الكاتب : النهار
التاريخ: ١٥ نوفمبر-٢٠٢٥       4125

الرياض - النهار

يحتضن  جناح الطفل  في "الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بنان" في أجواء مفعمة بالألوان والتجارب الحيّة، رحلة فريدة تعرّف الصغار على التراث السعودي بطريقة ابتكارية، تجمع الترفيه والتعلم، وتعيد صياغة الحِرفة التقليدية بروح معاصرة يفهمها جيل اليوم ويتفاعل معها.
ويمر الأطفال داخل الجناح عبر مجموعة من الغرف التفاعلية، التي تبرز الحِرَف السعودية بأسلوب مبسط وممتع، يتيح لهم اكتشاف مهارات جديدة، ويعزز ارتباطهم بالهوية المحلية, إذ يمر الطفل بخيوط الصحراء حرفة حياكة السدو, إذ تحيط الجدران بنقوش مستوحاة من بيئة الصحراء وأقمشة السدو المعلقة.
وتتيح الغرفة للصغار مشاهدة أنماط السدو بألوانها التقليدية، والتعرّف على قصة هذا الفن الذي شكّل جزءًا أصيلًا من حياة البادية، ثم تتناغم الألوان مع حرفة القط العسيري، لينتقل الأطفال إلى عالم تملؤه الألوان الهندسية والزخارف المتناسقة، مستوحاة من فن "القط العسيري" وتوظف الغرفة عناصر بصرية جذابة، تُعرّف الصغار على هذا الفن النسائي العريق وكيف تتحول الألوان إلى لغة تعبيرية تحمل هوية الجنوب.
وفي قسم البحر، يدخل الأطفال إلى عالم الصيادين والسفن الشراعية، حيث تُعرض مجسمات ومكونات مستوحاة من صناعة السفن التقليدية، وتُقدم الغرفة تجربة تعليمية حول تاريخ الموانئ السعودية ومهارة البحّارة في صناعة السفن والإبحار، بعدها "انعكاس الورد" حرفة الورد الطائفي ليجدّد الأطفال حواسهم في غرفة غامرة باللون الوردي، مستوحاة من جماليات الورد الطائفي، للتعريف بمراحل صناعة منتجات الورد وكيف يتحول إلى رمز جمالي واقتصادي مهم في ثقافة الطائف، فيما تستوقف الأطفال منصة الحكاية وسط الجناح، بقصص تفاعلية لشخصيات كرتونية مرتبطة بالحِرف، وفي زاوية مخصصة للإبداع، يُمنح الأطفال فرصة لتلوين الرسومات المستوحاة من الحِرف التقليدية، هنا يتحول الجناح إلى ورشة صغيرة تُشجع الخيال وتُمكّن الطفل من رسم ما فهمه من كل تجربة مرّ بها.
وتختتم الرحلة بغرفة الفخّار، المُصممة بديكورات لواحات النخيل والصحراء، التي تُعرّف الصغار على مهنة صناعة الفخّار وكيف وتشكيل الطين وتحويله إلى أوانٍ كانت جزءًا من تفاصيل الحياة اليومية في الماضي.
ويجسّد  جناح الطفل  في "بنان" رؤية شاملة تهدف إلى ربط الجيل الجديد بتراثه الوطني بأساليب حديثة تدمج التعلم بالمتعة، وتحوّل الحرفة التقليدية إلى تجربة تفاعلية تُسهم في غرس الهوية وتعزيز تقدير الموروث الثقافي لدى الأطفال منذ سنواتهم الأولى.