




















قرية الكلادا التاريخية الأثرية .. وجهة سياحية واعدة جنوب الطائف..
(قرية الدواء والتراث والطبيعة والمرو الأبيض.)
كتبت التقرير/ نوف الرويسان
تقع قرية الكلادا على جبل سميت باسمها في وسط وادي السياييل،وأكبر قرى بني سعد.
قرية الكلادا.. يسند اسمها إلى قبيلة كلدة، ومنهم خلدون أبن كلدة "أول من سكنها" والذي نسبت إليه القرية، وذاع اسمه بطبيب العرب واكتسب خبرة الممارسة في معرفة الدواء .
'
وصممت القرية على قدرات وجوانب عديدة للحفاظ على تنمية الإنسان القاطن بها والمكان، حيث يعتلي القرية حصنين دفاعيين ، ومسجد وساحة للاحتفال والاجتماعات الرسمية وتبادل الأحاديث، ويلفت تخطيط القرية في تقارب مبانيها بشكل فريد ميزت أهالي القرية عن القرى المحيط بها، إذ تنقسم المنازل لمساكن إجتماعية ومخازن للحبوب والغذاء وقاعات رئيسة للاجتماعات، ومدخلان رئيسان أحدهما يسمى السبيل الأعلى، والآخر السبيل الأسفل وكلاهما يؤديان إلى منازل 'قرية الكلادا'.
'
وفي الخارج، تحيط بالقرية الجبال الشاهقة محتضنة في أوديتها مزارع العنب والخوخ و أشجار طبيعية كالسدر والطلح والعرعر، دون إغفال اللمسات الفنية التي زينت حصون القرية الدفاعية من المرو الأبيض، والعناصر الثقافية التي عكست إبداع ساكنيها، حيث تُعد بحصنيها البارزين متعددا الأدوار، محل حماية لمجال التجارة وحماية القرية من أي هجوم مباغت.
تتميز القرية بطبيعة البناء الهائلة.
حيث بنيت البيوت فوق الجبال ومبنية من صخور.
كيف تم نقل الصخور فوق الجبل ؟
تظهر هنا قدرة الانسان قبل 500عام حيث كانت وسائل البناء بدائية. مع ذلك أبدعو في الصناعة العمرانية.
ومن المهارة التي عرُف بها معلم البناء المحترف قديماً ، مهارة التزيين .فجمال المظهر الداخلي والخارجي تدل على المستوى الذي بلغه البناء الذي يعرف محلياً بـ" الباني".
'
من أشهر مظاهر تزيين وزخرفة البيوت والقصور والقلاع قديماً استخدام حجر" المرو" الأبيض في تجميل الواجهات الخارجية للمبانى الحجرية بتشكيلات زخرفية رائعة حول الأبواب والنوافذ حسب ذوق البناء إذ تأتي على شكل (أفاريز) .
تقارب المباني فيها، شكّل مثالًا للترابط الاجتماعي في العصر الذي أنشئت فيه على امتداد جبال بني سعد، وهو ما أكسب أهلها تميزًا عن بقية أهالي القرى الأخرى، فيما يعتلي القرية حصنين دفاعيين، إلى جانب مسجد في قلبها وساحة للاحتفال والاجتماعات الرسمية.
'
وتتميز قرية الكلادا ايضا بمناحل العسل والطبيعة الخلابة ومزارع العنب والخوخ والسدر والجوء المعتدل والامطار والارض الخصبة .
مرت هذه القرية بأزمان متعاقبة أظهرت معالمها على واجهات المنازل، ولكنها تأثرت بعض الشي بسبب قسوة عوامل التعرية في العقود الأخيرة. أسوارها بنيت من الحجر، كما أنها تعد منطقة واعدة في السياحة الزراعية، التي يمكن استثمارها، وقد اشتهرت المنطقة قديمًا، بإنتاج نوعية العسل الذي يمتاز بجودة عالية، حيث يتغذى النحل برحيق الزهور الجبلية، والزهور الخلابة.
'
تعد قرية الكلادا في بني سعد جنوب محافظة الطائف من القرى التاريخية الفريدة المقامة على قمم الجبال، مجسدةً إرثًا حضاريًا ومعماريًا لأهالي المنطقة، و وجهة إضافية لهواة التصوير والمكتشفين، نظرا لاحتضانها مباني تاريخية وطبيعة خلابة ، حافظت على جمال تراثها العمراني بعد مرور مئات السنين في أعالي الجبال.
اقترحت هيئة السياحة والتراث الوطني(سابقا)لجنة علمية لمتابعة دراسة القرية، في الجوانب الأثرية والاجتماعية والهندسية والأركولجية والأنثربيولوجية، باعتبار وضعها في معالم التراث العمراني، وتم رصد أبرز أنماط الهندسة في المظاهر المعمارية، والتي حددت ملامح شخصية هذه القرية، ثم دخولها في مشروعات الترميم والتأهيل والاستثمار لهذا الموقع التاريخي المهم.
'
'
'

