وطَني لَو شُغِلتُ بِالخلدِ عَنه ..
نازَعَتني إِلَيهِ في الخلدِ نَفسي .
الوطن .. الكلمة العظيمة ، والمعنى العميق في نفس كلّ حرّ ، نعمة الوطن ما بين سكنٍ وأُنسٍ وحياة ، الإنتماء في كل حين ، والإعتزاز بكل جزءٍ منه ، والإفتخار بتاريخه المجيد ، كل ذلك ورّثته الأجداد للآباء ثم الأحفاد ، وكلّ جيلٍ يفي بالعهد في حفظ أمنه والذود عن حياضه وردع كل من تسوّل له نفسه بأن يعتدي عليه بقولٍ أو فعل .
إنّ لوطننا الحبيب ومشاعره المقدسة وقادته الأوفياء حبًّا فُطر عليه صغيرنا وتعمّق في قلب كبيرنا وتمسك به فردنا وجماعاتنا ، حتى أصبح هذا الوطن مضرب مثلٍ في الولاء والترابط الصادق النزيه في شتى بقاع الأرض، وأصبح غصّةً في حلق كل حاسدٍ وحاقد .
وللأوطان في دم كل حرٍ ..
يدٌ سَلَفَتْ ودَيْنٌ مُسْتحق .
ردّ الدين للوطن الشامخ المعطاء لن يكون سهلاً ، ولن تكفي الكلمات والشعارات، فإنّ ردّ الدين الحقيقي والوفاء يكون بالأفعال المخلصة والبناء الصالح ، بدءًا من تنشئةٍ لجيلٍ متمسكٍ بدين الله محافظاً على حقوق وطنه ومراعياً للمبادئ والقيم والأخلاق ، مستشعراً لما بُذل من جهدٍ ومال لإعلاء راية الوطن ، ثم إرشاداً لشبابٍ متحمسٍ بطموحاتٍ وقّادة لا تستلم ولا تلين مهما كانت العقبات والتحديات، وحين نذكر الشباب لن نُغفلَ أدواراً منتظرةً من المدارس والجامعات والكليات في الاعتناء والارتقاء ومواكبة التطورات العالمية ، وكذا مراكز الدراسات والبحوث ، كلّ ذلك غيضٌ من فيضٍ لبناء الأوطان ونهضة الإنسان واعتلاء القمم وعلوّ الهمم .
حفظ الله وطننا وقادته وشعبه .. وزاده رفعةً وتمكيناً .. وجعله آمناً مطمئناً .. بالخير يبني مجداً ونماءً .
علي مشبب آل عبود _ أبها
باحث دكتوراه موارد بشرية
عضو جمعية إعلاميون