجدون لديه ضعفا في التواصل مع أهله ومن يعاني من مشاكل أسرية ويعيش بعيدا عن أنظارهم ومن يعاني من ضعف الثقة والشخصية المكتئبة التي لا تعرف لها هدفا في حياتها ولديهم المال ويعاني نفسيا واجتماعيا أي أنهم يبحثون عن الضعفاء المنكسرون المحطمون المهمشون في بيئاتهم ، عندما لايشعر الآباء بأبنائهم ومعاناتهم ولايحققون لهم الأمان والدفء والحب ولا يشاركونهم صناعة القرار ولا يتدثون معهم حديث الكبار ولايعرفون اللغة التي يتحدثون بها وتروق لهم تكون هنا الفجوة كبيرة والصيد لهم يكون سهلا وممكنا من قبل مروجي المخدرات.
المدرسة والجامعة ودور التعليم هي المكان الذي يرتاده الطفل أولا والشاب ثانيا في مرحلة متقدمة من عمره بعد بيته ، إن وجد غاية مراده واستطاع تحقيق أحلامه وربط بينه وبين منسوبي المدارس والجامعات علاقة روحية وإنسانية متميزة لن يكون هناك خطر بل سيكون مخرجنا التعليمي قويا متسلحا بالعلم والمعرفة محددا لأهدافه وساعيا لنيل أعلى درجات العلم ويسهم بقوة في بناء وطنه.
الحديث عن دور المرأة السعودية في مواجهة خطر المخدرات ينطلق من البيت والمدرسة ويصل بنا إلى الكوادر الوطنية من بنات المملكة في وزارة الداخلية وفي مكافحة المخدرات وفي الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات تحديدا، لابد أن يسطر قلمي بمداد من الفخر والاعتزاز عن نساء يشاركن الرجال في تأدية المهمة الوطنية باقتدار وحرفية ومهنية عالية وكان لي شرف صحبتهن في عمل تطوعي وتكليف أتشرف به في مسيرتي المهنية والتطوعية لأرى بأم عيني تلك الجهود التي تبذلها نساء الوطن تخطيطا وتنفيذا وقيادة متميزة تمثلت في شخصية أكرمني الله بصحبتها وتعلمت منها الكثير من فنون القيادة النسائية التي تحرص على معايير الجودة والتميز في الأداء وتهتم بلغة الأرقام والرصد والتوثيق والمتابعة المستمرة على مدار الساعة لا تعرف وقتا محددا للعمل كل الأوقات هي للوطن وأنعم بها من روح وطنية جمعتني بالأستاذة القديرة هناء الفريح والتي تنقلت معها وفريق العمل بين مدن وقرى وهجر المملكة نقوم بدورنا التوعوي وقدمت معهم عددا من أوراق العمل والورش التدريبية في الجامعات والكليات والمدارس ونفذنا معا برامج لعالم الطفولة المبكرة وتعزيز القيم وأقمنا المعارض التوعوية في المراكز التجارية وفي الأندية الترفيهية وبالتنسيق مع الشركات البترولية في ينبع الصناعية كل هذه الفعاليات تم توثيقها ورصدها ورفعها للجهات المختصة لتوثق منجزات المرأة السعودية في هذا المجال الهام خدمة للوطن وتأدية للأمانة.
وفي عالم التدريب الذي يستهويني ويتفق مع مهام عملي التربوي والتعليمي تعرفت على شخصية آسرة لها حضورها المميز في هذا المجال انها الأستاذة عواطف الدريبي ، وفي مجال الإعلام والعلاقات العامة تألقت وتميزت الأستاذة عفاف الثنيان ، هذه الأسماء من بنات وطني ليست هي الوحيدة ولكن هذه نماذج مضيئة من بنات المملكة المؤمنات بأهمية الدور الذي تقوم به المرأة السعودية في مواجهة هذا الخطر المحدق بشباب وبنات الوطن .
وعلى ضفاف البحر الأحمر اجتمعت بنساء مكافحة المخدرات في محافظة جدة وتعرفت من خلال هذا الاجتماع على امرأة غمرتني بتواصلها الإنساني وخبرتها في مجال مكافحة المخدرات الأستاذة عبير الحارثي تعلمت الكثير من عطائها ومن مداخل وتفاصيل العمل التوعوي وهي من تنتمي رسميا لمكافحة المخدرات، وكنت متطوعة تبحث عن الاتقان في أداء عملها ووجدت مع هذا الفريق البيئة الخصبة لتطبيق معايير الجودة والتميز في الأداء.
بكل صدق وأمانة أخط بقلمي كلمات للتاريخ يا نساء الوطن في مكافحة المخدرات أنتن فخر المملكة ومحل ثقة القيادة الحكيمة سطرتم في سجلات الإنجازات الوطنية عطاءات تكتب بمداد الذهب ومازال دوركن باق لبذل المزيد من العطاءات، ولن يخذلنا الله رجالا ونساء في مواجهة هذه الآفة ونحن على قلب رجل واحد لأن كلا منا له دوره ومهمته ومكانه وسيقف سدا منيعا في مواجهة كل الأخطار، اللهم إنا نستودعك أغلى وطن قيادة وشعبا وأرضا مباركة كن لنا عونا وحفظا وتمكينا وسدادا.

