الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٤:٢٢ م-١٠ مارس-٢٠٢٤       39490

ترانيم طارق الطاهر

المحرر الثقافي محمد الحارثي

الشاعر الجميل  طارق الطاهر  من السودان الشقيق أتي لمهرجان ذي المجاز الشعري الأول بمكه بدعوة من  نادي مكه الأدبي  ملبياً ومشاركاً ووفاءا من رئيس  نادي مكه الأدبي  الدكتور حامد الربيعي لهذا الشاعر العربي منحه شهادة شكر وتقدير وشاعرنا القادم من بلاد السودان هذه الأرض الخصبة بالحب والكرم وهي التي أنجبت للثقافة العربية ورفدتها بأسماء لامعة في اللغة والأدب والشعر ومازالت عالقة بالذاكرة العربية من ينسى عالم اللغة الشاعر عبدالله الطيب وكأنه الخليل بن أحمد الفراهيدي ومعه عالم اللغويات البروفسور عبدالمجيد الطيب عمر الذي كرس علمه منافحا ومدافعا عن لغتنا العظيمة والجميلة وكذلك صاحب البيان الساحر الروائي الكبير الطيب صالح وشاعر أغاني افريقيا تحفة الشعر الحر الرائع محمد الفيتوري وصاحب قصيدة الفردوس المفقود الشاعر المثقف والسياسي المحنك محمد المحجوب وهاهو يطل علينا هذا الشاعر بسوق ذي المجاز الشعري الأول بصورة مستوحاة من الماضي فكانت قصيدة الطاهر عنوانها "ترانيم" وترنم هذا الشاعر بهذا النص الذي يتساءل فيه متى ستعود الأغنيات كذلك في هذا النص الأخر الماتع أيضا "أستلُّ من عين البصيرة ضوءهــا وأستاف من أرج الأزاهر عطـرها" بهذه المفردات العذبه الجزلة من قاموس لغته الجميلة نثر هذه النصوص لهذه القصيدة في هذا الملتقى ليقول فيها: 

هذا أزيز الشعر يسكُن مرجلـــــي
نادى صريرَ يراعتي
والذكرياتْ
حتَّامَ تغلي في الحياة مواقفــــــي
فمتى سيسكن مرجلـي؟
ومتى تعـود الأغنياتْ؟

****
عبثًا أحاور دفتر الأشعار
حين تماوجت كـل الرؤى
عبثا أحـاول قنصــها
لأفتِّقَ التأويل في سِـفْر الأنـا
والأمنيـــــات
لكنها استعصت وفرَّت من يـدي
فِكَرٌ تَأبَّى أن تُنال سهــــــــولةً

****
أستلُّ من عين البصيرة ضوءهــا
أستاف من أرج الأزاهر عطـرها
أشتار من ثمر الكــلام أطايـــبا

****
وأشُدُّ مجدافي على عضُدي لأحملها هنا
وأسوق من سيزيف صخرته على جبل العناء
وأصيب من كبد الحقيقة عينهــا
والبــــــاقيات

****
فبحثت عنكِ مـهرولا
فوجدتــها
واصطدتها من عبقرَ المدفونِ في عمق الفـلاةْ
وطعنت فيك الكـبرياءْ
وجدعت أنفك مثلما جُدِع الأخيطلُ يومها
هـا قــد جنَيتُ المكــــرماتْ

****
قـــــد صغت منـك قصيدةً
طابت وطــــاب بها الغناء
وأعـــود متكئا على جرح القصيدة لحظةً
أخـــــتال ما بين الأنا
والأخرياتْ