

بقلم الكاتبة الدكتور | د.نورة الملحم
في حقيقة الأمر جميع المشاعر و مايتبعها من استجابات معدية، فما قيل (جاور السعيد تسعد) عبثًا.
ما إن تضحك طالبة حتى يضج الفصل بالضحك، و ما إن تتثاءب واحدة حتى يصاب الجمعُ كلهم بالخدر و التثاؤب.
تبعًا لذلك ينبغي على الكيّس الفطن أن ينتقي من يعاشر و يتخير من يبادله الفكر و النقاش محافظًا بذلك على طمأنينته و صحته النفسية .
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "أربع من السعادة : المرأة الصالحة ، والمسكن الواسع ، والجار الصالح ، والمركب الهنيء ، وأربع من الشقاوة : الجار السوء ، والمرأة السوء ، والمسكن الضيق ، والمركب السوء ". و عظيم أن يتعلم المرء كيفية تحقيق السلام الذاتي كيلا يقع في مغبة سرّاق السعادة و باعثي الطاقة السلبية وهو لا يشعر.
أما إن اضطر لمعاشرتهم في محيط الأسرة أو العمل؛ فليفلت بفكره وليقم حاجزًا ذهنيًا بين معتقداته و معتقداتهم ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، فلا يخلط هدفه و دوره بأهدافهم و أدوارهم في سينمائية الحياة.
و قد كشفت الدراسات الميدانية أن إنتاجية العمال تزداد حين يشعرون بالسعادة الجماعية والتقدير في بيئة العمل، و من هنا أعلنت شركة والت ديزني الكبرى شعارها "اجعل الناس سعداء". كما يعزى لـ(دوروثيه زالشوف )الخبيرة والمدربة في مجال الطب النفسي الإيجابي قولها : "العامل الأول الأساسي لتحقيق مزيد من السعادة في الحياة هى العلاقات الاجتماعية الجيدة والداعمة".
لأجل ذلك أوجدَ البشر الاحتفالات بكل منجز في حياتهم؛ رغبةً منهم في مقاسمة السعادة مع أحبابهم و أقاربهم.
فلنغتنم فرص الزمان و إن بدت بسيطة مستشعرين السعادة في مسلّمات يومية تحصل للجميع -غالبًا- كتحقيق هدف شخصي أو ابتسامة من قلب أو قراءة صفحات من كتابٍ مُلهم أو احتساء كوب قهوة حنون، مستلهمين من زهرة اللوتس عادتها حيث تتفتح وتخرج أجمل مافيها و إن كانت أرضها طينًا.
جعلنا الله و إياكم في زمرة الأتقياء الأنقياء السعداء.

