الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٩:٠٥ م-٠٤ مايو-٢٠٢٤       24365

المحرر الثقافي محمد الحارثي

أحيا الأديب والباحث في الأدب العربي الأستاذ اسامه الواصلي القادم من مدينة الرياض أمسية أدبية ماتعة بمقهى انتيك بمكه يوم الجمعة الثالث من شهر مايو الجاري وكان موضوع المحاضرة "حكايات أدباء"وإستهلت الأمسية الأستاذة نوره الحاج بمقدمة مقتضبة عن الضيف المحاضر والذي تحدثت بالتعريف عنه وكانت رائعة في تقديمها وبلغتها الجميلة وكانت المحاضرة تتحدث عن علاقة الأدباء بمصر بصالون مي زيادة الذي انشأته بالقاهرة في مطلع القرن العشرين للميلاد وهي في مقتبل العمر وهي لأبوين فلسطينين مسيحيين نزحو من فلسطين للبنان حينها بدء الأستاذ أسامه بالحديث عن خفايا المشاعر إتجاه هذه الأديبة من كبار أدباء تلك الحقبة وهي التي ذكرها المحاضر بحقبة نهضة الأدب العربي وفي الحقيقة امتعنا هذا الباحث والذي أدهشنا بأسلوبه ومعلوماته وإستطراده عن تلك الفترة والتي تعتبر الفترة الذهبية للأدب العربي لوجود أسماء كبيرة ذات المقامات اللامعة من الرافعي لأمير الشعراء أحمد شوقي والمازني والزيات والعقاد وإسماعيل صبري وجبران خليل جبران من أدباء المهجر وكيف كانو يبادلون مشاعر الحب مع هذه الأديبة والتي نظموا فيها أجمل الأشعار ومازالت مخلدة بديوان العرب فتحدث الأستاذ أسامة عن هذا الصالون والذي كان يجمع هذه النخب عند هذه الأديبة والتي كانت متحررة من القيود التي كانت تقيد المرأة انذاك وذكر بأن المناخ كان مهيأ لها لكي تجعل من صالونها جزء من تاريخ الحركة الأدبية في العالم العربي حتى أن الضيف قارنه بمجلس ولادة بنت المستكفي الأدبي في العصر الأندلسي ولكنه ذكر بأن مي زيادة على الرغم من هذه الشهرة التي بلغتها ولكني أرى إنتاجها الأدبي من كتاباتها وكتبها لايرقى لعنصر الإبداع فصنفها بأنها مثل غيرها من الكتاب انذاك وذكر بأنها تتقن عدة لغات وتعتبر ذات ثقافة واسعة وذكر في آخر أيامها من حياتها بأنها كانت مؤلمة لها ولمحبيها حيث أصيبت بمرض نفسي مما أثر عليها وقيد حركتها ومالت للعزلة وذكر حين وفاتها في عام 1941م و في جنازتها لم يكن متواجد فيها غير ثلاثة أشخاص من مرتادي صالونها وحينها اخذ المحاضر يستمع للمداخلات ويعلق عليها بأسلوب أدبي رفيع علما بأنه مع بداية أمسيته حين قدم شكره للقائمين على المقهى والحضور بأنه يرغب أن يشرك الحضور بالتداخل أثناء محاضرته ليجعل منها تفاعلية وفي ختام الأمسية قدم مقهى انتيك هدية تذكارية للضيف عبارة عن درع وحضر جمهور من المثقفين والمثقفات من المجتمع المكي.