الكاتب : النهار
التاريخ: ١٠:٥٣ ص-٢٣ ديسمبر-٢٠٢٤       15015

 بقلم /  حسن القبيسي

خسر  المنتخب السعودي  مباراته الافتتاحية في كأس الخليج العربي الـ26، المقامة حالياً في الكويت، أمام المنتخب البحريني، مما أثار خيبة أمل الجماهير. عقب المباراة، ظهر المدرب هيرفي رينارد في المؤتمر الصحفي ليعلن تحمله الكامل مسؤولية الخسارة، وهو تصريح لاقى استحسان العديد من الإعلاميين.
لكن هذه العبارة، التي يُفترض أن تعكس شجاعة واحترافية، أثارت أيضاً تساؤلات عميقة، لا سيما أنها ليست المرة الأولى التي تُقال دون أن يصاحبها تغيير فعلي على أرض الواقع.

فقد سبق لرينارد أن أطلق التصريح ذاته عقب خسارة المنتخب أمام إندونيسيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026. ومع ذلك، ظل الأداء دون المستوى المطلوب، واستمرت الأخطاء التكتيكية التي أصبحت نقطة ضعف واضحة في مسيرة المنتخب.
فعدم قراءة الخصوم بالشكل الصحيح، والتبديلات غير الموفقة خلال المباريات، واستمرار الاعتماد على أسماء بعيدة عن الجاهزية، كلها أمور أثارت انتقادات حادة تجاه الجهاز الفني.

قرارات مثيرة للجدل
من بين أكثر القرارات التي أثارت الجدل، إشراك الحارس نواف العقيدي، الذي لم يشارك في أي مباراة رسمية منذ نحو عام،اختيار العقيدي يطرح علامات استفهام حول المعايير التي يعتمد عليها المدرب في اختيار تشكيلته، خاصة مع وجود أسماء جاهزة تقدم مستويات رائعة في الدوري السعودي، مثل الحراس الذين يشاركون بشكل منتظم ويظهرون أداءً متقدماً.

كما أن الاعتماد المستمر على لاعبين شاركوا في كأس العالم دون النظر إلى التغيرات التي طرأت على مستوياتهم يُظهر قصوراً في تقييم الأداء.

الدوري السعودي يزخر بمواهب واعدة أثبتت أحقيتها بتمثيل المنتخب، إلا أن رينارد يبدو متمسكاً بخياراته التقليدية، ما جعله يتجاهل دعوات الجماهير والنقاد لمنح الفرصة للأفضل أداءً في الوقت الراهن.

هل العودة كانت قراراً صائباً؟

إعادة هيرفي رينارد لتدريب  المنتخب السعودي  بعد تجربة أولى ناجحة نسبياً كانت خطوة أثارت تفاؤلاً في البداية، لكنها الآن أصبحت محط انتقاد  تاريخياً، المدربون الذين يعودون لتولي قيادة منتخباتهم للمرة الثانية نادراً ما يحققون نفس النجاحات السابقة،إضافة إلى ذلك، يظهر تاريخ  المنتخب السعودي  نفسه أن الإنجازات الكبرى غالباً ما جاءت على يد مدربين مغمورين أو محليين، بينما لم ينجح مدربون عالميون بارزون في تحقيق تطلعات الجماهير.

ومن الملاحظ أن بعض المدربين، الذين لا يمتلكون سيراً ذاتية كبيرة على الصعيد العالمي، كانوا قادرين على قراءة المشهد المحلي بشكل أفضل، ما مكنهم من قيادة المنتخب إلى ألقاب غالية، هذه الحقيقة تجعل البعض يشكك في مدى ملاءمة التوجه الحالي لتطلعات الجماهير السعودية، التي باتت تطالب بنتائج سريعة وأداء متوازن.

بين الانتقاد والتفاؤل

على الرغم من الانتقادات، يبقى هناك أمل في أن يتدارك رينارد الموقف ويعيد ترتيب أوراقه، المطلوب ليس مجرد الاعتراف بالأخطاء، بل ترجمة هذا الاعتراف إلى قرارات حاسمة وشجاعة تُحدث فرقاً ملموساً على أرض الملعب، تحسين اختيار اللاعبين بناءً على الجاهزية والأداء في الدوري، وتحليل المنافسين بدقة أكبر، وإجراء تغييرات تكتيكية مبتكرة، هي أمور قد تُحدث فرقاً في مسار المنتخب.

ختاماً

يبقى السؤال قائماً: هل يستطيع رينارد استغلال ما تبقى من الفرص لتصحيح المسار؟ أم أن المنتخب سيظل يدفع ثمن قرارات لم ترتقِ إلى مستوى الطموحات؟ الكرة الآن في ملعب المدرب، والجماهير تنتظر الإجابة ليس في المؤتمرات الصحفية، بل داخل المستطيل الأخضر.