














المحرر الثقافي محمد الحارثي
أقيمت أمسية أدبية يوم الأثنين من الثالث عشر من شهر مايو الحالي بمقهى روشن بالتعاون مع الشريك الأدبي محاضرة عن أحد أعظم شعراء العصر الأموي وكانت بعنوان: "جرير أبلغ شعراء عصره" والتي تعتبر مسك ختام امسيات المقهى والتي تعتبر ايضا من الأمسيات الجميلة والشيقة وذلك بإشراف مباشر من المشرفة على منتدى المقهى الأديبة والتربوية الدكتورة هيفاء فقيه وضيفا هذه الأمسية هما الأديب والشاعر الأستاذ عبدالعالي الحارثي وبمشاركة من الأستاذ محمد المالكي في إثراء هذه الأمسية والذي يحمل شهادة الماجستير في الأدب من جامعة أم القرى ومتخصص في الشعر الأموي والذي إستهل الأمسية عن الشاعر الكبير جرير الذي عاش في عصر خلفاء بني أمية وتحدث المحاضر من واقع رسالة الماجستير التي كانت عن شخصية هذا الشاعر الفحل ومنها ما اردنا ان نوجزها لضيق المساحة وهي عن مظاهر الحضارة الإجتماعية وصورتها في شعره واشتمل على عدة مباحث ، وهي المنسوجات والملبوسات في المبحث الأول والحلي والمجوهرات في الثاني وأدوات الزينة والعطور في الثالث كذلك تناول عن مظاهر الحضارة العلمية وصورتها وإشتمل على عدة مباحث من اهمها: الكتابة وادواتها في المبحث الأول والألفاظ الفارسية والمعربة في الثاني والطب البشري والأمراض في الثالث والموسيقى والغناء في الرابع والأخير هو عن مظاهر الحضارة الصناعية والتجارية وماذكره عنه على الرغم أنه عاش أكثر عمره يناضل شعراء زمنه و يساجلهم إلا أن كان شعره عفيفا وفيما ذكره الجمحي عن هذا الشاعر على لسان أحد الأعراب قوله: "بيوت الشعر أربعة فخر ومديح ونسيب وهجاء وفي كلها غلب جرير" فتطرق لموقف الشاعر مع الشاعر الراعي النميري حين هجاه جرير في بيته المشهور حتى أن قبيلة نمير بعد هجاء جرير لها لم تقم لها قائمة بعده حين أنشد بقولة:
فَغُضَّ الطَرفَ إِنَّكَ مِن نُمَيرٍ
فَلا كَعباً بَلَغتَ وَلا كِلابا
وعرج المحاضر على شعر الغزل لهذا الشاعر العملاق وذكر منها بيت تعده العرب أبلغ بيت قيل في ابغزل وهو الذي يقول فيه:
إِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ
قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيِينَ قَتلانا
وأردفه بالبيت الأخر
يَصرَعنَ ذا اللُبَّ حَتّى لا حِراكَ بِهِ
وَهُنَّ أَضعَفُ خَلقِ اللَهِ أَركانا
كذلك تطرق لمواقف الشاعر مع الفرزدق فكان الهجاء بينهم سجال على الرغم انهم ينتمون لقبيلة واحدة ولكن جرير يتحاشى القبيلة في هجائه وعلى الرغم من العداوة التي إستمرت بينهما زمننا طويلاً لكن جرير تأثر حين توفي الفرزدق ورثاه بعدة أبيات يقول في بيت منها:
لَعَمري لَقَد أَشجى تَميماً وَهَدَّها
عَلى نَكَباتِ الدَهرِ مَوتُ الفَرَزدَقِ
حينها ازف الوقت المحدد للأمسية وكان الحضور في حالة من الإنسجام التام مع هذه القامة الأدبية التي كان نجم الأمسية بدون منازع ليعلن فريق تدفق الثقافي المنظم لهذه الأمسية عن إنتهائها فقامت الدكتورة هيفاء فقيه بتكريم الشخصيتين اللتان أحيا هذه الأمسية وسلمتهما شهادتي شكر وتقدير فما كان من الأستاذ عبدالعالي الحارثي إلا أن قام بإهداء صاحبت المنتدى بمقهى روشن الدكتوره هيفاء قصيدة من الشعر الفصيح بمناسبة زواج إبنها في لوحة جميلة بالبرواز مكتوبة بخط اليد كما أنه أهداها لوحة أخرى لقصيدة سابقة له يثني فيها على نشاط المقهى الثقافي بذكر راعيته بالإسم "هيفاء" عرفانا وتقديرا منه على حهودها في هذا الحراك الثقافي المميز للمقهى كذلك مع ذكر فريق تدفق الثقافي وجهوده في هذا الحراك وبعدها إلتقطت صورة جماعية للحضور مع ضيفي الأمسية بإعلان إنتهاء نشاط مقهى روشن على أمل أن يتجدد اللقاء قريباً.

