فاطمة الأحمد

٠٧ ديسمبر-٢٠٢٤

الكاتب : فاطمة الأحمد
التاريخ: ٠٧ ديسمبر-٢٠٢٤       15895

بقلم الكاتبة: فاطمة الأحمد

في زوايا القلب المهجور، وعلى عتبات الذكريات، تتراقص أطيافهم كضوء قنديل خافت في ليل طويل. كانوا هنا، يملأون الفراغ دفئًا، ويزرعون في أرواحنا بساتين من أمل. لكنهم غابوا... غابوا فجأة، كأنهم نسمة ريح مرت على شجرة، هزّتها ورحلت بلا عودة.
ما أقسى الغياب حين يكون بلا وداع، وما أوجع الفقد حين يتسلل دون سابق إنذار. أحبابنا كانوا النور الذي يضيء دروبنا، كانوا القنديل الذي يبدد ظلام أيامنا، لكن القنديل انطفأ، وساد الظلام.
في كل زاوية من زوايا الحياة، في كل تفاصيل صغيرة، نلمح آثارهم. صوت ضحكاتهم لا يزال يتردد في جنبات الذاكرة، وعبق وجودهم لا يزال يملأ الأجواء. لكننا، رغم ذلك، عاجزون عن لمسهم، عن سماعهم، عن احتضانهم مرة أخرى.
أحبابنا غابوا، لكنهم تركوا خلفهم قلوبنا تحترق شوقًا، وأرواحنا تتعثر بين الحنين والذكريات. ليتنا ندرك أنهم لم يرحلوا تمامًا، بل هم يسكنون أعماقنا، يعيشون في نظراتنا، وفي كل نبضة من نبضاتنا.
وإن انطفأ القنديل، فإن ضوء محبتهم يظل مشتعلاً في داخلنا، لا ينطفئ أبدًا، بل يضيء لنا الطريق حين تشتد علينا عتمة الأيام.