

بقلم - غازي العوني
القتال لم يكن يومًا هدفًا للإنسان الذي يحمل قيمًا ومبادئ وضميرًا حيًا، بل كان دواءً يضطر إليه للدفاع حين تغلق جميع الأبواب أمام كل وسائل الأمن والسلام.
نحن في عالم اتخذ خطوات كثيرة من أجل وضع حدود تحد من الصراعات والحروب التي لا يصنعها إلا من يحمل العداء للإنسانية، تلك الإنسانية التي تحتاج إلى الأمن والاستقرار من أجل بناء مجتمع إنساني.
ما يجب أن يُكافَح هو التطرف بجميع أشكاله، وليس طرفًا دون الآخر، من أجل عالم ينعم بالأمن والسلام الذي ينشده الجميع في هذا القرن، بعد تجارب مريرة أذاقت البشرية مرارة جهل البعض الذي جعلهم يتصارعون نحو الحرب بدلًا من أن يكملوا بعضهم البعض نحو السلام.
فلنتعلم من هذه التجارب المريرة، إذ لا يعود الضرر إلا على الجميع عندما يتضرر الضمير الإنساني ويعيش في صراعات لا تنتهي، مع فكر لم يؤمن بعد بأن وجود الإنسانية جمعاء قائم على رسالة الأمن والسلام، وليس على الحروب والصراعات.
لقد جعلت الحروب من الإنسان ضحية لفكر التطرف الذي يزرع الحقد والكراهية، ويرفض حقوق الآخر في العيش بكرامة إنسانية.
لذلك، لابد أن نجدد مفاهيم العنصرية إلى مفاهيم إنسانية قائمة على الأمن الفكري، الذي يحمل للجميع حكمة العقل، وسلامة القلب، وحياة الضمير، لإنقاذ البشرية من جهلها الذي يدمرها من الداخل، ويضيق عليها واسع الخير.
... وقفة ضمير ...
كن إنسانًا يُكمل بعضه بعضًا نحو طريق السلام، ولا تكن من أولئك الذين يصنعون فتن الحرب مع بعضهم من أجل بقاء الجهل في صراعات لا تنتهي، وحروب تحارب كل وجود إنساني يحمل رسالة تعبر عن هويته.
حقيقة الإنسان تكمن في قيمه ومبادئه التي تتزن بفكره، لا في سلاح يزهق روح الآخر، ويجعل العالم ساحة صراع بين إنسان وآخر.
نحن مجتمع كبير يتكون من مجتمعات صغيرة مرتبطة ببعضها البعض.

