












حسين السنونة - النهار
يقول الشاعر محمد خضر لصحيفة "النهار" عن تطور المشهد الثقافي في المملكة العربية السعودية إن ما نراه اليوم ليس مجرد “نشاط ثقافي”، بل من كونها هامشًا نخبوياً إلى كونها عنصرًا فاعلًا في صياغة الهوية، وتحفيز الخيال الجمعي، وتفعيل الحوار المجتمعي
هناك مساحات جديدة للكتابة والفنون والمسرح والسينما، وهناك دعم للمواهب الشابة، ومبادرات تحتضن الأصوات المتنوعة من مختلف المناطق، كما أن الحراك الثقافي لم يعد محصورًا في أمكنة بعينها، بل أصبح ممتدًا في كل الجهات، وهذا في حد ذاته كسر لمركزية المشهد وتحرير للطاقة الإبداعية
س1: في البدء دعنا نعود إلى أول مجموعة شعرية أصدرتها تحت عنوان "مؤقتا تحت غيمة".. كيف ذهبت إلى هذه التجربة. ما الذي تبقى من ذاكرتها اليوم؟
هذه ذاكرة أحبها، بكل ما فيها من مغامرة وتوجس وحذر وبكل مافيها من أخطاء، بقيت علاقتي مع تلك المجموعة الشعرية الأولى (مؤقتا تحت غيمة ) ممتدة منذ 2002 وحتى اليوم، علاقة بكائن لم يعد يشبهك اليوم تمامًا لكنه منك، من تلك الكتابة الأولى الشجاعة والمغامرة واللامبالية والمتهورة أحيانًا.
أنساها مع زحام السنوات فيصادفني قارئ بأنها قد وصلته قبل أعوام فيعيد إليَّ شيئا منها، ويرفضها آخرون لأن فيها مالم يتوافق مع أفكارهم أو العكس عند أولئك الذين أحبوها. ثم مع الوقت تكتشف كم هي شفافة عنك تلك القصائد، عن الأحلام والآراء وعن عقدك تلك الممتدة إلى الطفولة، شفافة دون أن تنتبه يأخذني السؤال مع هذه المجموعة الشعرية إلى أي مدى كانت عفوية وكاشفة وذات عبارة لا تخبئ كثيرا خلف الرمز أو جماليات الصور إنما تشف مثل أطفال يثرثرون عن غيمة.
ما أود أن أدعوا إليه أن يكترث أي كاتب لكتابه الأول خاصة أولئك الذين استمروا وكتبوا بعده تجارب مستمرة، وخاصة في الشعر، الكتاب الأول سيرة لعلاقتك مع اللغة ومع عثراتك وتجلياتك وانفعالك الأكثر صدقًا.
لقد اكتشفت مع مرور السنوات أنني وثقت لكثير من انفعالاتي ورؤيتي عن الحياة بعمق أو بصدق أو بسذاجة، لكنني سعيد أنني اكتشف أهمية تلك التجربة، تجربة جاءت بعد قراءات واسعة للشعر القديم والجديد، وبينهم بحثت عن شكل جديد ومغامر حاولت فيه ألا أشبه أحدًا، وحاولت منذ البدء أن أكتب الشعر بعيدًا عن الدرس وقريباً من كونه سؤالًا وعلاقة مديدة وخاصة مع اللغة والحياة.
س2: هل صحيح أن الكثير من المقولات الكلاسيكية انهارت مع تطور الحركة الشعرية في العالم وخاصة في العالم العربي؟
مستقبل الشعر لا يصنعه سوى شاعر قادر على قراءة ومواكبة الجديد من أسئلة الحياة، شاعر اللغة التي تتجاوز النمطي والمألوف والمتوقع والدرس الشعري في الذاكرة إلى خلق مسافة واعية مع ذلك الإرث الذي يجثم بقوة على التعبير وعلى حس المغامرة وعلى لغة اليوم، وإلى مواكبة ما يحدث في عالمنا اليوم والوعي بالمتغير والجديد الذي أخذ من القصيدة كثيرًا.
أتساءل ما الذي تبقى للشاعر في ظل ما نشهده من تحولات وتغيرات جذرية في عالم التكنلوجي والاتصالات والرقمي والفوتوغرافي والسينما والفنون البصرية والميديا، أظن كل هذا أخذ من الشعر كثيرًا مما كان يعتد به في أزمنة مضت، وأي رهان ومساحة تبقت لشاعر اليوم، خاصة ذلك الشاعر الذي يريد أن يقدم جديدًا أو إضافة حقيقة ؟ هل هو رهان الجمالي واللغة وإتقان الدرس الشعري والإلهام ؟ المستقبل في فهم علاقتنا بالزمن والديمومة .
ولنقرأ فيما يشبه المقاربة تجارب شعرية عربية توقفت عند حدود قضايا زمنها وهزيمتها في قصائد تقريرية أو ذات خطاب وشعارات تختص بزمن محدد، ولنقرأ في ذات الوقت شعريات مثل بودلير وفيسوافا شيمبوربسكا ونيرودا تجاوزت تلك الأزمة، أيهما يُقرأ اليوم؟
أسميه التطور والتغير الذي لابد منه، لذا يمكن القول أن كثيرًا من هذه المقولات الكلاسيكية التي أشرت إليها لم تعد مرجعية فنية وليس لها أثر فكري كبير، بل وتلاشى جلها وألغي في ظل الأسئلة الجديدة لعالمنا، وفي ظل ولادة أجيال مختلفة متصلة بقريتها الكونية الشاسعة، المتعددة ثقافيًا ومعرفيًا وتكنلوجيًا، والتي تفهمُ لحظة اليوم وتقرأها بوعي جديد وإبداعي بعيدًا عن الذاكرة.
س3: محمد خضر الشاعر بعد سنوات في تجربة شعرية وفي فضاءات الثقافة والأدب ماذا تقول عن تجربتك وهل حان الوقت للتوقف؟
شعوري في كل مرة أنني لم أصل بعد هو ما يدفعني للمزيد من ارتكاب الكتابة، لا يوجد شيء اسمهُ التوقف فالكتابة ليست مجرد منجز تحكمهُ السنوات، بل شغف دائم، وفي كل تجربة، أكتشف أن اللغة ما زالت قادرة على المراوغة،وأن الكتابة ليست محطة، بل منعطفات ممتعة في طريق لا تريد أن تصله تمامًا
س4: تشهد المملكة تطور كبير ومتسارع في المشهد الثقافي ماذا تقول عن ذلك؟
ما نراه اليوم ليس مجرد “نشاط ثقافي”، بل من كونها هامشًا نخبوياً إلى كونها عنصرًا فاعلًا في صياغة الهوية، وتحفيز الخيال الجمعي، وتفعيل الحوار المجتمعي، هناك مساحات جديدة للكتابة والفنون والمسرح والسينما، وهناك دعم للمواهب الشابة، ومبادرات تحتضن الأصوات المتنوعة من مختلف المناطق، كما أن الحراك الثقافي لم يعد محصورًا في أمكنة بعينها، بل أصبح ممتدًا في كل الجهات، وهذا في حد ذاته كسر لمركزية المشهد وتحرير للطاقة الإبداعية.
س5: حدثنا عن تجربتك في برنامج معتزلة الكتابة؟ وهل هي تجربة مهمة بالنسبة لك؟
قضيت أيامًا هائلة في معتزل الكتابة في الباحة وبلجرشي رفقة مجموعة جميلة من الشعراء
الفكرة بحد ذاتها ملهمة ومهمة لمن يريد أن تكون كذلك، وفرصة للعودة إلى الذات بعيدًا عن الضجيج، في زمنٍ تُستنزف فيه اللغة وتُستهلك فيه الكتابة، كانت تجربة مهمة بالنسبة لي، العزلة للكتابة وبسبب الكتابة، ولمزيد من فهم علاقتي بهذا الكائن.
س6: ماذا تقول عن تجربة الشباب الشعرية، والتي نشاهد حضورها القوي؟
تجربة الشباب الشعرية اليوم تشهد حضورًا قويًا وجريئًا، ليس فقط في عدد الأسماء، بل في نوعية الأسئلة التي تطرحها، كثير منهم منفتح على عوالم وآفاق واسعة حققت له رؤية مختلفة عن الشعر والكتابة، وأغلبهم - وبرغم إطلاعهم الواسع على ما قدمته التجارب الشعرية من قبل - إلا أنهم يبحثون عن صوتهم الخاص، وغير مهووسين بالتبعية المدرسية والتقاليد الصارمة عند من سبقهم، تجربة شعرية ستكون مهمة شريطة أن تعي لحظتها الراهنة وتكتب من موقعها، ومن همومها، ومن تفاصيلها اليومية والمعاشة، ومن ذلك التشظي الذي يعيشه في عالمه، وأن تحاول أن تخلق رؤيتها الشعرية التي تضيف جديدًا للشعر، تلك الرؤية الخاصة التي تكتب كحالة وليس كقالب.
س7: برنامج المعلقة هل تشاهده؟ وما رأيك فيه؟ وفي تجربة قصيدة النثر؟
نعم شاهدته.. وكان ثمة قلق من مشاركة قصيدة النثر في برنامج جماهيري، خاصة أنها قصيدة لا منبرية غالبا، ولا تتكئ على تلوين صوتي وإيقاعي في بقية الأشكال الشعرية، وهي قصيدة مقروءة أكثر من كونها تلقى أمام الجماهير، لكني وجدت أن البرنامج قدم قصيدة النثر بشكل جميل ويليق بها، ومن خلال شعراء استطاعوا أن يمثلون قصيدة النثر خير تمثيل ويقدمونها بشكل مدهش.
أما قصيدة النثر في السعودية فمشهدها ملئ بشعراء مهمين في هذه التجربة منذ السبعينات، وفي كل مرة نندهش من وجود تجربة جديدة متحررة حتى من التجربة الفنية السابقة لقصيدة النثر وتبحث عن أفقها الخاص.
س8: في رأيك كيف يستثمر الشاعر ما يقع بين يديه من مفردات حياتية؟
لابد أن يوظف الشاعر المفردات من حياته الجديدة اليوم، مفردات التكنولوجيا، وعالم الإنترنت، واليومي والمعاش، يوظفها ليست لأنها جديدة فقط، بل لأنها مستخدمة في حياته وتأخذ النص لأن يكون أقرب لقارئ اليوم، هذا ما كان يفعله الشاعر القديم أيضًا، مفردات امرؤ القيس لم يستعرها من زمنٍ قبله، بل من بيئته، من ناقته، وليلته، وأثر حبيبته في الرمل .ومدائح المتنبي عن سيوف سيف الدولة ومعاركه، وتأملات المعري، وحبيبات نيرودا، و منفى ووطن درويش، ومدينة حجازي، ورمل الثبيتي، وغيوم الدميني.
س9: تمتاز نصوصك الشعرية باللغة الفريدة والبساطة والعمق كيف استطعت أن تكون كذلك؟
شكرًا على رأيك الذي أعتز به، ولا أعرف حقيقة كيف يتكون النص ويتخلق لكن فلسفتي عنه هي من تقودني إلى شكله وصوته النهائي، لا بدّ من أن يحمل الشاعر رؤيته وفلسفته الخاصة عن الشعر، أن يمضي نحو علاقته باللغة حتى يصل إلى شكله وتصوره الخاصين، وهذا ما يجعل قصيدته إضافة حقيقية في كل مرة، إضافة تجعلنا نغير حتى فكرتنا الرتيبة عن الشعر، نعود وقد خاننا التوقع في ما سنقرأ، وقد قادتنا القصيدة إلى تلك الفتنة في علاقتنا بالأشياء من حولنا.
لا أعرف سوى أنه نص يشبهني، يشبه تصوراتي عن الحياة وأسئلتها العميقة، يهمني أن أقدم نصًا وفنًا يُقرأ دائمًا ولا يرتهن لزمن أو لجماعة أو لظرف مؤقت وأعتقد أن استيعاب لحظة اليوم والوعي بها يخلق تلك الخصوصية في الكتابة وهو ما أسعى إليه دائمًا
س10: بعد كل هذه السنوات وجحافل من الشعراء في المملكة هل نستطيع القول إن قصيدة النثر في المملكة له نكهة خاصة؟
لحظة العالم الشعرية متشابهة اليوم، بفضل هذه القرية الكونية التي نعيش بين أزقتها الإلكترونية، قد تتشابه مع شاعر صيني أو برازيلي وتتقاطع معه في الموقف من حدث أو شعور ما، فهي لحظة كونية واحدة، وهموم مشتركة تسود العالم في لحظة إلكترونية وتقنية واحدة، وأحيانا في أزمة صحية كما حدث خلال أزمة كوفيد19، لذا أجد أن البحث عن قصيدة سعودية أو مغربية أو مصرية، لم يعد مما يشغل الشعر على الأقل في وقتنا الراهن. لكن نكهة التجربة السعودية الخاصة في هذه التجربة هي في تعدد الأصوات واختلافها واشتغالها خارج النمطي والمكرر، تجارب كثيرة نعم لكن ما يميزها وخاصة في تجاربها الجادة هو أنها تنطلق بوعي من فكرتها الخاصة والذهاب بها إلى مناطق جديدة ومغامرة .وهي تجربة مليئة بشعراء استطاعوا أن يأخذوا هذا المشهد ليكون في طليعة المشهد العربي اليوم
س11: في كتاب " تحميض " الذي يحاول قراءة العالم وأسئلته من خلال الصور . هل برأيك وصلت الصورة بجودة عالية ؟ حدثنا عن اشتغالك هنا؟
عندما أكون أمام الصورة فأنا لا أعبر عنها ولا أصفها ولا أعيد التقاطها من جديد، ذلك ما تفعله الكاميرا لكني هنا أستدعي من خلالها ما يمكن أن تمنح لقراءة ذاكرة أو قضية أو حتى شعور وإحساس ما الصورة بحد ذاتها ليست كل شيء في كتاب تحميض، أحياناً يكون ما وراء الصورة هو الأهم، في النص الذي يحكي عن صورة إميلين بانكيرست مثلاً، لم تكن صورتها مهمة بحد ذاتها ولكن قصة الصورة وخلودها في الذاكرة بينما كانت تصرخ مطالبة بحق التصويت للمرأة في بريطانيا؛ وبينما كانت بين قبضات رجال الأمن يدفعونها بقوة إلى الخارج هو ما كان يهمني، أعتقد أن تحميض كله ليس معنياً بالصور بحد ذاتها، بل بالأثر، بالوخز، بما قد تمنحه الصورة من استدعاءات كما يقول بارت.
يتقاطع نصك وتجربتك مع كثير من الفنون بدءًا بالتشكيل والكتابة عنه وكذلك الفنون المعاصرة والسينما، وكأنك في بحث دائم عن منطقة جديدة، أكثر ما يمنح الشاعر ثراءًا وبعدًا مختلفًا في كتابته بحثهُ عن فضاءات مختلفة ومنوعة في شتى الفنون يقترب منها ويتأملها ويغوص بعيدًا في لغتها، وأن يسمح لجملته أن تستوعب المفردة المعبرة عنه وعن حياته حتى لو كان يعتقد أنها عصيّة أو غير منسجمة، أن يسمح لذلك القادم من الفلسفة ومن العلم ومن السينما ومن مفردات التقنية والتكنولوجي والسيبراني لأنها لغة عصره.
كم كانت تجربتي مع الفنون المعاصرة ومع الفن التشكيلي تجربة ممتعة وثرية وتعلمت منها لغة ومناطق مدهشة قادتني لأن أمارس الرسم حينًا وأن أكتب في تجارب مشتركة مع فنانين حينًا آخر، فكانت تجربة جماعة ( شتى ) الفنية عام 2004، ثم عدد من التجارب مع فنانين في معارضهم أو تجاربهم الفنية، وأعتقد أن هذه التجارب بالإضافة إلى عالم الفوتوغرافي قادتني إلى كتابة تجربتي ( تحميض ) ثم تجربة فنية وشعرية وعلمية فيزيائية ( نظرية كل شيء ) مع الفنانة مريم بو خمسين.
س12: في رأيك كيف يستطيع الشاعر أن لا يكرر نفسه في نصوصه الشعرية؟
في كل تجربة أو مجموعة شعرية أحاول أن أضيف جديدًا، أحاول ألا أكرر أو أتشابه مع فضاء تجربة سابقة، سواء كان ذلك على صعيد ما هو فني أو ما يتصل بعوالم التجربة،ربما هذا قادم من موقفي الشخصي من الفن والذي يتغير بما في هذا العالم ومافي الثقافة وما في حياتي من متغيرات ولشعوري الدائم بأنني لا أصل، ذلك الشعور الذي يقودني لأبحث عن آفاق أخرى.
منذ مجموعتي الشعرية الأولى وحتى آخر ما كتبت تجربة "سيرة ذاتية لغيمة " مرورًا بـ منذ أول تفاحة و تحميض ستجد أن ثمة لحظة مختلفة في وعيها وأسئلتها وستجد أن ثمة كتابة أتمرد بها وانقلب على نفسي في رغبة بأن أقدم جديدًا.
س13: هل المشهد النقدي مقصر في حق الشعراء بصورة خاصة والأدباء بشكل عام في المملكة؟
النقد كما تعلم أحد ركائز الحراك الثقافي والإبداعي، وغيابه أو حضوره المشوش يؤدي إلى تغيرات جذرية مع الوقت حتى في مفهومه، فهناك أسماء نقدية جادة في السعودية بلا شك، سواء في الجامعات أو الصحافة أو المشهد النقدي، أسماء تحاول أن تواكب وتحتضن المشهد الشعري والأدبي، لكن هذه الجهود تظل فردية ومحدودة الانتشار، وأغلبها بطيئة في مواكبة عالم الإبداع،أو منشغلة في التنظير أو الجدل الطويل جراء اختلاف التوجهات والمدارس النقدية، وقلة من النقاد اليوم من يذهب للبحث عن نص أو تجربة مختلفة بنفسه وشغفه، بل الكثير منهم ينتظر نصًا ذهب إلى " الترند " أو نصًا أشتهر بسبب خلاف ما حوله، أو تجربة وصلته عبر وسيط.
ربما هي سلطة الجمهور والذائقة العامة، التي باتت تفرض نوع النقد وطريقته كذلك في ظل غياب الناقد الباحث والشغوف، بالنسبة لي كنتُ من المحظوظين الذين كُتب عن أعمالهم كثيرًا من المقالات والآراء النقدية والدراسات ووجدت في كثيرٍ منها ما يلمس التجربة عميقًا وما يرصد أفق التجربة وجديدها، حتى تلك المقالات التي كتبت ضد التجربة كانت قد كتبت شيئًا تعتقده وتعتد به لذا رحبت بها، في الفن كما في النقد لا يوجد إجابات مؤكدة بل حوار دائم وفلسفات خاصة.

