النهار- حسن بن محمد الزهراني
يقدّم الأديب الشاعر حسن بن محمد الزهراني لوحة شعرية مفعمة بالروحانية والوفاء، يستحضر فيها ملامح السيرة النبوية العطرة منذ مولد الحبيب المصطفى ﷺ، مرورًا بمبعثه الشريف ورحلتي الإسراء والمعراج، وهجرته المباركة، حتى تأسيس دولة الإسلام وعلوّ شأنها.
وهي قصيدة تنبض بالإيمان وتفيض بالحب الصادق، لتجسد عظمة الرسالة وخلود الذكرى، وتنشرها صحيفة النهار السعودية لقرّائها الكرام.
🟢{ فلق الحق }🟢
🔹▫️▫️🔹
تهلّلَ وجهُ هذا الكون بِشرا
وزفَّ إلى القلوب البيض بُشرى
وسبّحتِ الملائكة ُ ابتهاجاً
وفاحت (مكةُ) الإسلام عِطرا
لقد وُلِدَ (الحبيبُ) فأيُّ يومٍ
كهذا اليوم في التاريخ قدرا؟!
وأشرق نورُهُ في كل شبرٍ
من الدنيا كسا برّاً وبحرا
وزُلزلَ عرشُ ( قيصر) فرطَ خوفٍ
وخرَّ مهابةً إيوانُ (كِسرى)
وأطفأ بردُهُ نيران قومٍ
أضاعوا العمر حول النار هدرا
حبيبُ الله جاء لسانُ صدقٍ
لِنهر الخيرِ بين يديهِ مجرى
طفولتهُ البريئةُ سِفْرُ حزنٍ
يجرُّ بها حِصان اليتم عُسرا
ولُقّبَ (بالأمين) وكان حقّاً
أميناً صادقَ الإحساسِ حُرّا
إلى (الغار) المُطهّر كان يأوي
ويقضي الوقتَ تفكيرا ًوشُكرا
ولمّا جاءه (جبريلُ) يُهدي
إليهِ من الإلهِ الحقِ (اقرا)
تحمّل عِبئَها ومضى بحزمٍ
وإيمانٍ يُحِيلُ الصّخرَ تِبرا
وأُسريَ بالحبيب على (براقٍ)
فسبحان الذي بالحقّ أسرى
إِمامُ الأنبياءِ وأيُ فخرٍ
تمدُّ له حِبالُ المجدِ فخرا !!
وفي (المعراج )ما يشفي فؤادا
تقلّب في جحيم الهمِّ دهرا
دنا من ربّه الجبّار يُصغي
إليه لِيملأَ الأنفاس َنَشْرا
وعاد فكذبوه وكم دليل
رأوهُ فزادهم غيّاً ومكرا
(وهاجر) من أحبّ الأرض قرباً
إليه. وبالهدى الوضّاحِ فرّا
سلامٌ يا (مدينةَ) خيرِ وجهٍ
أطلّ على الوجودِ يُضيءُ بِشرا
أتاكِ مهاجراً عن جورِ قومٍ
عَتَوا عن هدي ربّ الناسِ كفرا
فِدى قدميه - روحي - حين يمشي
مع (الصّدّيق) في الرّمضاءِ شهرا
ويحتمل المصاعبَ دونَ شكوى
لِيــرفعَ للإلــه الحــقِ ذِكــرا
ويخْرِجنا من الظلمات ِحتى
نرى نور اليقين يفيضُ طُهرا
أقام هنا . وللأنصار فضلّ
وهم بالشكر والعرفانِ أحرى
فقد كانوا لَهُ أهلاً وأهدوا
رِقاباً صاغتِ الأمجادَ : سُمرا
فأسّس دولةَ الإسلامِ يزهو
بها التاريخ طولَ الدّهرِ كِبرا
وعمّ هداهُ في الأرجاء حتَّى
غدا طعمُ الخطايا منه مرّا
بنى في كل قلبٍ باتَ يرجو
لقاءَ الله -بالقرآنِ - قصرا
وأجرى في قِفارِ اليأسِ فينا
بتقوى الواحدِ الديّانِ نهرا
وطهّرنا بضوءِ الصدقِ خوفاً
علينا لا نخالف فيه أمرا
وسنّ لنا سبيل الفوز حتى
بلغنا غايةً في المجد كبرى
وعادت (روحه) في يوم حزنٍ
إلى الرحمن والأكباد حرّى
عليهِ صلاةُ ربي ما أطلّت
علينا الشمسُ تُهدي الليلَ بدرا
هنا قبرُ الحبيبِ فليتَ صدري
لِقبرك يا محمدُ كان قبرا
أتيت مسلّماً فهوى فؤادي
إليك موثِّقاً بالحب إصرا
وفاضت أدمعي الخرساءُ تهمي
على خديّ إذ أجهشتُ سِرّا
وعاتبني (الرّفاق ) على بكائي
وَهُمْ برهافةِ الإحساسِ أدرى
صحوت إذا (الَيَرَاعة) في يميني
أسطّرُ فيك للأيام شِعرا
سيُرهقُ شاسعَ الأوراقِ بوحي
ولو أضحت بِحارُ الأرض حِبرا
(وذو الخُلُق العظيم) أجلُّ شأناً
سيُعجزُ وصفُهُ شِعرا ونثرا
أتيتك يا حبيب الله أشدو
فعذراً إن كَبَا التعبير عذرا
💎 💎 💎
شعر
حسن محمد الزهراني
🔹المدينة المنورة