








أعلن الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف خلال كلمته في منتدى طشقند الدولي الرابع للاستثمار أن بلاده حددت هدفا لزيادة حجم الاستثمارات البديلة والمشاريع إلى مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة.
وفي كلمة ألقاها أمام أكثر من 7500 مندوب، بما في ذلك 3000 ضيف أجنبي من ما يقرب من 100 دولة، سلط الرئيس ميرضيائيف الضوء على الإنجازات الاقتصادية التي حققتها أوزبكستان، وحدد الأولويات المستقبلية، وأكد التزام البلاد بخلق بيئة مواتية للمستثمرين وسط حالة عدم اليقين العالمية.
وأضاف ميرضيائيف: "إننا نتخذ كافة التدابير اللازمة لتحويل مبدأ "أوزبكستان الجديدة - بلد الفرص الواسعة للاستثمار" إلى إنجازات عملية".
الإصلاحات المالية ومناخ الاستثمار
أكد ميرضيائيف أن أوزبكستان، بالتعاون مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، أجرت تقييمًا شاملاً لقطاعها المالي لأول مرة. وبناءً على نتائجه، ستُنشئ الدولة مجلسًا للاستقرار المالي، وتُطوّر منصات للأمن السيبراني والتكنولوجيا المالية في البنك المركزي.
لدعم الشركات الناشئة وتوسيع أدوات الاستثمار، وضعت أوزبكستان أيضًا مشروع قانون بشأن صناديق الاستثمار البديلة.
وتشهد البلاد نموًا سريعًا في رأس المال الاستثماري، حيث تجاوزت شركتان ناشئتان محليتان مليار دولار أمريكي من حيث رأس المال العام الماضي.
كما تم إطلاق شركة وطنية جديدة لإعادة التأمين ومنصة عالمية لإعادة التأمين الرقمية لدعم قطاع التأمين، كجزء من إصلاحات أوسع نطاقا تهدف إلى تعزيز أسواق رأس المال.
تسعى أوزبكستان إلى أن تصبح مركزًا مستقبليًا لـ"المعادن التكنولوجية".
وأعلن الرئيس عن إنشاء مجمعات تكنولوجية تحمل اسم "معادن المستقبل" في محافظتي طشقند وسمرقند لتطوير منتجات عالية القيمة المضافة من الموارد المعدنية المحلية، بما في ذلك الليثيوم والتنغستن والفاناديوم وغيرها.
ولتشجيع مشاريع الاستثمار ذات الدورة الكاملة من الاستكشاف إلى تصنيع المنتج النهائي، ستقدم الحكومة استردادًا لضريبة الإيجار لمدة تصل إلى 10 سنوات.
الاقتصاد الأخضر والمستقبل الرقمي ومبادرات الذكاء الاصطناعي
كما أكد الرئيس ميرضيائيف التزام أوزبكستان بالطاقة الخضراء، ومع جذب استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 6 مليارات دولار، شهد إنتاج الكهرباء زيادة ملحوظة، ومن المتوقع أن تُشكل الطاقة الخضراء 54% من إجمالي مزيج الكهرباء بحلول عام 2030.
سيتم نقل شبكات الكهرباء في سمرقند إلى شراكات خاصة هذا العام، على أن تتبعها ثماني مناطق أخرى، كما تخطط أوزبكستان للانضمام إلى أسواق الكربون العالمية، وقد أطلقت منصة "أوزبكستان الخضراء" للاستثمار في المناخ.
تُعدّ الرقمنة والذكاء الاصطناعي ركيزتين أساسيتين في استراتيجية الحكومة التنموية، ومن المتوقع أن تصل صادرات تكنولوجيا المعلومات هذا العام إلى مليار دولار، مع هدف مضاعفتها خمسة أضعاف بحلول عام 2030.
تستعد الدولة أيضًا لإطلاق منصة وطنية لتقنيات الحوسبة السحابية، وبناء 20 مركز بيانات بسعة تتجاوز 500 ميجاوات، ويجري حاليًا تطوير نموذج وطني للذكاء الاصطناعي يعكس تاريخ أوزبكستان وثقافتها، بدعم من مبادرة "مليون قائد في مجال الذكاء الاصطناعي".
منظمة التجارة العالمية، الإصلاحات القانونية، الخصخصة والشراكة بين القطاعين العام والخاص
من أجل الاندماج بشكل أعمق في الاقتصاد العالمي، تستعد أوزبكستان للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية بحلول عام 2026، ويجري العمل على مواءمة العشرات من القوانين ومئات المعايير الفنية مع المعايير الدولية.
وسيتم تقديم "نظام وطني" للمستثمرين الأجانب، يضمن ظروفًا متساوية مع الشركات المحلية، إلى جانب نظام النافذة الواحدة للخدمات الحكومية.
أشار الرئيس ميرضيائيف إلى أن أوزبكستان تتجه نحو تحويل أصول الدولة إلى كيانات مُولِّدة للقيمة، ويستعد صندوق استثمار وطني جديد، يجمع ملياري دولار أمريكي من أسهم الدولة من 18 شركة وبنكًا رئيسيًا، لطرح عام أولي دولي، وستتولى شركة فرانكلين تمبلتون الرائدة إدارة الصندوق.
خلال العامين المقبلين، سيتم خصخصة 29 شركة كبيرة مملوكة للدولة بمساعدة مستشارين دوليين.
البنية التحتية والتوسع الحضري والتجارة الإقليمية
مع تجاوز عدد سكان طشقند 5 ملايين نسمة، كشف الرئيس عن خطط لبناء "طشقند الجديدة"، وهي مدينة مصممة لاستيعاب مليوني نسمة، يتضمن المشروع مركزًا متعدد الوسائط يربط بين النقل البري والسكك الحديدية والنقل الجوي، وسيضم مراكز تسوق ومالية رئيسية.
تعمل أوزبكستان أيضًا على تعزيز الربط الإقليمي، فقد نُقلت إدارة المطارات الدولية في سمرقند، ونمنغان، وبخارى، وأورجينتش إلى شركاء من القطاع الخاص بموجب اتفاقيات شراكة بين القطاعين العام والخاص، وتدير شركة إنتشون الآن مطار أورجينتش، ومن المقرر طرح مناقصات لأربعة مطارات أخرى العام المقبل.
كما أكد الرئيس ميرضيائيف أن حجم التجارة مع دول آسيا الوسطى المجاورة قد ازداد بمقدار 3.5 أضعاف خلال السنوات الثماني الماضية، ليصل إلى ما يقارب 13 مليار دولار.
واقترح تطوير "مفهوم منطقة متكاملة للاستثمار والتجارة"، ودعا إلى إيجاد آليات مالية جديدة من المؤسسات الدولية لدعم مشاريع البنية التحتية والطاقة الإقليمية.
كما تطرق الرئيس إلى القضايا الدولية، داعيًا إلى حلول دبلوماسية للصراعات في أوكرانيا وغزة.
ودعا إلى حوار شامل مع الحكومة الأفغانية الحالية، مؤكدًا أن السلام والاستقرار في هذا البلد أمران أساسيان للمنطقة بأسرها.
واختتم الرئيس الأوزبكي حديثه قائلاً: "الموضوع الرئيسي لهذا المنتدى هو الاستثمار الذي يضمن ليس فقط النمو الاقتصادي، بل أيضًا السلام والاستقرار. ندعو جميع الشركاء للعمل معنا لبناء مستقبل أفضل وأكثر ازدهارًا، ليس لأوزبكستان فحسب، بل للمنطقة بأسرها".

