الكاتب : النهار
التاريخ: ٠١:١٦ ص-١٧ مارس-٢٠٢٤       39765

المحرر الثقافي محمد الحارثي

أمسية ولا كل الأمسيات إستضاف  مقهى روشن الثقافي  الذي يعمل تحت مظلة  الشريك الأدبي  يوم الجمعة الخامس عشر من شهر مارس الجاري الموافق الخامس من شهر رمضان أيقونة الإعلام العربي  الإعلامي الكويتي الدكتور نجم عبدالكريم  وكانت ليلة رمضانية ممتعة مع هذه الشخصية المخضرمة وكنت قد أطلقت عليه بنجم الأمسيات ليس في مقهى روشن فقط بل على مستوى جميع أمسيات  الشريك الأدبي  المنفذة بالمقاهي التي تحت مظلته والذي أحسنت الدكتوره هيفاء فقيه المشرفه على مقهى روشن هذا الإختيار الموفق فكانت هي من بدأت بحواره بعد أن قدمت الإعلامية دينا هندية ضيف الأمسية للجمهور بالتعريف بسيرته ومسيرته الإعلامية بطريقة مقتضبه حينها أدارة دفة الحوار الدكتوره هيفاء بعد أن أثنت على الضيف وعلى تاريخه الإعلامي فأطلقت عليه بقولها بأنه علامة وقالت كذلك باللغة الإنجليزية بأنه Cyclopedia اي موسوعة في كل العلوم وطرحت عليه سؤال وهو الذي إستهل به حديثه فقالت له لماذا هذا الإختيار لإسم نجم؟ وهل له تأثير في مسيرتك العلمية والعملية؟ فقال كان هناك فراق بين والديه حين ولادته ولم يتفقو على أسم فأطلق عليه خاله إسم نجم فأخذ الدكتور نجم الحضور إلى محطات عديدة في حياته الإعلامية بدءها بعمل لقاء بعميد الأدب العربي طه حسين في الستينيات الميلادية حينها كان في مقتبل العمر في العشرينيات وكان عنده برنامج إسمه "أديب في أسبوع" يقدمه لإذاعة الكويت فوجد صعوبة بالإلتقاء بهذه القامة ولكنه تجاوزها بحسن تصرفه والتقى به وقال كنت محضر لهذا اللقاء الكبير ولكن طه حسين قال لي دعك من هذه الأسئلة فلنكن عفويين وتحدث عن قضايا مع عميد الأدب عن كتابه الشهير "في الشعر الجاهلي" المثير للجدل وأنه منحول وخلافه مع الأزهر وكيف ترك الدراسة في الأزهر وكانت تحولا في حياته وعرج على القومية العربية وكيف كانت طاغية في عهد الرئيس المصري جمال عبدالناصر وأنه كان شابا قوميا عروبياً محب لعبدالناصر وذكر بأنه نظم قصيدة رثاء في وفاته والقاها في ثنايا حديثة يقول في مطلع منها في هذه الأبيات:            
وافيتُ من شط الخليج مُواسياً
يا بن الكنانة رحمةً وتجلدا

فالخطب خطب الجمع لا خطب امرئٍ
كلٌ تجرعه وما يجزي الفدا

إنّا بني مصر الكرام بكربكم
نبكي زعيماً بانياً ومشيدا

وتحدث عن نشأت القصيدة الحديثه بأن اول من ادخلها الكاتب المسرحي الأديب محمد علي باكثير من حضرموت حين قام بترجمة مسرحية "روميو وجولييت" للكاتب المسرحي الإنجليزي الشهير وليم شكسبير وكان بأسلوب شعري حديث وكانت بداية للقصيدة الحديثة وقال مستطرداً إقرأ لكل الشعراء ماشئت ولكن لاتقف عند شاعر معين حتى أنه إستشهد بالشاعر نزار قباني فقال عنه هو شاعر وله أسلوبه السهل الممتنع ولكن لاتجد في شعره عمق ثقافي كما هو موجود في شعر محمود درويش وقرأ أشهر قصائده التي عنوانها "أيها المارون بين الكلمات العابرة" وألقاها بصوته المميز الجهور وأضاف إقرأ لعبدالرحمن بدوي في الفلسفة ويقول لايغرك تجهم ملامحه ولكنه ترك إرث علمي للمكتبة من افضل ماكتب في هذا العلم لدى العرب وعرج بنا على صداقاته مع كبار الأدباء والشعراء العرب التي إكتسبها من خلال إشتغاله بالإعلام وارود بعض المواقف الطريفة منها مابين الشاعر غازي القصيبي حين كان سفيراً في لندن والشاعر نزار قباني وكيف رتب لقاء بينهما وكان نزار فيه الأنفه لمكانته الشعرية وحينها صنف القصيبي شاعر من الدرجة الثانية فحين التقيا بوجود نجم وعثمان العمير وجهاد الخازن وإياد ابوشقرا وهؤلاء كُتاب بصحيفتي الشرق الأوسط والحياة فسأله القصيبي من اي الشعراء تصنفني يابو توفيق فعدد نزار شعراء من محمود درويش والبياتي وغيرهم من الشعراء فقال حرام احطك معهم فقال ممكن اصنفك شاعر درجة ثانية متقدمة فذكر بأنه بعد هذا اللقاء بكم يوم كتب القصيبي مقال بصحيفة الحياة اللندنية يقول سألت نزار قباني ان يصنفني كاشاعر بين الشعراء فصنفني شاعر درجة ثانية ولكنه لم يسألني من هم شعراء الدرجة الأولى واقول له هم إثنين وليم شكسبير والمتنبي وانا ثالثهم في الحقيقة اخذت السهرة الثقافية مع هذا النجم وقت طويل ولكن من غير أن يشعر بها الحضور بعيدة عن السرد الممل أو التطويل الغير نافع حتى أنه ذكر بأنه تعود أن ينظم شعر أو نثر في السجع لكل شخص يلقاه وحضيت الدكتوره هيفاء بهذه الإلتفاته منه وقال فيها سجعاً جميلاً 
أُحي هيفاء في هذا المساء 
هذا القلب الحنون يشع مثل الضياء

هو أورد هذا القول لأن زوجته المغربية عاتبته بقولها أنت تكتب الشعر امن تلقاه ولم تكتب لي قصيدة ويقول حينها نظمت فيها قصيدة من أجمل قصائدي لكي يرضيها كانت هذه الشخصية موسوعة بكل المعارف فأتيح المجال للحضور وكانت مداخلتان عن أدب وليم شكسبير من البرفسور الأديب عبدالمجيد الطيب عمر المتخصص في اللغويات ومن الدكتوره ناديه عبدالوهاب خوندنه وهي استاذة جامعية في الأدب الإنجليزي بجامعة أم القرى واديبة ومترجمه وسفيرة جمعية الأدب بوزارة الثقافة وهي زميله للدكتور عبدالمجيد بقسم اللغة الإنجليزيه فسؤال البروفسر عبدالمجيد هو بأن بعض مسرحيات وليم شكسبير في كتاباته اغرقها بالخرافات والخزعبلات التي لاتضيف قيمة للأدب ورد عليه نجم بأنها هي التي كانت سائدة في تلك الحقبة وعقبت الدكتوره نادية وكأنها تؤيد ضمنيا الدكتور عبدالمجيد فيما ذهب إليه بأنها لاتحب كل أعمال وليم شكسبير ولكنها تضيف بأن هناك أعمال مسرحية له مقتبسه من أعمال احد الكُتاب الإنجليز القدماء وأضاف عليها من عنده وهي تتفق مع اجابة الدكتور نجم بأنه أي شكسبير في بعض أعماله يتماشى مع متطلبات ذلك العصر وتداخل الإعلامي المذيع الأستاذ عماد ابو علامه وأيد ماقاله الدكتور نجم حول من هو الصحفي؟ ليعلق ابوعلامه بأن مايظهر لنا ونراه في "السوشل ميديا" كل من معه موبايل يكون صحفيا وإن الصحفي لابد أن يكون ملم بقواعد العمل الصحفي يقوم بإعداد الأسئلة قبل طرحها  وفي الشق الأخر من سؤاله قال له هل تربطكم علاقه بالقصيبي؟ وكانت إجابته على الشق الأول لأبو علامه بأنه في بداياته الصحفية ذهب لعمل لقاء مع العقاد ويروي بأنه كان يعتقد بأنه غنم بهذا اللقاء وطرح عليه سؤال هل تحمل مؤهل جامعي؟ وكيف كان رد العقاد قوي ومقنع من هذه القامة وكذلك اورد موقف ساخر للعقاد مع احد الجامعات المصرية لتمنحه شهادة الدكتوراه الفخرية وتحدث عن العلاقة التي تربطه بالقصيبي وطرحت عليه صحيفة النهارالسعودية سؤال عن جائزة نوبل وهو لماذا لم تمنح هذه الجائزة سوى جائزة واحدة للأدباء العرب سوى للأديب نجيب محفوظ على مر تاريخها الطويل؟ فكان رده بأن هذه الجائزة مسيسة وإن مطبخها صهيوني بمعني لايرجى منها فائدة ومن ملاحظتنا له بأنه عاشق للمسرح العالمي ومطلع على الأداب والثقافات الأخري وتحدث عن المسرح العربي بأنه يبحث عن الضحك لا عن القيمة وأنه اسدى للأجيال نصيحة بأن يقرؤ ثم يقرؤ وقال من لم يقرء يكون خارج التاريخ وعلى الصحفيين المبتدئين أن يبتعدو عن اسئلة السخافات ويبحث عن العمق في الأسئلة ويبتعد عن التكرار في الأسئلة وفي نهاية هذه الأمسية الرائعة قامت الدكتوره هيفاء بإهدائه باقة من الورد مقدمة له من محل "أنا والورد" لصاحبته السيده فدوى انديجاني كذلك قدمة له شهادة شكر وتقدير على حضوره وإحيائه لهذه الأمسية الجميلة فكان الدكتور نجم بكامل حيويته ونشاطه الذهني المتقد بالذاكرة الزمنية على الرغم من تقدمه في العمر حيث تجاوز الثمانين عام كان الحضور كبير لهذه الأمسية يتقدمهم الصحفي الكبير الأستاذ أحمد حلبي كذلك الإعلاميتين الصحفيتين  النشطتين الأستاذة عائشة الحازمي وزميلتها الأستاذة احلام منقل ولاننسى فريق العمل لفريق تدفق الثقافي التابع لجمعية واثق للتنمية الذاتية والمكون من الأستاذة عزيزه الكتيني المشرفه على الفريق والأستاذ محمد العضلي والأستاذه عائشة صبحي والأستاذ أحمد باحميد والمسؤول عن النظام الصوتي للقاعة الأستاذ عبدالرؤوف بيفاري وقامو بإدارة التنظيم لهذه الأمسية كعادتهم على أحسن مايرام.