الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٨:٥٧ ص-٠٢ يونيو-٢٠٢٥       15125

النهار- سارة العتيبي

في مشهد يعيد بعض الأمل وسط معاناة طويلة، أعلن مسؤول صحي سوداني، أن ولاية سنار بوسط  السودان  تشهد انحسارًا ملحوظًا لوباء الكوليرا، في وقت يواصل فيه  السودان  كفاحه الشاق ضد تفشي المرض الذي أودى بحياة العشرات وأربك القطاع الصحي الهش، بينما ترفع دول الجوار، وعلى رأسها مصر، حالة التأهب لمنع تسلل الوباء عبر الحدود.

أعلن إبراهيم العوض أحمد، وزير الصحة المكلّف بولاية سنار، خلوّ مركز العزل في مدينة سنجة من أي حالات كوليرا، مع بقاء 13 حالة فقط قيد العلاج في مركز عزل سنار، كما أطلقت الولاية حملة تطعيم واسعة لمواجهة الكوليرا، وسط إشادة من الوزير بتدخل مفوضية العون الإنساني والمنظمات الداعمة لمراكز العزل، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ».

وكشف محمد تاج الدين، مدير إدارة الطوارئ ومكافحة الأوبئة، أن عدد حالات الاشتباه بالكوليرا حتى الجمعة بلغ 91 حالة، منها 7 وفيات و67 حالة تعافٍ، في حين سجلت حالات أخرى قادمة من ولايات الجزيرة والقضارف.

من جانبها، أكدت فاطمة محمد عبدالحليم، مديرة الإدارة العامة للرعاية الصحية الأساسية، استمرار التدخلات من رش ضبابي وتحسين مياه الشرب والإصحاح البيئي، مشيرة إلى أن هذه الجهود أسهمت بشكل كبير في انحسار المرض.

أما مدير مستشفى سنار التعليمي، فأوضح أن معدل استقبال الحالات انخفض بشكل كبير، لافتًا إلى أن الوضع بات أكثر استقرارًا مع متابعة دقيقة من الكوادر الصحية.

وفي السياق ذاته، أفاد متولي آدم، منسق منظمة «يونيسف» بسنار، بأن المنظمة الأممية وشركاءها يواصلون العمل مع وزارة الصحة لمحاصرة الوباء والحدّ من انتشاره.

ورغم هذه الإشارات الإيجابية في سنار، يعيش  السودان  على وقع أزمة صحية متصاعدة؛ إذ أعلنت وزارة الصحة في الخرطوم تسجيل 942 إصابة جديدة و25 وفاة يوم الأربعاء، بعد يوم من تسجيل 1177 حالة إصابة و45 وفاة، ما رفع حصيلة الوفيات خلال يومين إلى 70 حالة، في ظل وضع صحي هش تفاقم بفعل الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.

ومع تصاعد المخاوف من تسلل العدوى، شددت السلطات الصحية المصرية الإجراءات الوقائية في المنافذ الحدودية، خاصة في ميناءي أرقين وقسطل، إضافة إلى المطارات، ضمن خطة احترازية تشمل الفحص الدقيق للقادمين من السودان. 

وأكد مصدر مسؤول بوزارة الصحة المصرية خلوّ  مصر  بالكامل من  الكوليرا  حتى الآن، مشيرًا إلى أن منظومة الترصد الوبائي قادرة على الاكتشاف المبكر لأي حالات مشتبه بها.

منظمة الصحة العالمية بدورها أعربت عن قلقها من استمرار ارتفاع الإصابات، مرجعة السبب إلى ضعف الوصول إلى المياه الآمنة والهجمات على البنية التحتية، ما يعقّد جهود السيطرة على تفشي المرض.

وتعتبر  الكوليرا  عدوى بكتيرية حادة تنتقل عبر المياه والأطعمة الملوثة، وتسبب إسهالًا شديدًا يمكن أن يؤدي إلى الوفاة إذا لم يعالج سريعًا، ما يجعل من التدخل المبكر وإجراءات الوقاية أمرًا مصيريًا لإنقاذ الأرواح.