الكاتب : النهار
التاريخ: ١٠:٠٢ ص-٢٩ فبراير-٢٠٢٤       22000

المحرر الثقافي محمد الحارثي

إحتفلت  شركة حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأستراليا  بيوم التأسيس في يوم الأحد الخامس والعشرون من شهر فبراير بقاعة فندق مواسم بمكه بحضور رئيس مجلس إدارة الشركة الدكتور طارق كوشك وأعضائها من السادة والسيدات وبدأ الحفل الخطابي بالسلام الملكي السعودي وتلا الشاب فيصل ميمني بأية من الذكر الحكيم وبعدها تم عرض مادة إعلامية عبارة عن فيلم وثائقي عن هذا اليوم العظيم ليوم التأسيس ومراحل تطور رحلة الحج للحجاج منذ القدم حتى هذا العهد الزاهر بعدها ألقى رئيس مجلس الإدارة كلمة بهذه المناسبة الغالية على الشعب السعودي هنئ فيها القيادة الرشيدة والشعب السعودي بهذا اليوم الخالد في تاريخنا وماتحقق من إنجازات كبيرة عمت فائدتها على الشعب السعودي والحرمين الشريفين مكه المكرمة والمدينة المنورة وحجاج ومعتمري بيت الله الحرام والمسجد النبوي حينها أعلن عن جائزة من الشركة بمبلغ وقدره عشرة آلاف ريال تخصص لأي إبتكار او فكرة ناجحة تساهم في تطوير ريادة خدمات الشركة لخدمة الحجيج وراحته ولقيت ترحيب كبير من حضور الحفل وبعدها ألقى أستاذ التاريخ الحديث بجامعة أم القرى الأستاذ الدكتور يوسف بن علي الثقفي محاضرة عن تاريخ الدولة السعودية منذ مرحلة التأسيس حتى عهدنا الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وفقه الله وما تحقق من إنجازات وكان لديوان العرب في الشعر الفصيح حضوره البارز والملفت والذي إعتلى منصة الحفل الشاعر واللغوي الأكاديمي وسفير جمعية الأدب بمكه الأستاذ رداد الهذلي الذي نثر من الشعر أجمله وأعذبه وأجزله هذا الشاعر المتمكن من لغته بنحوها وصرفها ليأخذنا لحقبة شعر الأوائل لجودته وألقى بهذه المناسبة العزيزة علينا قصيدتين الأولى بعنوان: "قمْ للجلالِ ورتلِ الأشعارا" فكانت من روائع هذا الشاعر الهذلي وفيها من الفخر والحماسة والإعتزاز بوطنه وكأنه يستعيد شعر أجداده في أزهى حقب شعر العرب من الجاهلي وماتلاه من عصور فأنشد في هذا اليوم المجيد لوطننا المملكة العربية السعودية هذه القصيدة يقول فيها:

 

قمْ للجلالِ ورتلِ الأشعارا

إن القوافي فجرت أنهارا

 

متوضئًا بالعز تسمو بالرؤى

واسمع حداء زادك استبصارا

 

واستنطق الأرض التي قد عطرت

بالمجد واكتست الجلال شعارا

 

يا درةَ الأوطانِ شعري ينتشي 

طرباً فصار َيعانقُ السُّمارا

 

صارتْ قِفارك قبلةً ترنو لها

روحُ النماءِ وللنجومِ مدارا

 

‏⁧وطنٌ يغني النجمُ لحنَ شموخهِ

‏وهداهُ أصبحَ للورى أقمارا

 

‏دقاتُ قلبي نبضها إيقاعهُ

‏وله الضلوعُ جعلتُها أوتارا

 

وطن يوف الكون حول شموخه

ذا فضل رب قدر الأقدارا

 

فترى السحائب تستقي من خيره

فتهل من أفضاله مدرارا

 

والنجم يقتبس السنا من نوره

فزهى ويبعث للفضا أنوارا

 

والشمس تبغى من حماه مهابة

فتشع ضوءًا يخطف الأبصارا

 

والبدر نال من الجمال عباءة

صغنا لسحر بهائه الأشعارا

 

وطنٌ تجذّرَ في صعيدِ محبةٍ

وتفتحتْ أحلامهُ أزهارا

 

أغصانه منها القِسِيّ بكفنا

في قلب أهل البغي تُشعِل نارا

 

سنعيدها جذعًا على شيطانهم

وندك حصن المفسدين نهارا

 

ونزلزل الباغين حتى تنطفي

فتن ويبتلع العدو شرارا

 

ما ضرنا نفث اللئام وعقدهم

الله أكبر تسحق الفجارا

 

وفي القصيدة الثانية التي أبدع فيها هذا الشاعر والتي بعنوان "قداسةُ البطحاء" إستهلها بالأطلال في إشارة لسوق المجاز وما له من قيمة تاريخية حينها عطرها بالروحانيات التي تهز الوجدان إشتياقا لمكة ومالها من قدسية لدى المسلمين وللحبيب المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام يقول فيها:

 

ياذا المجازِ أجِزْ لغارِ حراءِ

أسِلِ البِطاحَ بموكبٍ وضاءِ

 

تمشي رواحلهم بكلِّ سكينةٍ

وخطامها من أنجمِ الجوزاءِ

 

ونسائمُ الأشواقِ نفحةُ إذْخِرٍ

فهناكَ أرضٌ صوفِحتْ بسماءِ

 

وهناكَ غصنٌ وارِفٌ من سِدرةٍ

طِبٌّ لمنْ يشكو منَ الوعثاءِ

 

ظلٌّ لقلبٍ أحرقتهُ مفازةٌ

فسعى لهُ يشكو من الرمضاءِ

 

تتقاطرُ الرحَماتُ حتى رِيّهِ

متدثرًا بسكينةِ الإسراءِ

 

نورٌ تسيلُ به الشِّعابُ مهابةً

تنبيكَ عنهُ قداسةُ البطحاءِ

 

فترفقوا مشيًا فما هي تربةٌ

بل إننا نمشي على الأنواءِ

 

آثار أقدامِ النبوةِ دِفْؤها

يَهَبُ المكانَ لطائفَ السّراءِ

 

وقلوبُ مَنْ طافوا ملائكةُ الرضى

لمستْ جلالَ الكعبةِ الغرّاءِ

 

فتعطرتْ قُربًا وطابتْ منزلًا

وبشائرُ الرضوانِ شَرْبةُ ماءِ

 

حينها أعلن مقدم الحفل عن تقديم جوائز الشركة للمبدعين قدمها رئيس مجلس الإدارة الدكتور طارق كوشك وهي جائزة للأستاذة مرفت طيب لحصولها على جائزة التميز الصحفي لمنحها جائزة الشخصية العربية 2022‬ في نسختها الثانية لعام 2022 "رواد المجتمع‬" كما تم منح جائزة الشركة للطفلة سلافه عبدالملك المخلافي لتميزها في إلقاء قصيدة للشاعرة الدكتوره عُلا البار وصفق لها الجميع بحرارة وكان هناك معرض مصاحب للحفل بمناسبة  يوم التأسيس  تم عرض فيه بعض المقتنيات الثمينة والقديمة والأزياء الشعبية المستخدمة في ذلك اليوم ويوجد مرشد سياحي يشرح للحضور عن هذا التراث ونالت إعجاب الزائرين وكانت هناك أيضا منتجات إبتكارية لطالبات كلية التصاميم من جامعة أم القرى تساهم في خدمة الحاج وراحته وتيسر له حجه بكل يسر وسهولة وسوف يكون لنا وقفة مع هذه الإبتكارات لهؤلاء الطالبات المتميزات كما لاننسى في خضم هذه الإحتفالية بأن نذكر الدور الكبير الذي يقوم به الأستاذ أحمد حلبي وهو أحد أعضاء هذه الشركة وهو الصحفي القدير من جهد جبار بذله وفريق العمل معه لإخراج هذا الحفل على أكمل وجه والذي زاده الق مقدم الفقرات المذيع الأستاذ بهاء عسكر كما لاننسى الجهود المبذولة لفرقة الكشافة بمكه في التنظيم وتقديم الخدمات لضيوف الحفل بقيادة وإشراف الأستاذ عثمان مدني الخلوق المتفاني في عمله الكشفي فكانت لهم بصماتهم في اي موقع حين يكونون متواجدين فيه.