

المحرر الثقافي محمد الحارثي
الشاعرة المبدعة عفاف الحربي شاعرة مجيدة تجيد صياغة انواع الشعر والتي سبق أن نشرت لها صحيفتنا الغراء رائعتها قصيدة التفعيلة "ظمئتُ إليه" التي ألقتها بمهرجان ذي المجاز الشعري الأول بمكه حينها تواصلت معنا وخصت الصحيفة بهذا الموشح الجميل من كلماتها وبصوت عذب لحناً لأحد المؤدين المنشدين وإسمها موشحة جنوبية "عروس الغيم" إهداء منها لهذه المنطقة الغالية من وطننا المجيد التي أسرتها بجمال طبيعتها الخلاب من السراة إلى تهامة من تنوع جغرافي فريد من نوعه وبمناخها للفصول الأربعة حينها ألهمت خيالها البديع بهذه الأبيات التي تقول فيها:
من جبالٍ صافحتْ غيمًا همى
وانتشى عُرسًا بحُـضنِ الشفقِ
راسياتٍ شامِخاتٍ ممطراتْ
في تنومه وتهامة والسّراةْ
وخيــالٍ يسحـرُ الروحَ سَرى
بضيــاءٍ مثـل ضوءِ الطـارقِ
جــالَ فكرِي بينَ ماضيها وآتْ
وجــمالٍ حيَّــر القـومَ الدُّهـاةْ
قلتُ مَنْ أنتِ يا نور الصباح؟
يا رفيفًــا عانقَ البرقَ سـناهْ ؟
يا بسـاطًا سُندسـيًا كالوشاح
لخمائــلَ تتـهادى في رُبـــاهْ
يا فتيتَ المسكِ مسَّ السنبلاتْ
يا رداءً طوّقــتهُ البسملاتْ
خبِّريني عن حِــكاياتِ الغَلسْ
عازفُ الليلِ صديقُ الأنجــمِ
لن يَبُحْ بالسِّــرِ حتى في الرَّمسْ
حـدثيــنِي يا عــيـونَ المُعــجمِ
ومَضيتُ أُبارِي الخَطوَات
بحُداءٍ في الليالي الحالِـكاتْ
فأشارتْ في شموخٍ وإبــــاءْ
أنتَ في أبـهـا فأهلا مرحبـا
غضّتِ الطرفَ وسارتْ في بهاءْ
وتـوارتْ خَـلفَ هــاتيكَ الــرُّبا
في حياءٍ وعيونٍ داعِجات
أسَرتْ قــلـبًا مُحـبًّــا للحياةْ
من عسيرٍ ينبُـعُ الحبُّ فُراتْ
لحنُ عشقٍ من خُزامى ألمعِ
وبأطـرافِ محايلَ خَطَرَاتْ
قد رعينــاها غزير الأدمُـعِ
صَهَلَ الشوقُ صهيل العاديات
بفــؤادٍ عــانقَ الغيمَ فبَاتْ
غـرّدتْ أرواحـنـا في سـودتي
مع بياضِ الثلجِ لا نرجو فَكاكْ
أسـرتـني بعد أنْ كــنتُ الفَــتِي
كلّما أقفيــتُ قالت هاكَ هَاكْ
وادعتني بحديثِ المُرهفات
لن تجدني مثلَ باقي الأخرياتْ
لن تجدني مثلَ باقي الأخريات

