

لواء م عبد الله ثابت العرابي الحارثي
المجتمع السعودي.. همّة وشُموخ تكسّرت عليها سهام الأعداء
سعت المملكة العربية السعودية منذُ توحيدها على يد المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيّب اللهُ ثراه - على ترسيخ مباديء وقيم هذا الوطن العظيم مُرتكزة على التآخي والمودة والمحبة لتحقيق السِّلْم بين كل مُكوناته، وجعلت من المواطنة السقف الذي يعيش الجميع تحت مظلتها متساوين في الحقوق والواجبات.
كما وقفت بحزمٍ وقُوّة في وجه من يسعى إلى زعزعة هذا الاستقرار من خلال إحياء النعرات والخطابات والأُطروحات غير المسؤولة التي تُشوِّه تلاحم المُجتمع أو تنتقص من أحد مكوناته أو تفضل أحدهم على الآخر.
و كان دور الدولة أيّدها الله جلي وواضح وحازم، انطلاقًا من إدراكها بأثر هذا التوافق والتوأمة والتعايش بين مُكوّنات المجتمع السعودي لتعزيز الهوية الوطنية وعلى الاستقرار والتطوير والتنمية.
وهناك دورٌ مُماثل لا يقل أهميّة على المواطن السعودي كركيزة أساسيّة ودور مهم للنخب والمفكرين والأدباء والإعلاميين ومؤسسات المجتمع المدني كافة، وهو ما يجب أن ننتبه له ونقف جميعًا ضده وهو ظهور الأطروحات السطحية من بعض الفئات سواءً كان ذلك الطرح من منطلق التفاخر أو حتى التعنصر البغيض خاصة التي لها أهداف خفية خبيثه تهدف إلى التفرقة وإيقاظ الفتنة.
وللأسف البعض يسوق عبر أطروحاتٍ غير دقيقة وغير رزينة وغير مسؤولة أو محسوبة العواقب باللمز والتلميح والتصريح أحيانًا إلى أنَّ المُكون القبلي أو غير القبلي بقصد الإقصاء وعدم التعايش مع الآخر، ولكن بفضل الله ثم السياسات الحكيمة للدولة لم تعد هذه االفئه غير السوية لأنها منبوذة من أفراد المجتمع السعودي الواحد المُنصهر والمتمسك بقيمه ومرتكزاته، ولاغرابة أنَّ أعداء الوطن يستغلون بعض الضعفاء الشواذ فكريًّا وسلوكيًّا ومعرفيًّا لبث سمومهم، ورغم ذلك نرى هذا النفس المُشوّه يظهر بين الحين والآخر في بعض الطرح في مواقع التواصل الاجتماعي أو بعض الأعمال المرئيّة، ومما يُسعدنا كمواطنين ويُفرحنا هو التصدي لهذا الطرح، والرفض والنبذ القوي، وهذا غير مُستغرب من أبناء وبنات الوطن المُوحد بحمد الله تحت راية التوحيد.
ويُعوّل كثيرًا على هذا الوعي العام الوطني بأن كل من يعيش على ثراء هذا الوطن يفتحر بمواطنته ويسعى ويُسخّر إمكاناته من أجلِ وطنه الشامخ المُزدهر، وخير دليل على تماسك وتلاحم هذا الوطن مع قيادته ومع بعضه البعض هو تكسر كل الحملات الشعواء التي يشنها أعداء الوطن سواء من هذا الباب أو من غيره، نعم تتكسر على جدار إيمانهم الراسخ بأنهم جميعًا فداءً للوطن إنطلاقًا من عزيمتهم وهمتهم التي وصفها سمو سيدي ولي العهد - حفظه الله - بأنها همة مثل جبل طويق وأنهم في مستوى المسؤلية التي قال عنها قائد الرؤية "إن أعظم شيء تملكه السعودية هو المواطن السعودي".
والحقيقة الزاهية التي نفخر بها وندعو الله في إستمرارها هي هذا التلاحم وهذا التآخي لهذا الشعب العظيم الذي أبهر الأعداء وجعلهم في حالةٍ من الذهول والرهبة والخذلان في آنٍ واحد رغم مخططاتهم الخبيثة لإيقاع الفتنة بينهم وشق عصا لحمتهم إلا أنّها تتكسر أمام شموخ وهمة الشعب السعودي النابه وأنهم يزيدون اعتصامًا بوطنهم المؤيدون لقيادتهم، فأصبح من يراهنون عليه يعملون ألف ألف حساب لردات فعله وغضبه وقوة بأسه في الذود عن الوطن بكل الوسائل ضد أي عمل مشين يحيكه الأعداء تجاه الوطن الحبيب .
حما الله وطننا الغالي وقادته ومواطنيه من كل مكروه، وأدام عليه أمنه واستقراره في ظل قيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظهم الله.
لواء م عبد الله ثابت العرابي الحارثي

