الكاتب : النهار
التاريخ: ١٢:٠٣ م-٢٣ مارس-٢٠٢٤       33055

المحرر الثقافي محمد الحارثي

في ليلة بارده من شهر مارس ومكه تعيش هذه الأجواء في شهر رمضان وليلة مفعمه بالروحانيات وقدسية المكان وزادها ألقاء ودفئاً إحياء الكاتبة الروائية الأستاذه نجوى العمري أمسية أدبية ماتعة بمقهى ريناز بالتعاون مع  الشريك الأدبي  ليوم الجمعة من الثاني والعشرون من شهر مارس الجاري وهذه الكاتبة القادمة من مديتنها الجميلة الطائف التي تتوشح بالورود وتلتحف بغيوم الضباب وهي ليست روائية فقط بل أنها تجيد فن التصوير الفوتغرافي وهي بذلك مزجت مابين فنين جنس أدبي رفيع والصورة الحية الناطقة التي تحكي لنا حكاية ليتراء لنا ماخلف الصورة وبدأت معها المحاوره الأستاذه مريم الأمين لتسألها عن هوايتها وحبها لفن التصوير الفوتوغرافي وقامت المحاضرة بعرض صور فوتغرافية إلتقطتها في احد جولاتها ومن ضمنها صورة لرجل مسن يتجاذب الحديث مع أحد بائعي الكبدة هامساً بإذنه في أحد بسطات الأكلات الشعبية والتي إشتهرت بها مدن الحجاز منذ القدم ومنها مدينة الطائف وبرعت المصوره في إلتقاطها وكانت الصورة معبرة وناطقة وكأنهم يسترجعون الماضي والأستاذة نجوى قبل أن تأخذنا لأحد روايتها تفضلت بالقول "نحن نمتلك موروث ثقافي ثري وغني" وهي تسعى جاهدةً بتوظيف هذا الموروث من خلال رواياتها حينها عرجت بنا لروايتها "أهل الشمس" عنوان تكمن خلفه تفاصيل كثيرة والشمس ذلك الكوكب المتوهج حين يبسط اشعته ويسقطه على هذا العالم الفسيح وبكل تناقضاته المغرق بسردياته حينها قرأت علينا ملمح من أحد فصول رواية "أهل ااشمس" في وصفها لمنطقة جده التاريخية وتستنطق من خلالها شواهد حضارية من أزقتها الضيقة ومبانيها التي تكسوها الرواشين وحاراتها وشخوصها في الحقيقة انني لم أطلع على هذه الرواية والتي يبدو لي من قراءتها لهذا النص بأنها مشوقة وهذا ما يجعلني أثني على هذه الروائية واعجب بأسلوبها السردي للرواية لأنها تستوحي احداثها من البيئة المحلية وهنا يكمن النجاح لأي روائي وذكرت بأنها تهدف من بعض الفصول لبث الوعي المجتمعي لبعض السلوكيات والممارسات الخاطئة وهي بذلك تضطلع بمسؤليتها إتجاه مجتمعها او المجتمعات العربية الأخرى من خلال القارئ وأتت على ذكر نجيب محفوظ بأنه كان يلتقط الفكرة لأي رواية له من الشارع وهي بذلك تريد إيصال فكرتها للحضور بأن الشارع هو مصدر إلهام لكاتب الرواية وحينها ختمت المحاوره الأستاذة مريم الأمسية وإيذان منها بالمداخلات للحضور كان هناك ثناء من بعض السيدات الحاضرات لما قدمته المحاضرة في هذه الأمسية وكان الأستاذ عبدالعالي التربوي والأديب حاضرا ولكنه إستئذن قبل إنتهاء الأمسية للمغادرة وقبل مغادرته منحته الضيفة نسخة من روايتها "جدائل الياسمين" وشكرها على كرمها لهذا الإهداء القيم وطرحت صحيفة النهار السعودية سؤال على الأستاذه نجوى كالتالي: أيهما أبلغ في تصوير البيئة القصة أم الرواية؟ فأجابت بقولها بأنها ترى في السرد الروائي أكثر مساحة من الكتابة بينما أرى السرد القصصي يقيدني ولا أستطيع اخذ مساحة فيه واردفت بالقول بانه من واقع تجربة لها تقول كنت اكتب القصة ووجدت هذا الفرق وكان الأستاذ زياد إبن شقيقة المحاضرة حاضرا حين وجه لها الشكر والثناء على ماقدمته في هذه الأمسية وبادلته هي الأخرى بالشكر والتقدير لحضوره وفي نهاية الأمسية تم تكريم الأستاذه نجوى العمري من قبل  مقهى ريناز  بمنحها شهادة شكر وتقدير كان الحضور كثيف من السيدات من المثقفات والناشطات في الشأن الثقافي وحضر منهن رئيسة "نادي حياة للقراءة" بالطائف الأستاذه ساره الطلحي والقاصه الأستاذه مروه بصير عضو بالنادي وكانت لها قراءة ممتعة لصورة الرجل المسن من تصوير الأستاذة نجوى والتي صفق لها الحضور وحضر من جده الأستاذه إيمان القرشي وقامت ضيفة الأمسية بكرم وسخاء منها بإهداء الحضور نسخة من روايتها "جدائل الياسمين" بما فيهم المحرر الثقافي لصحيفة النهار السعودية من خلال بحثي عن رواية أهل الشمس إستوقفني نص جميل للروائية نجوى تضمنت عليه روايتها كتبت مدونة: "حين عرفتك..أزهر الياسمين في شقوقي..وأصبح القصب نايًا..ونبت لي جناحان..ياسيدة المطر..حين أراكِ تعزف الأرض من حولي..... r>وتلتئم الأشياء وترتدي الحكايات مواسم ملوَّنة..أنتِ الأنثى الاستثنائية.. والطير الخارج عن السرب..والوطن الذي ذابت فيه غربتي.."