الكاتب : النهار
التاريخ: ١٠:٣٢ ص-١٥ ابريل-٢٠٢٤       17050

المحرر الثقافي محمد الحارثي

الشاعر و التربوي الأستاذ  عبدالعالي الحارثي  كتب قصيدة رثاء في صديق العمر الأستاذ  محمد احمد الحارثي  رحمة الله عليه احد القيادات التربوية بتعليم جده وهيئة تقويم التعليم والتدريب المتخصص في الإرشاد النفسي لكن المفارقة العجيبة في هذه القصيدة بأن لها قصة وهي بأن الأستاذ عبدالعالي تواعد مع الأستاذ محمد أن يأتيه من مكه إلى جده ليترافقا سويا للذهاب لمنطقة البلد بجدة التاريخية كما يطلق عليها الأن وهم دائما منذ القدم من السبعينات الميلادية يأخذون جولة على هذه المنطقة التي عرفت بأشهر الأسواق فيها مثل شارع قابل وبأسواقه العتيقة والمطاعم الشعبية القديمة بالبلد فكانت تلك اللحظات من جولتهم قبل دخول الأستاذ محمد للمشفى بأيام فقال موجهاً كلامه مخاطباً صديقة الأستاذ عبدالعالي ألا تكتب فينا قصيدة اباعمر !! والأستاذ محمد لايحبذ توجيه مثل هذه الأسئلة ومن عادته لايمكن أن يطلب من أحد أن يكتب فيه قصيدة ولكن الأستاذ عبدالعالي شخصية إستثنائية عنده فهو قريبه ورفيق دربه وبينهم ود ومحبة وألفة منذا أن كانا على مقاعد الدراسة يدرسان بجامعة أم القرى قبل خمسة عقود وكان يجمعهما سكن واحد يعيشان فيه ولكنه حديث النفس للنفس حين يقترب أجلها سبحان الله كما قال الشاعر العظيم محمد إقبال:            

 

حديثُ الروحْ للأرواحِ يسْرِي  

وتدركهُ القلوبُ بِلا عناءِ

 

وبعد هذا اللقاء بأيام ادخل إلى المستشفى الجامعي بجده حيث فاضت روحه الطاهره فيه متأثراً بفيروس كورونا الذي أصابه من جراء هذه الجائحة التي إجتاحت العالم و كان ذلك بتاريخ الثاني من ربيع الأول لسنة ١٤٤٢ هجري في ليلة الأثنين وكان يوما حزينا وكئيبا وأليما لفقد هذه الشخصية فما كان من الأستاذ عبدالعالي إلى أن نعاه ورثاه بهذه القصيدة التي تبدلت معانيها من ذكر مناقبه ومأثره في حياتة إلى نعي ورثاء مع ذكر الذكريات الجميلة لهما منذا أن كانا يافعين مرورا بدراستهما بجامعة أم القرى وأتى على ذكر جامعة "سندياجو" بالولايات المتحدة الأمريكية حيث دراساته العليا بها كانت في مطلع الثمانينات الميلادية لحظات مؤثره في وداعة رحمة الله عليك أبا أيمن وفي جنان الخلد تلتقي بأهلك وبأحبتك يقول في هذه القصيدة المؤثرة الأستاذ عبدالعالي:     

 

الله يغفرلك و دربك سماحات

تنزل في الفردوس بأعلى علاها

 

رحلت عنا كم مضى من مسافات

فاللين و الشدة مشينا خطاها

 

أكثر من الخمسين عام علاقات

ما بيننا ما اختل شىء من عراها

 

في (سندياجو) غبت لأجل الدراسات

وانا معك في صيف ولا شتاها

 

ما غيبتك بحور ولا محيطات

ولا غيّبك في الأرض طيب ثراها

 

صورتك في ذهني وشخصك في الذات

ما ينسي في صبح ولا مساها

 

الله يجمعنا و ننزل بجنات

بأعلى جنان قرب الله جناها

 

هذي قصيدة قلتها عدة أبيات

تنزف و جرح القلب ينزف كماها

 

طلبتها و تغير الوقت بأوقات

وتغيرت دنياي واظلم سماها

 

مطلوبك اخرناه لأجل العبارات

نريدها جزلة تصل متنهاها

 

واليوم نرثي بعد ما فات ما فات

ما لي وسيلة يا محمد سواها

 

وإن كان لأيمن والشقيقين حاجات

احمد وأسامه كلنا في رضاها