

المحرر الثقافي محمد الحارثي
فُجعت الشاعرة سودة بنت علي الكنوي بوفاة إبن أخيها سلمان رحمة الله عليه بعد أن كان أمام ناظريها كل حين وكانت الأجال تسبق الأمال كما يقال فالأمال التي كانت ترقبها فيه من طموح نحو مستقبل مشرق فكسر قلبها هذا الفقد الحزين حينها تدفقت مشاعرها المرهفة لتجود قريحتها بهذه الأبيات المؤثرة في رثاء إبن أخيها سلمان الذي خطفه القدر من بين أهله وذويه مما ألم قلب هذه الشاعرة المتوجعة بهذا الفقد فتحركت مشاعرها وكلها ألم وحسرة وحزن عليه وأنشدت فيه هذه الأبيات:
إنّ القلوبَ لتصطلي إذ تفقــدُ
ولفقدِ سلمانَ الحبيبِ تواجُدُ
و مضى على عجلٍ للقيــا ربـِّـهِ
مـــتوضّئًا خطواتُهُ تتبـــــاعدُ
سلمانُ يا ولدًا رضيًّـــا حانيًـا
وأخًا مطيعًا والجميعُ شواهدُ
سلمانُ يا ابن (أخي) الذي قد كان لي
سندًا به في شدَّتي أتعاضَدُ
سلمانُ يا ابن أخي الذي فارقتُهُ
فتأجَّجَت للحزنِ فيَّ صَيـــاهِدُ
قد كان آخرُ عهدِنــا إذ زرتني
في الفِطرِ بالأفراح جئتَ تعايدُ
قد كنت تطمحُ أن تكونَ مهندسًا
لا بل طبيبًا للعلا تتصاعدُ
واليومَ ياسلمانُ أنتَ مُمَدَّدٌ
في النَّعشِ يَبكِيكَ القريبُ الفاقدُ
ربِّ اسقِهِ من نهرِ جودِكَ شربةً
ما بعدها ظمأٌ و نعمَ الواردُ !
أسكنهُ ياربِّي نعيمًا دائمًا
والماءُ نضَّاخٌ سَرِيٌّ باردُ
أبناءُ إخواني حُشاشةُ مُهجتي
هم قطعةٌ منِّي بهم أتماجدُ
سودة علي الكنوي
١٤٤٥/١٠/٢٢هـ
٢٠٢٤/٠٥/٠١م

