الكاتب : النهار
التاريخ: ١٠:٤٤ ص-٢٠ فبراير-٢٠٢٤       29040

المحرر الثقافي محمد الحارثي

كان مرتادي  مقهى ريناز بالعوالي بمكه  بأمسياته الثقافية ومن محبي الأدب وفنونه وخصوصاً الرواية من يوم السبت السابع عشر من شهر فبراير على موعد مع  الروائي المصري طارق امام  والقادم من أرض الكنانة والتي إنطلقت منها النهضة العربية وحركة التنوير ليست في مصر فقط بل إمتدت لبلاد العرب قاطبة بدءا من القرن التاسع عشر للميلاد بروادها الأوائل فاناخت رحال هذا الروائي الجميل بمكه المكرمة أرض النور ومهد الرسالة ومهد لغة العرب هذه اللغة التي شكلت ملامح هويتنا الثقافية نحن العرب وفي المقابل كانت تحاوره شخصية غير عادية وهي ليست إعلامية ولكنها أديبة مثله تصيغ لغتها الجميلة كما يصيغ الصائغ حٌلي الذهب ولا أعتقد هناك أفضل من يتحاور مع صناع الرواية بمثل براعة وإقتدار الأستاذة عهود القرشي التي تجعلك مندهش من لغتها وفصاحتها ومهارتها وفطنتها وإستنتاجاتها في إدارة اي حوار فهي بالفعل وجه مُشرق للثقافة العربية من جيل الشباب فكانت المٌحاضَرة للروائي طارق إمام عنوانها: "ألوان السرد مع طارق إمام ... من الرواية إلى القصة القصيرة جداً" من خلال المحاور التالية :
القصة (مقومات القصة الناجحة - القصة مابين الأصالة والمعاصرة)
الرواية (مهارات كتابة الرواية الحديثة - عوائق كتابة الرواية)
العناصر المشتركة بين القصة والرواية
الكتابة الأدبية وقضايا المجتمع
وإستهلت الحوار المحاوره التعريف بالضيف فذكرت بأنه كاتب روائي مصري مواليد 1977م يعمل صحفيًا ويشغل منصب نائب رئيس تحرير مجلة "الإذاعة والتليفزيون". 
صدر له ٦ مجموعات قصصية و٧ روايات شارك في ورشة "الندوة" التي تنظمها الجائزة العالمية للرواية العربية للكتاب الشباب الموهوبين في عام 2010، ورشحت روايته "ماكيت القاهرة" في القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية البوكر عام 2022. وعددت الجوائز التي حصل عليها خلال مسيرته مع الكتابة للرواية والقصة فذكرت بأن الضيف عاش في بيئة تهتم بالكتب وتشتغل على الترجمة فوالده كان مترجم فكان هذا الجو له اكبر تأثير عليه والتي شكلت شخصيته وفي مساره في فن الكتابة ومنها للراوية والقصة والمحاورة قبل أن توجه للروائي طارق إمام الأسئلة إستعارة شطر من بيت للمتنبي مشهور عن جليس الكتاب فقالت "خير جليس في الزمان رواية جميلة" وهي محقه في ذلك لأن الرواية الأكثر قراءة من بين الكتب حينها وجهة له سؤال تقول فيه: 
مالذي يجعل الرواية ناجحة في رأيكم؟ فاستهل الحديث هذا الروائي بأسلوب ممتع وبلغة تخاطب الحضور فذكر بأن الرواية بحر وأقوى أدواتها اللغة وتحدث عن إنكار الذات في الرواية ليجعل من البطل حكاية وليس من يرويه وتحدث هذا الروائي عن شخوص الرواية دائما ماتكون المرأة مهمشة بينما الرجل هو البطل ولكنه خالف هذا العرف فجعل المهمش في الصدارة اي ان هذا الروائي برع في إعادة صياغة النص في السرد فأسهب في الحديث عن كيف تكتب رواية مميزة وفي آخر الأمسية قرأ على الحضور بعض من نصوصه القصصية نالت على إستحسان الجمهور وبعدها ختمت الأستاذة عهود هذه السهرة الثقافية مع الضيف بإتاحة الفرصة للحضور بالتداخل مع الأستاذ طارق وتمحورت تساءلاتهم وأسئلتهم حول ماتحدث عنه الضيف وخصوصا عن الروايات الأجنبية التي ذكرها في ثنايا حديثة والبعض أبدى إعجابه بأسلوبه في الحديث حول موضوع الأمسية وكان هناك تناغم ملحوظ بين هذا الروائي والحضور وحينها قدمت الأستاذة   عهود القرشي بتسليم هدية رمزية للضيف مقدمة من المقهى كما كانت الأستاذة اسراء الحربي المشرفة على النشاط الثقافي للمقهى شعلة من النشاط محتفية بالحضور والضيف والمحاوره بكل أريحية وإبتسامة وربما هناك نقطة لابد أن ننوه عليها وهي إعجاب هذا الروائي بهذه الحركة الثقافية النشطة الغير مسبوقة بالمملكة ووجه شكره وتقديره لوزارة الثقافة ولهيئة الأدب والنشر والترجمة على هذه الجهود الكبيرة كما أنه أبدى إعجابه الشديد بأسلوب الأستاذة عهود في إدارة الحوار معه فكان يثني على تحضيرها من خلال المحاور التي طرحتها عليه وعلى سعة ثقافتها واللافت بهذه الأمسية كثافة الحضور والتي إكتضت بهم قاعة المقهى ومن بين الحضور البروفسر عبدالمجيد الطيب عمر والأستاذ عبدالعالي الحارثي والأستاذ عماد ابو علامة والشاعر عبدالعزيز بادومان والأستاذ وليد فلاته وغيرهم من سيدات المجتمع المكي